معك حق وانا ارى ان سبب تخلفنا هو نحن
(كنتم خير أمة أخرجت للناس).
ننظر إلى واقعنا وننظر إلى ماضينا ونجد الفرق الهائل و الشاسع.
ننظر كيف كانت هذه الأمة التي هابتها الفرس والروم ثم كيف أصبحت غثاء كغثاء السيل لا يأبه الله بهم في أي واد هلكوا. بعد أن كنا سادة وقادة، ماذا أصبحنا ؟؟ لقد وصلنا إلي درجة كبيرة من التخلف والتأخر والانحطاط وأصبحنا في مؤخرة الركب، بل لا أقول في مؤخرة الركب، بل تبرأ منا الركب جميعا ؟
مشكور اخي على طرح هذا الموضوع الشائك الذى يراد له نظر عميق وتمعن
العالم الاسلامي اليوم يعيش اليوم وضعاً سيئاً من عدة نواحي سياسية واقتصاديه وتخلف في عدة نواحي من نواحي الحياه...
فى البداية سأقدم نظرة سريعة على ما يمتلكه العالم الاسلامي من كافة مقومات الرقي والتقدم سواء كانت طبيعية او غيرها .. فالعالم الاسلامي يتميز بكافة متطلبات الرقي والتقدم ومن ذلك:
• الموقع الجغرافي حيث يقع في اهم قارات العالم وهي اسيا وافريقيا وجزء من اوروبا .. و يطل على أهم محيطات وبحار العالم : المحيط الاطلسي- المحيط الهندي - المحيط الهادي - البحر الاحمر - بحر العرب - الخليج العربي وعدة بحار اخرى
• كما يمتلك العالم الاسلامي سيطره مباشره على عدة مضايق بحريه واهمها : قناة السويس - مضيق باب المندب - مضيق جبل طارق- مضيق الدردنيل والبسفور - مضيق هرمز - مضيق ملقا - مضيق بنزرت – بالاضافة الى امتلاك عدة انهار تعتبر من افضل انهار العالم
• المساحه: حيث تبلغ مساحة العالم الاسلامي حوالي 37 مليون كم2
• عدد سكانه حيث ان ذلك اعطاه وفرة في اعداد الايدي العامله ومن المعروف ان الايدي العامله المسلمه رخيصة الثمن..
• كما يمتلك العالم الاسلامي ثروة زراعية وحيوانية هائلة و ثروة معدنية و به اكبر مصدر للنفط ويوجد به اكبر كمية احتياطيه في العالم
و كلنا نعلم ان العالم الاسلامي فيه دول متقدمه جدا مثل ماليزيا و التطور اللى وصلته فى وقت من الاوقات * وبسبب لعبه قذره تعرضت جنوب شرق آسيا الى هزه اقتصاديه قويه وكان الهدف هو كبح جماح التطور لاقتصاديات الدول الاسلاميه في تلك المنطقه..ولو ان الدول الاسلاميه نهجت المنهج الماليزي لشاهدنا عالم اسلامي متطور في معظم المجالات وعلى مستويات عاليه
هناك اسباب كثيره ومتشعبه ادت الى الوضع الحالي للعالم الاسلامي :
• انقسام المسلمين الى رافضه وخوارج ومتصوفه * كما ظهرت الفرق الاثني عشريه والباطنية التي كان لظهورها الاثر العميق في ضعف المسلمين ومن اعم هذه الفرق القاديانية والاحمدية والبهائية وغيرها كثير
والدوله الفاطمية
(العبيدية)
الرافضيه
مثالا
• الانقسام السياسي لدولة الاسلام وجعل كل دوله تقوم على انقاض التي قبلها وتكون البدايه من جديد كما هو حال الدوله العباسية والدولة الامويه في الاندلس
• ظهور الشعوبية وكانت من اهم الاخطار التي واجهت الامه الاسلاميه وهي تعني ان يتعصب كل شعب لجنس معين او شعب معين او لعرق معين
• سوء استخدام الثروات الاقتصاديه وعوائدها الماليه..مما سبب ضياع فرص كبيره كان بالامكان ان تختصر مئات السنين من مشوار التطور لو استخدمتهذه الثروات في الطريق الصحيح..بل دخلت الدول الاسلاميه في سباق تسلح مع بعضها البعض وفساد اداري بددت تلك الثروات وذهبت ادراج الرياح
• العالم الاسلامي لم يشهد الركود والجمود الا بعد ان اثقل كاهله بالاستعمار وسبب له مشاكل سياسيه واقتصاديه وامنيه ثقيله جعلته يكابد مئات السنين للخلاص من هذه المشاكل و مازال بيحاول الخروج منها * هيمنة الدول الغربيه سياسيا واقتصاديا منذ فتره من الزمن على الدول الاسلاميه.. حتى بعد استقلالها..ودخولها في اقطاب وتحالفات غير منطقيه مما جعلها تابعه سياسيا واقتصاديا لتلك الدول ..وبالتالي شاهدنا تفاوت في التطور بين الدول الاسلاميه نتيجه ذلك
• اجتماع كلمة الأعداء علينا مع تفرقهم وتشتتهم * الخلاف بين روسيا وأمريكا عريق قديم وسيظل طالما استمروا على وضعهم وعلى مبادئهم، ولكنهم يتفقون على ما يكون ضد المسلمين، هذه قضية لا يناقشون فيها أبدا.
• غرس اسرائيل في جسد الامه الاسلاميه من قبل الدول الاستعماريه وعلى راسها بريطانيا..لجعل العالم الاسلامي ينشغل بامور تحد من مسيرته نحو المستقبل..وبذلك تم توريطه في صراع لا يوجد له حل حقيقي في نظرهم
• و من الأسباب التي أدت بنا إلى ما نحن فيه فصل الدين عن الدولة. لا يمكن أن يُحكم البشر إلا بشريعة رب البشر، و للأسف العديد من المسلمين أشد اقتناعا بفصل الدين عن الدولة أي بالعلمنة بمفهومها الصحيح. في الوقت الذى ينجح فيه الرئيس الأمريكي بانتخاباته الرئاسية الأمريكية، يرفع الإنجيل أمام جمهوره ويقول: (آن الأوان لأن نُحكم بالإنجيل، آن الأوان لعودة حُكم الدين للدولة).
هكذا يقول رجل على منهج منحرف، يقر ويعترف بأن فصل الدين عن الدولة جنى على أمته الويلات، والمسلمون يقولون: دع ما لله للهِ وما لقيصر ليقصر، ونقول لهم الكل لله –سبحانه وتعالى- (الملك يومئذ لله).
فصل الدين عن الدولة مخطط رهيب لأن أولئك الأعداء علموا أن القرآن هو عدوهم الأول، ولذا جندوا جنودهم لإبعاد القرآن عن حكم المسلمين وقد نجحوا وللأسف. وكثير من المسلمين للاسف لا يعون ولا يدركون خطورة هذا الأمر وهو خطر داهم وشر قائم.
• و من اسباب تخلفنا ايضا الهزيمة النفسية أصبح لدى كثير من المسلمين قناعة بأنهم لن يهزموا عدوهم، كيف نهزم أوربا؟ كيف نهزم أمريكا؟ من المحال ان نصل الى ركب تطورهم !! و كل ما لديهم هو الإعجاب بالغرب واعتباره القدوة الصالحة. لقد وصل الإعجاب بالغرب أن يكون الذهاب إلى بلادهم أمنية يتمناها كثير من المسلمين، فيفتخر أنه زار أمريكا، أو زار أوروبا أو زار الشرق أو الغرب .
كثير من المسلمين يبحثون عن العلم، يقولون في أوروبا وأمريكا، لا أقول العلم الذي لا يجدونه في بلادهم، بل بعضهم ذهب ليدرس الشريعة الإسلامية في بريطانيا.للاسف الكثير منهم - يشعر بمركب نقص إذا قال أنني أحمل شهادة من بلد إسلامي، ولكنه يرفع رأسه عاليا إذا حمل شهادة من أوربا أو أمريكا.
و بتواجد ايضا اسباب داخلية بداخل المجتمعات و الدول مثل
• ضعف القدوات لدى العلماء والقادة.
• خيانة بعض المسلمين لدينهم ولأمتهم.
• نشوء العصبيات والقبليات.
• الجبن والخوف وحب الدنيا وكراهية الموت.
• فساد بعض مناهج التعليم * بعض الدول لا يعترف بالشريعة الإسلامية أو بمناهج التربية الإسلاميةوبعضها يضعها في منزلة كمناهج النصارى واليهود .
• الخلل الاجتماعي * هل الأسرة الآن كما كانت قبل عشرين سنة أو ثلاثين سنة ؟
• الانحراف الخلقي للشباب
سأكتفى بما ذكرته * الاسباب كتيرة و ليس لها نهاية
تقبل احترامى و تقديرى
دمت بخير
و أتذكر جملة نكسن الهالك في كتابه " اغتنم الفرصة" عندما سقط الاتحاد السوفيتي
قال للغرب لا تفرحوا
بل احذروا من استيقاظ التنين النائم
ويقصد بذلك العالم الإسلامي والإسلام