منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - من كنوز السنة ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-07-15, 17:33   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
بنت الحجاج
عضو متألق
 
الصورة الرمزية بنت الحجاج
 

 

 
إحصائية العضو










Thumbs up

التعريف براوي الحديث :

راوي هذا الحديث هوالصحابي الجليل ( ابو هريرة ) رضي الله عنه ، و هذه كنيته كناه بها الرسول صلى الله عليه و سلم و اسمه الحقيقي ( عبد الرحمن بن صخر الدوسي ) و هو من كبار الصحابة الذين حفظوا للامة الاسلامية هذا الركن العظيم من الشريعة المطهرة الا و هي ( السنة النبوية ) التي نقلها الينا امثال هؤلاء الحفاظ الثقات من صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم و من جاء بعدهم من المحدثين الاخيار ، و لقد كان ابو هريرة من اكثر الصحابة رواية عن رسول الله صلى الله عليه و سلم لانه كان يلازمه ملازمة تامة حتى شهد له الرسول الكريم بالحرص على الحديث ، و دعا له بثبات الحفظ فلم يسمع شيئا من الرسول صلى الله عليه و سلم الا حفظه ببركة دعائه صلوات الله عليه ، اسلم في السنة السابعة من الهجرة عام خيبر و توفي بالمدينة المنورة سنة 57 هجرية و دفن بالبقيع و قبره معروف حتى الآن رضي الله عنه و ارضاه .

الشرح الادبي :

في هذا الحديث الشريف نفحة من نفحات الجمال ، و اشراقة من اشراقات النبوة ، فقد وضح عليه الصلاة و السلام ببيانه العذب ، و اسلوبه اللطيف الرصين ، ناحية علمية هامة ، يعني بها علماء الاجتماع ، و يهتم بها الفلاسفة و المفكرين و هي : هل الدين فطرة في الانسان ؟ و هل الخير اصل في ام البشر ؟ و هل يكون الطفل عند ولادته مزودا بطاقة روحية تلهمه السداد و الرشاد ؟؟ فالنبي الكريم – صلوات الله عليه – وضع اصلا من اصول التربية الخلقية الكريمة ، يعتبر نبراسا مضيئا لكل مرب ينشد السعادة ، لكل باحث و مفكر يطلب المعرفة و الحقيقة .. و هكذا الاصل الذي ارشد اليه الرسول الكريم هو : ان الخير في الانسان اصيل ، و ان الشر فيه عارض ، و انه يخلق على الفطرة السليمة ، و الصفاء و النقاء ، و ان استعداده للخير كامل ، و لكن المجتمع هو الذي يفسده ، و البيئة التي يعيش فيها هي التي تلوث فطرته ، و تفسد خلقه و دينه ، و لا سيما ابواه فهما سبب هلاكه و دماره ، و سبب فساده او صلاحه ، و سبب استقامته او اعوجاجه . فالطفل حين يولد يكون عضوا صالحا في المجتمع ، و لو خلي بين هذا الطفل و فطرته ، لنشا على الايمان ، و عاش على الخير و الصلاح ،و لكن المجتمع الفاسد ، و البيئة المنحرفة –و اقرب الناس فيها الابوان – هي التي تفسد نفسية الطفل ، و تخرب عقليته و فطرته ، فتقلبه من الهدى الى الضلال ، و من السعادة الى الشقاوة ، و من الايمان الى الكفر ، و لولا الاسرة الفاسدة ، و لولا المجتمع المنحرف ، و لولا الابوان الضالان ، لبقي الانسان على فطرته ، طيب النفس ، سليم العقيدة ، مندفعا نحو حياة الفضيلة و الكمال !.
فانظر - هداك الله - الى التمثيل الرائع الذي مثله عليه الصلاة و السلام حيث صور الطفل ب ( الشاة ) التي يخلقها الله تعالى كاملة الخلق ، جميلة الشكل و الصورة ، و لكن الناس هم الذين يشوهون جمالها ، فيقطعون انفها اواذنها ، و يبعثون بها حتى تصبح ناقصة الخلق مشوهة التصوير ؟!
افليست هذه حقيقة يدركها كل شخص ، و هي ان الخلق الكامل هو خلق الله ، و ان النقص انما ياتي من فعل الانسان ؟!
فهذا الحديث الشريف ماهو الا تصوير دقيق لحقيقة الانسان و سمو به وارتفاع ، من حضيض الشر القاتم ، الى افق المعرفة المشرق ، و ضياء الحق المنير ، فالناس في جميع العصور و الدهور ، يولدون على الفطرة ، و على الاستعداد التام الكامل للخير و الصلاح ، و صدق الله : (فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ) . و في الحديث الشريف رد صريح واضح ، على اولئك الذين ينكرون الفطرة ، كما هي الفكرة الشيوعية الخبيثة التي تقول : ان الانسان يخلق خاليا من كل شيء يسمى بالدوافع ، و اننا نستطيع ان نصنعه كما نشاء .. فهم يعتبرونه كالآلة الصماء ، او كالدابة العجماء ، و لا عجب في ان ينكروا الدين و الفطرة ، فقد انكروا من قبل وجود الله ، و صدق الله حيث قال : ( اولئك كالانعام بل هم اضل ، اولئك هم الغافلون ) .