بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يلاحظ في الآونة الأخيرة أن البعض يطلع على معلومة فيعتبرها حقيقة دون التحقق من صحتها كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا أتاكم حديثي فاعرضوه على الكتاب فإن وافقه فخذوا به وإن خالفه فاضربوا به عرض الحائط ) فيستنتج من ذلك أنه للتحقق من معلومة نقارنها بما هو ثابت من العمل وبمتابعة تاريخ الأمير عبد القادر الجزائري نجد جهاده ضد فرنسا لمدة سبع عشرة سنة و في بلاد الشام عندما حصلت الفتنة عام ستون و تسعمائة و ألف أوقف الفتنة وبذلك منع فرنسا من الدخول لبلاد الشام عندما هدد الأميرال قائد الجيش الفرنسي بأنه سينقض المعاهدة مع فرنسا و سيعود لحربها و كان منطلقه لذلك ديني ( لقول رسـول الله صلى الله عليه وسـلم من آذى ذمياً فأنا خصمه يوم القيامة ) و سـياسـي لمنع دخول فرنسا للمشرق العربي مما أخر دخول الاستعمار للمشرق العربي ستون عاماً. و عندما دعا بعض زعماء بلاد الشام و على رأسهم أحمد الصلح عام ثمانية وسبعون وتسعمائة و ألف لمبايعة الأمير عبد القادر بالإمارة على بلاد الشام و الانفصال عن الدولة العثمانية وذلك بعد حرب القرم لم يقرهم على ذلك إقراراً بالوحدة الإسلامية فنستنتج من
ذلك مواقف ضد الاستعمار ومنه ضد الماسونية والتي يدعي البعض انتماءه إليها وقد ذكر ابن شقيقه وصهره الأمير بدر الدين بن أحمد الحسني أنه عندما عرض الماسون على الأمير عبد القادر الانضمام للماسونية سألهم عن دعوتهم فقالوا نحن مجموعة نتكافل ونتضامن فيما بيننا فقال نحن كمسلمين لا يجوز التضامن بين البعض دون الكل فكان الرد من منطلق شرعي.
وعند النظر للعملة التي سكها الأمير عبد القادر نجد أنه كتب على أحد الوجهين ( إن الدين عند الله الإسلام ) وهو يخالف ادعاء البعض بأن الأمير عبد القادر يدعو لإتحاد المسلمين و النصارى.
لاعتبار الأمير عبد القادر الجزائري رمزاً لقائد كون دولة إسلامية وعمل بتصنيع السلاح و سك العملة رمزاً لاستقلال الدولة مما يضر بمصلحة أعداء الأمة نجد أن البعض عن جهل أو عن سوء نية يسيء لهذا الرمز ليبعد الأمة عن تشكيل دولة إسلامية مستقلة. فعلى هذا البعض أن يتقي الله بنفسه و السلام عليكم .