منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - منهج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و السلفية المعاصرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-07-09, 18:37   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
سادسًا : حجيّة خبر الواحد عند العلامة ابن باديس رحمه الله تُخالف تمامًا مذهب السلفية المُعاصرة !

قال الشيخ ابن باديس رحمه الله [ ابن باديس حياته و آثاره جمع و دراسة الدكتور عمّارالطّالبي الجزء الثاني صفحة 72 ] :
لمّا كان العرب لم يأتهم نذير قبل النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلمّ - بنّص هذه الآية وغيرها فهم في فترتهم ناجون لقوله تعالى : " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً " [ سورة الإسراء الأية 15 ] و " أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ " [ سورة المائدة الأية 15 ] وغيرهما ، وكلّها آيات قواطع في نجاة أهل الفترة ولا يستثنى من ذلك إلاّ من جاء فيهم نصّ ثابت خاص كعمر بن لحي ، أوّل من سيّب السّوائب وبدّل في شريعة إبراهيم وغيّر وحلّل للعرب وحرّم، فأبَوَا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ناجيان بعموم هذه الأدلّة ولا يعارض تلك القواطع حديث مسلم عن أنس (رضي اللّه عنه) : (أنّ رجلا قال للنّبيّ صلّى اللّه عليه وعلى آله وسلمّ : يا رسول اللّه أين أبي ؟ قال في النّار، فلمّا قفا الرّجـل دعاه فقال : إنّ أبي وأباك في النّار)، لأنّه خبر آحاد فلا يعارض القواطع وهو قابل للتّأويل بحمل الأب على العمّ مجازا يحسنه المشاكلة اللّفظية ومناسبته لجبر خاطر الرّجل وذلك من رحمته صلّى اللّه عليه وسلمّ وكريم أخلاقه.اهــــ
الشيخ ابن باديس لم ينكر الحديث بل أوله بخلاف غيره من أعداء السلفية وسبب تأويله للحديث هو أنه رآه يخالف الآية "وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً " وليس لكونه أحاد وعدا الأبوان من أهل الفترة
قال ابن تيمية :« ومن لم تقم عليه الحجة في الدنيا بالرسالة كالأطفال والمجانين وأهل الفترات؛ فهؤلاء فيهم أقوال أظهرها ما جاءت به الآثار أنهم يمتحنون يوم القيامة فيبعث الله إليهم من يأمرهم بطاعته فإن أطاعوه استحقوا الثواب وإن عصوه استحقوا العقاب » الجواب الصحيح (2/ 298).. مقصود شيخ الإسلام فيهم أقوال عند أهل السنة،فعلى هذا لايضلل أحد إذا قال بأحد هذه الأقوال المعتبرة وقد قال بكل واحد منها بعض السلف.

وقال الإمام الشنقيطي"هو مبنى الخلاف المشهور عند أهل الأصول في أهل الفترة. هل يدخلون النار بكفرهم؟ وحكى القرافي عليه الإجماع وجزم به النووي في (شرح مسلم)، أو يعذرون بالفترة وهو ظاهر الآيات التي ذكرناها، وإلى هذا الخلاف أشار في (مراقي السعود) بقوله: ذو فترة بالفرع لا يراع وفي الأصول بينهم نزاع"اضواء البيان

وقد وافق الإمام ابن باديس قائلا:"وهذه الآيات التي ذكرنا وأمثالها في القرآن تدل على عذر أهل الفترة بأنهم لم يأتهم نذير ولو ماتوا على الكفر. وبهذا قالت جماعة من أهل العلم"اضواء البيان

وأما قوله رحمه الله بأن الخبر آحاد لا يعارض القواطع لم يُرِد به الرَّد هنا وإنما التأويل، وقد تأوله بتأويل أخطأ فيه لكنه سائغ ، كما أن تأويل الشنقيطي سائغ لكنه أخطأ فيه أيضا.

اقتباس:
سابعًا : جمعية علماء المسلمين الجزائريين تدعوا لإحياء المولد النبوي الشريف على الطريقة الشرعية ؛ في حين السلفية المعاصرة تشنّ حربًا في غير عدو على كلّ من يفعل ذالك و تعتبرهم غير صادقين في حبّهم لنبيّهم بله يُروّجون للبدع
!
1-نعم وهم في هذا مجتهدون معذرون كالذين من قبلهم كابن حجر وغيره من الذين أجازو بدعة المولد
وليس كل من وقع في بدعة يبدع
قال الإمام الشاطبي:لا يخلوا المنسوب إلى البدعة أن يكون :مجتهدا فيها أو مقلدا....ثم قال : فالقسم الأول على ضربين :أحدهما : أن يصح كونه مجتهدا فالإبتداع منه لا يقع إلا فلتة وبالعرض لا بالذات وإنما تسمى غلطة أو زلة لأن صاحبها لم يقصد اتباع المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويل الكتاب أي لم يتبع هواه ولا جعله عمدة والدليل عليه أنه ظهر له الحق أذعن له وأقر به )الإعتصام(1/193/-197)
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: ((وكثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة، إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها ما لم يرد منها، وإما لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم، وإذا اتقى الرجل ربه ما استطاع دخل في قوله : (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)، وفي الحديث أن الله قال : ((قد فعلت))، وبسط هذا له موضع آخر))[معارج الوصول ص:43].
وجمعية العلماء المسلمين موافقة لأهل السنة في التأصيل ، من حيث تعريف البدعة وأنه ليس في الدين بدعة حسنة، فلو ثبت عندهم أن هذا العمل بدعة لم يترددو في إنكاره إن شاء الله تعالى

2-المولد النبوي ليس عيدا دينيا عند ابن باديس وقد وضع الشيخ العربي التبسي برنامجا للعطل السنوية بمناسبة الأعياد في مدارس جمعية العلماء وجعل أمام كل عيد نوعه، وقد قسمها ،إلى قسمين أعياد دينية وأعياد قومية ،وجعل من الأعياد القومية المولد النبوي (انظر المدرسة الجزائرية إلى أين؟ لمصطفى عشوي (ص135 –الملاحق) والتعليم القومي لرابح تركي (299)).

اقتباس:
ثامنًا : الشيخ بن باديس يجيز التوسل بذات النبي صلى الله عليه و سلم.

قال الشيخ ابن باديس رحمه الله [ ابن باديس حياته و آثاره ؛ جمع و دراسة عمّار الطّالبي الجزء 3 ص 37 طبعة دار الغرب الإسلامي ] :
نصحني سيدي الطالب اذا يسر الله لي زيارة القبر الشريف أن أسأله عليه و آله الصلاة و السلام الشفاعة ، و قد يسر الله لي ذالك و له الحمد و المنة منذ عشرين سنة ، وقد دعوت الله وحده و توسلت له بنبيه و توجهت اليه به أن يميتني على ملته ، و يجعلني من أنصار سنته ، وأهل شفاعته ، الى أشياء أخرى قد استجاب الله تعالى بعضه ( المحقق : كذا في الأصل و لعله : بعضها ) ، وأنا أرجو الاستجابة في الباقي.اهــــ
و قال رحمه الله [ نفس المصدر ، الجزء 3 ص 160] :
اعلم ان السادة العارفين هم أرسخ الناس قدما في محبة النبي صلى الله عليه و سلم و تعظيم حرمته ، و مراعاة شريف جانبه ، وتعزيره و توقيره و بره . تجد ذالك في صلواتهم عليه ، وفي ادعيتهم لله تعالى عند ذكره ، و التوسل به ، و في مناجاتهم له عند الشوق اليه ، و في تأليفهم عند الكلام في حقه.اهــــ
و قال أيضاً [ نفس المصدر ، الجزء 2 ص 192 ] :
الرّاجح هو الوجه الأوّل الّذي يجيز التّوسّل بذات النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم نظرا لمقامه العظيم عند ربّه لوجهين، الأوّل : أنّ ذلك هـو ظاهر اللّفظ ولا موجب للتّقدير ولا منافاة بين أن يكون في قوله أسألك وأتوجّه إليك بنبّيك وقوله إنّي توجّهت بك قد سأل بذاته، وفي قوله اللّهم شفّعه فيّ قد سأل قبول دعائه له وسؤاله...والثّاني أنّه لمّا كان جائزا السّؤال من المخلوقين بما له مقام عظيم عندهم فلا مانع من أن يسأل اللّه تعالى بنبيّه بحسب مقامه العظيم عنده.اهـــ
و قد توسّع في بسط المسألة ، فليرجع الى كلامه كل من يريد التحقيق ؛ تجده في "ابن باديس حياته و آثاره جمع و دراسة عمّار الطّالبي الجزء 2 ص 187 طبعة دار الغرب الإسلامي ".
و معلوم أنّ التوسل عند السلفية المعاصرة من البدع الخطيرة و الكبائر التي أوقعت الأمة في الشركيات ؛ بزعمهم !
فتأمّل !
مع كتاب "الرد النفيس على الطاعن في العلامة ابن باديس" لمحمد حاج عيسى..." -

تعرض محمد حاج عيسى في الفصل الثالث من هذا الباب إلى الأخطاء في المسائل الخفية والقضايا الخلافية التي انتقدتها الكاتبة على ابن باديس رحمه الله، مبينا أنه ليس المقصود تصويب ابن باديس فيما رآه فيها، ولكن الغرض دفع التشنيع والتبديع عنه في مسائل قد سبق إليها وهي من مسائل الخلاف.
أول مبحث في هذا الفصل كان في قضية التوسل بالنبي ،ورأى الكاتب حفظه الله أن يبدأ بتحرير كلام ابن باديس في المسألة (أنظره في الآثار2/47)،وملخصه أن ابن باديس رحمه الله تعالى يرى التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم جائزا مرجوحا، ثم ذكرالكاتب أنه مع أن الراجح من المسألة أنه لا يجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم إلا أن أهل العلم نصوا على أن المسألة خفية خلافية قال ابن تيمية وقال:" قلت فهذا الدعاء ونحوه قد روي أنه دعا به السلف ونقل عن أحمد بن حنبل في منسك المروذي التوسل بالنبي في الدعاء، ونهى عنه آخرون فإن كان مقصود المتوسلين التوسل بالإيمان به وبمحبته وبموالاته وبطاعته فلا نزاع بين الطائفتين، وإن كان مقصودهم التوسل بذاته فهو محل النزاع وما تنازعوا فيه يرد إلى الله والرسول… وفى الجملة فقد نقل عن بعض السلف والعلماء السؤال به، بخلاف دعاء الموتى والغائبين من الأنبياء والملائكة والصالحين والاستغاثة بهم والشكوى إليهم فهذا مما لم يفعله أحد من السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا رخص فيه أحد من أئمة المسلمين .... " (مجموع الفتاوى (1/264-265) التوسل والوسيلة (123-124) وانظر أيضا مجموع الفتاوى (1/337-338) ).
وقال ابن عثيمين رحمه الله تعالى :" التوسل بجاه النبي ليس بجائز على الراجح من قول (كذا) أهل العلم فيحرم التوسل بجاه النبي ، فلا يقول إنسان اللهم إني أسألك بجاه نبيك كذا وكذا ، وذلك لأن الوسيلة لا تكون إلا إذا كان لها أثر في حصول المقصود ، وجاه النبي بالنسبة إلى الداعي ليس له أثر في حصول المقصود " (فتاوى العقيدة (279). ).
وبناء على ذلك لا يبنى على هذه المسألة تكفير ولا تبديع إلا بعد إقامة الحجة الواضحة، ننقل مما نقله الكاتب من ذلك ما قاله ابن تيمية رحمه الله تعالى :" والثاني أن التوسل يكون في حياته وبعد موته وفى مغيبه وحضرته ولم يقل أحد إن من قال بالقول الأول فقد كفر ولا وجه لتكفيره، فإن هذه مسألة خفية ليست أدلتها جلية ظاهرة، والكفر إنما يكون بإنكار ما علم من الدين ضرورة أو بإنكار الأحكام المتواترة والمجمع عليها ونحو ذلك، واختلاف الناس فيما يشرع من الدعاء وما لا يشرع كاختلافهم هل تشرع الصلاة عليه عند الذبح، وليس هو من مسائل السب عند أحد من المسلمين، وأما من قال إن من نفى التوسل الذي سماه استغاثة بغيره كفر وتكفير من قال بقول الشيخ عز الدين وأمثاله فأظهر من أن يحتاج إلى جواب، بل المكفر بمثل هذه الأمور يستحق من غليظ العقوبة والتعزير ما يستحقه أمثاله من المفترين على الدين لا سيما مع قول النبي من قال لأخيه كافر فقد باء بها أحدهما" ( مجموع الفتاوى (1/106)).
ثم بعدها وقف الكاتب مع مجازفات الكاتبة وتحاملها على ابن باديس فوصفته ص33 بمباينته لمنهج العلماء السلفيين وتجويز هذا "العمل الشركي" ، متهمة إياه ص 36 أنه -بقوله في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم- يفتح الباب للتوسل بالصالحين وغير ذلك من الاتهامات.
كتبه الأخ سيد أحمد مهدي

يتبع بإذن الله........