منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ((مسابقة فنّ المقال ما بين القيل والقال )) إشكالية اليوم : ((كُرة القدم ؛ هل هي مَلهاةٌ للأمّة أم رفعٌ للهمّة ))
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-07-04, 23:02   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*محمد*
عضو مميّز
 
الأوسمة
وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام العضو المميّز في منتديات الخيمة وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تحية طيبة وبعد :

((كُرة القدم ؛ هل هي ملهاةٌ للأمّة أم رَفعٌ للهِمّة ))



يقول سيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - :علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل ...
وعن جابر بن عبد الله أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :
"
كل شيء ليس من ذكر الله لهو ولعب إلا أن يكون أربعة : ملاعبة الرجل امرأته , وتأديب الرجل فرسه , ومشي الرجل بين الغرضين , وتعليم الرجل السباحة "


والمتتبع لسيرته صلى الله عليه وسلم يجد أن حبيبنا يحث على ممارسة الرياضة والاعتناء بها فقد كان يسابق صحابته الكرام ويسابق زوجته سيدتنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها وهذا الهدي النبوي ان دل على شئ انما يدل على ضرورة اعتناء المسلمين بأبدانهم وتدريبها مع حسن النية في العبادة ...

بعد كل هذا لا أظنني أجد أحدهم يلوح الى كون الرياضة داء ليَبحث لها عن دواء وسط كومة المرضى الذين يعانون سُمنة مُفرطة نتيجة الركون الى الراحة ... لكن سأوافقه الرأي ان وجد الداء في صنف جديد من أصناف الرياضة وما شابهه في الشكل والمبدأ ، هي المنعوتة بالكرة المحسوبة على كل سكان الكرة

قد يكون هذا غريبا – نسبتها الى كل سكان العالم - في نظر من لا يهتمون بالكرة ومن ثم لا يتابعون أخبارها المختلفة باختلاف مجالات استغلالها من الاقتصاد و الفن وصولا الى امتداداتها السياسية ، لكن الغرابة ستزول ان علمنا أن تلك الكرة الدائرية صار لها تدخل مثير في العالم اجتماعيا اقتصاديا وحتى سياسيا ومؤخرا ثقافيا – وما الفوفوزيلا عنا ببعيد - .....


وهي بطاقة انتماء وطنية بامتياز في نظرالبعض لتأكيد الانتماء لأي صنف أو تجمع من هذه الأمة الواحدة التي غالبا ما كانت كذلك ان استثنينا بعض الظروف ومنها الانقسام للكرة نتيجة بعض الصراعات الرياضية - هكذا سميتها أنا على الأقل بعيدا عن الاساءة - ....


الكرة قد لا تبدو سوى جلد منفوخ بشكل دائري نفخ فيها شئ من الهواء الحار من حرارة التنافس بين اللاعبين مضاف اليه قدر من الأنفاس السياسية الخبيثة إلا أنها تجاوزت ذلك بكثير نتيجة تضخم الأنفاس وتعددها بداخلها فصارت بحق تثير الرعب وتحبس الأنفاس من شدة الحماس ... ذاك الجلد المنفوخ الذي تخطى الحدود بعد أن رسمها وأسر القلوب بعد أن كان من أَزَمَها و أذهب العقول وملكها فصار الكل بذكرها مشغول ونسي أن من جعلها فتنة قادر أن يذهب بالقلوب والعقول ... هي بحق صرعة القرن الواحد والعشرين وان ظهرت قبل ذلك لأنها لم تصر كما كانت عليه وهي وان حمدت – من طرف بعضهم – لأسباب ، لا تعدو كونها جلدا منفوخ بالهواء لا يلبث أن يذهب في الهباء ...


سميت الساحرة المستديرة فسقط تحت تأثيرها الجميع وفتنوا بها و يسعى كل منا لاستغلالها كل حسب استطاعته فان كان رجالُ الأعمال استغلوها لجلب المال واللاعبون كعمل ودخل للمال نجد أن المواطن لم يشذ عن القاعدة واستغلها قدر استطاعته !!! فكانت له متنفسا و فضاءا للتعبير عن ذاته والقضاء على فراغ أوقاته !!! بل زد على ذلك نصرة لوطنه و ضد أعداءه !!! زاعما أن ذلك من الوطنية متجاهلا كل رأي يخالفه ويريد النهوض بالأمة ورفع شأنها بضربة كرة ويربط شرف أمته وعزتها بحذاء لاعب ...


هو غريب تأثير هذا السحر الذي لم تذهبه أقوى الرُقى والتعويذات وعجيب ما وصل اليه من قوة التخدير ، أمر يدعو للذهول ما يقضيه المشاهد أمام التلفاز لمشاهدة مباريات كرة القدم قد يصل 21 ساعة في الأسبوع – مع مبارتين في كل يوم كما هو عليه كأس العالم – وقد يتجاوزه بكثير مع البطولات ... ويحتج بعد ذلك على الاطالة في دقائق الصلاة !!! ساهون لاهون وماهي الا لهو ... جادون مفكرون ان كنا نحسب نتائج المباريات وكان الأولى أن نعد عدد التسبيحات والتكبيرات ... نفرح بنتيجة الفريق وما ندري أين نحشر ومع أي فريق .. ولا حول ولا قوة الا بالله ، مضيعة للمال حتى أنفق فيها العرب 5.5 مليار ريال – حقوق بث مباريات كأس العالم فقط – ولم ينفق عُشرُها في بيت المال أو لنصرة اخواننا في غزة .. مُذهبة للعقل فكم فككت من أسر وكم كانت السبب في النزاعات والخلافات حتى وصلت حد الممات وقتل البعض في الملاعب والبعض في منازلهم أمام الشاشات والبعض الآخر في الطرقات ... مثيرة للفتن مُفرقة للشعوب فهلا استذكرنا منذ أيام معركة أم درمان أين تضاربت الأخوة والدين ... أين ظهر الباطل وزهق الحق ورفعت رايات دعوى الجاهلية في أرض المعركة لتعلن فوز فريق الشيطان ...


واليك المزيد .. من أجلها ضُيعت الصلوات ونشأة العداوات والفرق والتعصبات ، في سبيلها أحب المسلم الكافر وعظمه وبغض المسلم واحتقره ... هل نتوقف هنا أم نضيف ...


قد يقول البعض انها وحدت الأمم وجَمعت الشعب ورسمت في أفراحها أبهى وأجمل الصور لكن هلا سألت نفسك ما كانت ضريبة ذلك أم تنتظر أن تدفع الضريبة أنت أو أهلك لتحس بها ... مئات المعاقين والقتلى في الحوادث في البيوت والطرقات أم أنك لم تبكهم أنت فلا يهم .. وكيف كانت الأفراح بمجامع الفسوق ومعازف الشيطان ... الى غير ذلك من التبعات ، وهل نحن أمة أولا حتى ننهض بها


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى".


هذه الأمة فصدقا هل نحن أمة واحدة ... وصدقا هل استذكرت أي سبيل من سبل النهوض بالأمة وشريط المباريات يمر أمام عينيك ؟
وهل هاته الجلدة نهضت بها ان كنا أمة فعلا ؟؟ أم هوت بنا فرادى وبها جمعا


هذا غيض من فيض وماخفي أعظم وأكبر ولتختبر الأمر وتتأكد من صدق ماورد في المقال عليك الاختبار والمباراة القادمة قريبة جدا

....................



شكرا جزيلا لكم على المبادرة القيمة .. المنظم والمشرفون بارك الله فيكم

وبالتوفيق للجميع










رد مع اقتباس