منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - عقدة النقص و مركّب الهوان ... يا عرب
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-07-28, 14:25   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
نسيم المؤمن
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طاهر القلب مشاهدة المشاركة
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أولا بارك الله فيك على الموضوع الطيب و بالمعاني الهادفة جزل صيب ...

و فيك بارك المولى جلّ في علاه


سأركز في مداخلتي هنا على اللفظتين و علاقتهما بالعرب طبعا ...
عقدة النقص و مركب الهوان ...
عقد النقص التي أفضيت حولها الكلام تكمن في التـوليفة التي أصابت العقـل
و الفكر العربي بشكل مباشر , و هذه التوليفة عبارة عن خليط بين نتاج استعمار
ثقافي و اقتصادي , أظهر نفسه على أنه في مرتبة ربما صعبة المنـال و بعيدة عن
اللحـاق بها , لذا تكون ذلك الشعـور الداخلي في نفس الإنسان العربي بنقص
كينونته الوجودية في الحياة , و هذا طبعا مشكل نفسي بالدرجة الأولى , زد على
ذلك الأبـواق "المتعـربنة" - يعني عربية في شكلها غربية الميل و الهوى- التي
تنسف كل بصيص أو محاولة للخروج من هذه العقدة الـدونية , و الدلائل على
ذلك كثيرة و واضحة جلية ... و هي الفكرة التي دأب أمثال ديجول على رسمها
في مخيلاتنا , ألم يقولوا على سبيل المثـال لا الحصر على جيش الكيان الصهيوني
( الذي لا يقهر) و نحن كمن أطلق الكـذبة ثم صدقها ... فسحقا لهاته العقول و
هؤلاء الأشخـاص ...


صحيح فنتاج تلك التوليفة التي خامرت العقول ، نجني ثمارها علقما اليوم ، و هذا مما لا تتناطح فيه عنزتان ، فاستعباد الأفكار هو السهم الذي أصابنا في المقتل ، كالأبكم الذي حجب عنه وهيج الشمس ، فهو على ما عليه من صم ، زادت عليه ظلمة لم يلق لها بالا ، فلا استطاع الصراخ ، و لا ايجاد منفذ وسط تلك الدجى ..... العجز دفع به إلى التسليم ،
و هنا المغزى ، أ فكل عاجز يسلّم ، ليس كل ضعيف عاجز ، بل كلّ عاجز ضعيف
جسّدوا و صوّروا لنا حالنا كشياه وديعة و بالطبع يقتضي المقام وجود مفترس أو راع ، ذلك الغول الذي إن لم تطعه فتك بك
و هذا ما آمنّا به و اعتقدناه ، فكلّما احتقرت نفسك زدت ضآلة ، بالمقابل عدوّك يزداد انتفاخا و تباهيا و استعبادا لك حدّ التورّم
لا خلاف بيننا أن أهدى سبيل لإستعباد الأمم ضربها في مقوّماتها ، نصطفي مثالا لا حصرا ، أتيت أنت به ، فالألسن ثكلى ، فلا صانت الأصل ، و لا أدركت غيره ، فهي تلغ منه ، بكرة وعشيّا ، وهذه عقدة وفتلة نقص



أما مركب الهوان فهو نتاج اللفظة الأولى يعني الصورة التي خلفتها عقدة النقص
, فقل لي بربك كيف يكون شكل من كانت له تلك الأفكار حول عدوه أولا و
حول نفسه ثانيا , أليس نتاج ذلك أنه من نصيبه الهوان أمام نفسه أولا هذه المرة
, ثم الهوان أمام عدوه بعدها ... فسحقا مرة أخرى لهاته العقول الصغيرة و التي
تخاف من الظل فكيف بصاحب الظل ... إذن جواب سؤالك إلى متى ؟ ... هو
أنـه إلى أن يتخلص الصغار من كونهم صغار و من خوفهم المزمن من الظلال و
نظرتهم الدونية لأنفسهم و حضارتهم العظيمة و التي يعرفها العدو قبل الصديق ,
و قبل ذلك كله رفع الراية العظيمة و الكلمة العليا و السبيل الأوحد و الوحيد
"الله أكبر" حق رفعتها و حق مكانتها ... عذرا على الإطالة فقد أحببت أن أفيض
قدر ما أمكنني و هذا لرفع اللبس و زيادة الثقة في النفس ... دمت بخير و عافية
و السلام عليكم ...

كما قلت ، فمن يعرف قدر نفسه ، يؤتها حقّها بل زيادة ، و من حطّ من قيمتها و داسها ، فلا ينتظر من غيره أن يعيد له شرفها التليد ، فالكلّ يتربص به الدوائر ، رمشة عين من هفوة أو طأطأة كفيلة بأن ترخي سدول مهانة ، فالعزّة تبغي همّة ، و الهمّة تقتضي عين العقاب ، و قلب لا تخالطه شوائب ذلّ ، كما قالها المتنبّي ـ و أراني أستدّل به كثيرًا هه ـ
عش عزيزا أو مت و أنت كريم *** بين طعن القنا و خفق البنود
صدقت و الذي نفسي بيده فلا عزّة لنا إلاّ بما ارتضاه لنا ربّنا ، و هذا بالضبط ما نحتاجه معرفة قدر النفس ، و مكانتنا كقوم اصطفانا على جميع الثقّلين ، وجعلنا خير أمّة أخرجت للناس ، و أعزّنا برسول ـ محمّد صلّى الله عليه وسلّم ـ وحّد صفوفنا و أعلى كلمتنا ....
فكيف أرتضينا بغيرها و بدّلناها بهوان ...
المطلوب منّا استرجاع هيبتنا و ووأد شعور ألصقناه بنا غباوة و نقصا ،
بورك في أخي طاهر القلب و الرّوح ، سرّتني مداخلتك و رفعت عنّي كثيرا من قليل ،
ولولا خوفي من نفاذ صفحات المنتدى ـ إبتسامة ـ لما كان للكلام نهاية خاصّة إذا كنت أنت الطرف فيه




لا فظّ فوك و لا شلّت يمينك و لا حرمني الله طلّاتك العطرة









رد مع اقتباس