وكالات / أسوار/ ذكرت مصادر اسرائيلية وغربية أن مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يدير من وراء الكواليس مباحثات سرية مع شخصيات إسرائيلية عالية المستوى لتجاوز الأزمة في العلاقات التركية الإسرائيلية في أعقاب تداعيات أحداث قافلة الحرية .
وقالت المصادر أن هذه المباحثات تنطلق على أرضية أن تركيا لا يمكن لا يمكن أن تضحى بعلاقاتها الإستراتيجية مع إسرائيل والتي تعتبرها أنقرة مدخلا مهما لانضمامها لعضوية حلف الأطلنطي والتي تعمل بكل السبل للانضمام إليه.
واضافت' إن أنقرة تسعى جاهده وتفعل كل ما يمكن فعله لتتحول إلى دولة غربية وتنضم إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، ومن متطلبات ذلك تعزيز علاقاتها بإسرائيل، التي ينظر إليها على أنها مفتاح بوابة الغرب' منوهة الى انه 'عندما عامل الغرب تركيا بخشونة وظل يماطل لسنوات في طلب انضمامها لعضوية الاتحاد الأوروبي ، جعل ذلك أنقره تفكر في وسيلة للضغط على الغرب بالتوجه نحو العالم العربي'.
واوضحت المصادر ان المؤسسة العسكرية التركية تشعر بامتعاض شديد من موقف رئيس الوزراء التركي اردوغان والذي سيؤدي في حال مواصلة النهج الحالي الى اضعاف علاقات تركيا بالغرب والادارة الامريكية في ظل تزايد التحديات التي تواجهها انقرة في مناطق الاناضول الكردية والتي اسفرت اليوم عن مقتل خمسة من افراد الجيش التركي في هجوم لحزب العمال الكردستاني.
وذكرت المصادر المصادر ان موقف تركيا من قافلة الحرية والصدام العلني بين أردوغان والرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز خلال منتدى 'دافوس الاقتصادي' فى يناير 2009 وإظهار التضامن مع الشعب الفلسطيني خدمت اهدافا تكتيكية للدور التركي المستقبلي في المنطقة'.
وأشارت المصادر الى ان العلاقات التركية الإسرائيلية علاقات إستراتيجية تاريخيا فمنذ إقامة الدولة الإسرائيلية شكلت تركيا مع إيران (الشاه) وإسرائيل محورا إقليميا تحت القيادة الأمريكية بمسميات متعددة، وكان الهدف منها هو مناهضة حركة القومية العربية التي كانت قد شهدت تناميا ملحوظا في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.
وقالت المصادر أن ذلك أستوجب اعترافا تركيا مبكرا بإسرائيل في عام 1949 أي بعد شهور قليلة من إعلان الدولة الإسرائيلية والتوجه نحو دعم علاقاتها الاستراتيجية بها، ولاسيما أن أنقرة كانت ترى في ذلك تأكيدا لتوجهها الغربي الذي كرسه مؤسس تركيا الحديثة كمال أتاتورك، ومدخلا مهما لانضمام تركيا لعضوية حلف الأطلنطي.
وأشارت المصادر ان العلاقات التركية-الإسرائيلية وصلت ذروتها عام 1997، عندما تم التوقيع على اتفاق التعاون الاستراتيجي بين البلدين في المجالين العسكري والأمني، ثم اتفاق الشراكة التركية-الإسرائيلية، وتدشين مشروع شرق جنوب الأناضول المعروف باسم 'الغاب' وبالتالى تحاول تركيا الضغط على أوربا وإسرائيل لدخولها حلف الاطلنطى .
https://www.aswarpress.com/ar/news.php?maa=View&id=9163