لقد ظهرت حديثاً اتجاهات بين بعض علماء النفس تنادي بأهمية الدين في الصحة النفسية وفي علاج الأمراض النفسية ، وترى أن الإيمان بالله قوة خارقة تُمد الإنسان المتدين بطاقة روحية تعينه على تحمل مشاق الحياة وتُجنبُه القلق الذي يتعرض له كثير من الناس الذين يعيشون في هذا العصر الحديث الُمشبع بالمادية والتنافس الشديد والمُفتقر في الوقت نفسه لمقومات الحياة الروحية وللمبادئ الأخلاقية لذا فان التمسك بالإيمان بالله وترسيخه وإتباع منهجه هو السبيل الأساسي لاحتمال معاناة الحياة بهمها وقلقها وهو الطريق الرئيسي الذي يؤدي إلى تحقيق أمن الإنسان وسعادته: ﴿ قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى، ومن أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى﴾(سورة طه،آية 123-124)، وهذه الآية فيها دلالة واضحة على حتمية الصراع بين البشر في هذه الحياة ، وأن الحياة مع هذا الصراع تصير ضلالاً وشقاءاً إن لم يَتبع الناس المنهج الرباني في حياتهم، فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان و يعلم خلقه ، قال الله تعالى:﴿ ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ﴾(سورة الملك أية 14)، والخالق هو الذي يعرف كيف يكون الإنسان سوياً ،ويعرف أسباب فساده وانحراف سلوكه لذا فعلى علماء العلاج النفسي أن يستفيدوا من الدين في وضع خططهم العلاجية ، وان يلتزموا هدي الخالق جل وعلا، لأنهم ليسوا أعلم بالإنسان من الله الذي خلقه .