منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - قصة كتبها كل أعضاء منتدى الجلفة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-06-22, 12:27   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
* أمل وطموح *
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية * أمل وطموح *
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي مقدمة القصة

رائد طفل بهي الطلعة , وجهه يشع نورا , وابتسامته التي لا تفارق فاه تملأ الدنيا من حوله فرحا .
أرادت أمه أن يكون رائدا في الأخلاق , رائدا في الدين , رائدا في العلم , وقد كان لها ما أرادت , لكنها كانت محتارة في أمره فكل الأطفال يسألون عن منازلهم ولماذا يعيشون في مخيمات بينما بقية أطفال العالم يعيشون في بيوت دافئة تأويهم إلا رائد الذي لم يسأل يوما عن هذا الأمر , ولتتخلص من حيرتها سألته هي : " بني إذا سألك أحدهم أين بيتك فماذا ستقول له ؟؟ " , سكت رائد لبرهة ثم قال لأمه بنبرة يملأها الغضب ممزوجا بالأمل : " أماه .. أنا أعرف أن العدو قد سلبنا بيوتنا التي جمعت العائلات وآوت الأسر , لكن تأكدي أماه , لن يستطيع أن يأخذ البيت الذي يجمع شعبنا , لن يستطيع أن يأخذ فلسطين منا , أماه .. أرضنا هي الهواء الذي نتنفسه , والماء الذي نشربه , فلسطين هي الشمس الدافئة , لكنها أيضا الأواج الغاضبة التي تفتك بكل من حاول اقتحامها دون إذن منها " , تفاجأت الأم بكلام ابنها الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره , وداعبت دموع الفرح والافتخار الممزوجة بنوع من خوف الأم على ابنها الصغير وجنتيها , فمسح رائد دمعة أمه بيديه الصغيرتين وقال لها : " أماه لا تبكي , لا تخافي بلدنا سيعود , أعدك أن العدو لن يأخذ أرضنا ما دام فينا نفس روح , حتى إن تخلى الجميع عنا فالله لن يتخلى عنا لأننا ندافع عن الحق والله ينصر من نصره " لما سمعت هذا الكلام , ضمت حنان " أم رائد " ابنها إلى صدرها وعانقته فبثت في روحه حنانها ورقتها مع قوتها وصلابتها , صبرها وتحملها , فزادته قوة وعزيمة وأملا .
في تلك الليلة نام رائد مطمئنا كما لم ينم من قبل , ورأى في حلمه بأن فلسطين قد عادت لأهلها , رأى أنه عاد لحضن بيته الدافئ مع أسرته , لكن دوي انفجار عظيم أفسد عليه حلمه الجميل وأيقضه في منتصف الليل ليرى المخيم الذي كان يعيش فيه قد دمر تماما وأصبح خرابا , رأى الجثث متناثرة تناثر أوراق الخريف والدم قد غطى أرضية المكان , نهض مسرعا يبحث بين الجثث حتى لمح أمه من بعيد : " أماه ... أماه " , أخذ يركض ويصرخ لكن ما من مجيب , وصل إلى مكان أمه فأفزعه ما رأى , أمه جثة هامدة مضرجة بالدماء وأخته " نور " التي لم تتجاوز السنتين تلعب بشعرأمها وتلطخ وجنتيها بدمها , " أمــــــــــــــــــــــــــــــــــــي " , صرخ صرخة دوت المكان , سقط على ركبتيه , أحس في تلك اللحظة أن الدنيا تسرق منه أحلامه وآماله , أحس أنها تسرق منه أحبابه , تسرق روحه الطاهرة ,أحس أن العالم ينتزع منه ابتسامته المشرقة انتزاعا.
بحث عن الأمل فلم يجد شعاعه , بحث الفرح فلم يجد اشراقه , أظلمت الدنيا في عينيه وأحس أنه انسلخ عنها , أن روحه تغرق في ظلام اليأس









رد مع اقتباس