تمهيـد تعتبر الدافعية في المجال الرياضي من أهم الموضوعات إن لم تكن أهمها على الإطلاق فهي تهم جميع العاملين في المجال الرياضي على اختلاف مستوياتهم ومسئولياتهم ومهامهم لما لها من تأثير على الممارسة الرياضية ولا يتمثل تأثيرها على مستوى الأداء فحسب بل وعلى أسباب هذه الممارسة ونتائجها وأسباب الاستمرار فيها، و تدور الدافعية حول الأسباب أو المسببات التي تحرك الفرد وتوجهه ليسلك بشكل معين وفى اتجاه معين ولفترة معينة، فهي القوى الداخلية التي تؤثر على الفرد، ويكون هذا التأثير بدرجات متفاوتة وتبقى آثاره لفترات متفاوتة ولا يخلو أي سلوك يقوم به الفرد أو نشاط يؤديه أو عمل يستمر فيه إلا من دافع وراءه يحركه ويوجهه دائما. لقد وصل تقدم وتطور أساليب وطرق التدريس المختلفة إلى مستوى عال ساعد على رفع مستوى أداء الطلبة وعلى تمكينهم من إخراج ما لديهم من إمكانيات بدنية وفسيولوجية ومهارية، وانتشرت هذه الطرق والأساليب في مدى واسع وعريض إلى الدرجة التي جعلت فرص الاستفادة منها وتوظيفها يكاد يكون متساوي لدي الجميع. وبقى العامل الرئيسي الذي يمكن أن يميز بين الطلبة ويؤدي إلى سبق بعضهم بعضا هو الدافع الكامن في كل منهم والمحرك الرئيسي لهم ولأدائهم في مختلف المواقف والمواقع الرياضية، خاصة التي تتطلب درجة عالية من التركيز والاهتمام والمثابرة والبذل، لهذا أصبح موضوع الدافعية في المجال الرياضي محور الاهتمام والتركيز وميدان البحث والدراسة لجميع العاملين في المجال الرياضي. 1- مفهوم الدافعية: يعتبر مفهوم الدافعية من أهم الموضوعات التي تهم المربي الرياضي وأكثرها إثارة واهتماماً. إذ يهمه أن يعرف لماذا يقبل بعض التلاميذ على ممارسة النشاط الرياضي في حين يكتفي البعض الآخر بالمشاهدة ورؤية الأنشطة الرياضية دون ممارسة؟ أو لماذا يمارس بعض التلاميذ ألعاب أو أنشطة رياضية معينة دون سواها من الأنشطة الرياضية الأخرى؟ 1-1- تعريف الدافعية: 1-1-1- الدافعية لغة: يشار إلى مفهوم الدافع في اللغة اللاتينية بكلمة "movere" ويشار إلى مفهوم الدافعية في اللغة الإنجليزية بكلمة "motive" ويعني يحرك، وهو عبارة عن أي شيء مادي أو مثالي يعمل على تحفيز وتوجيه الأداء والتصرفات. أي أن كلمة دافع مأخوذة من الفعل الثلاثي: دفع أي حرك الشيء من مكانه إلى مكان آخر وفي اتجاه معين. وعندما نقول بأن الذي دفع الشخص للقيام بسلوك معين، فإننا نعني أن شيئا ما هو الذي حركه، و هذا المحرك هو ما نقصد به الدافع. فكلمة الدافع على وزن فاعل لذا فإن فاعل السلوك هو هذا الدافع، فهو الذي يحول السلوك إلى فعل، وعليه فأي سلوك يقوم به الإنسان يحتاج إلى تفعيل، فالذي يعمل على إظهار السلوك و تفعيله هو هذا الدافع. (محمد محمود بن يونس:2007، 14) 1-1-2- التعريف الإجرائي: لقد تعددت التعاريف الإجرائية لمفهوم الدافعية وتنوعت، وذلك بسبب اختلاف الخلفيات النظرية لعلماء النفس (أي سبب اختلاف وجهات النظر في مدارس واتجاهات علم النفس). وطبيعة عملية الدافعية من حيث التعقيد في مكوناتها وخصائصها أيضا. • تعرف الدافعية "بأنها طاقة كامنة في الكائن الحي تعمل على استشارته ليسلك سلوكا معين في العلم الخارجي، ويتم ذلك عن طريق اختيار الاستجابة المفيدة له وظيفيا في عملية تكيفه مع بيئته الخارجية ووضع هذه الاستجابة في مكان الأسبقية على غيرها من الاستجابات المحتملة مما ينتج عنه إشباع حاجة معينة أو الحصول على هدف معين".(مصطفى حسين باهي، سمير عبد القادر جاد:2004، 09) • وتعرف أيضا بأنها: "ميل فطري نفسي جسمي يدفع صاحبه إلى أن يدرك أشياء من نوع معين وينبه إليها، وإلى أن يشعر بوجدان معين عند ذلك الإدراك وإلى أن يسلك نحوه مسلكا خاصا أو يجد نفسه ميالاً نحوه". (مجدي أحمد محمد عبد الله: 2006، 95) • كما تعرف أيضا بأنها: "حالة توترية داخلية ناتجة عن حاجة نفسية أو فسيولوجية تجعل الفرد في حالة عدم اتزان وهذه الحالة تثير السلوك وتوجهه وتستمر به إلى هدف معين حتى يزول هذا التوتر ويستعيد الفرد توازنه النفسي أو الفسيولوجي".(أحمد أمين فوزي: 2003، 81) • كما يمكن تعريف الدافعية في المجال الرياضي على أنها: "استعداد الرياضي لبذل الجهد من أجل تحقيق هدف معين".(رمضان ياسين: 2007، 100) • تعريف "الدرمان ريتشارد": "فإنها ميل يقوم بتوجيه واختيار السلوك بعلاقة مع انعكاساته وإتباع الهدف الناتج عن طريق قاعدة اشتراك ماضية بين بعض المثيرات واستجابات اللذة والألم". (ALDERMAN rickard, 1983, 214) 1-2- المفاهيم المتصلة بالدافعية: يدخل في نطاق الدافعية مجموعة من المفاهيم والمصطلحات مثل: الدافع، الحاجة، والغريزة الحافز، والباعث والميل والاتجاه والتي يكن تعريفها على النحو التاليمحمد حسن علاوي: 2004، 214، 215) 1-2-1- الدافع Motive) هو حالة من التوتر الداخلي تعمل على إثارة السلوك وتوجيهه، كما ينظر إليه على أنه حالة أو قوى داخلية تسهم في تحريك السلوك وتوجيهه لتحقيق هدف معين. 1-2-2- الحاجة Need) هي حالة من حالات النقص والعوز ترتبط بنوع معين من التوتر يزول عند قضاء الحاجة وسد النقص وقد أشار بعض الباحثين في علم النفس إلى أن هذا النقص قد يكون من الناحية الفسيولوجية (كالحاجة إلى الدفئ) أو قد يكون من الناحية النفسية (كالحاجة إلى الإنجاز). 1-2-3- الغريزة: (Instinte) يقصد بالغريزة حالة الفطرية تحدث دائما أو بصورة منتظمة لاستجابات معينة ومركبة بين جميع أفراد الجنس الواحد عند حدوث أنماط مميزة أو معينة من المثيرات، وفي الوقت الحالي لا يستخدم العديد من الباحثين في علم النفس مصطلح الغريزة لتفسير سلوك الإنسان. 1-2-4- الحافز drive ) هو حالة ناتجة عن الحاجات الفسيولوجية، وأهم ما يميزه الارتباط بينه وبين مثير معين يسمى "مثير الحافز" والذي يحدد سلوك الكائن الحي عند نشوء حاجة معينة. 1-2-5- الباعث Incentive) يختلف الباعث عن الدافع، فالباعث خارجي في حين الدافع داخلي، فالتواب والعقاب أنواع من البواعث الخارجية التي يمكن أن تشبع الظروف الدافعة، كما قد يكون الباعث ماديا أو معنويا و يرتبط بالبيئة الخارجية. 1-2-6- الميلInterest) يسمى الميل أحيانا بالاهتمام ويقصد به استعداد لدى الفرد يدعوه إلى الانتباه إلى أشياء معينة تستثير وجدانه، والتعرف على ميول الفرد نحو النشاط الرياضي يتطلب ما يلي: - التعبير اللغوي عن حبه أو كراهيته لنشاط رياضي معين. - ممارسته للنشاط الرياضي الذي يميل إليه ويقضي وقتاً في ممارسته. - لديه معلومات عن النشاط الرياضي الذي يميل إليه. وأشار سعد جلال ومحمد علاوي (1982) إلى أن الميل أو الاهتمام بالرياضة لا يعني دائما الممارسة الرياضية لأن تحقيق الميل يتطلب شرطا آخر وهو القدرة. فقد يحب الفرد لعبة كرة السلة ويميل إليها ولكن ليس من الضروري أن تكون لديه القدرات والمهارات الحركية المطلوبة لممارسة هذه اللعبة ومن ناحية أخرى قد يوفر الميل والقدرة والإنتاج للفرد ظروف الممارسة. كما قد يكون الميل نحو النشاط الرياضي إيجابيا وينعكس في الممارسة الإيجابية النشطة لنوع من أنواع الرياضة، كما قد يكون الميل (استقباليا). أي يستقبله الفرد بالحواس كالكتابة أو المشاهدة، لكل ما يرتبط بالنشاط الرياضي الذي يميل إليه. 1-2-7- الاتجاه: ( Attitude) ينظر إلى الاتجاه على أنه نوع معين من الدافعية المهيأة للسلوك وهناك العديد من التعاريف التي قدمها عدد كبير من الباحثين لمصطلح الاتجاه. ومن بينها أن الاتجاه ميل للاستجابة بشكل معين تجاه مجموعة خاصة أو معينة من المثيرات، كما أن الاتجاه حالة مفترضة من الاستعداد للاستجابة بطريقة تقويمية تؤيد أو تعارض موقفا مثيراً معيناً، ومن ناحية أخرى فإن الاتجاه حالة من التهيؤ العقلي والعصبي التي تنظمها الخبرة السابقة والتي تواجه استجابات الفرد للمواقف والمثيرات المختلفة. والاتجاه – متعلم- أي مكتسب من البيئة التي يعيش فيها الفرد، كما أنه يتكون من عناصر معرفية ووجدانية ونزوعية، كما قد يكون الاتجاه إما ايجابي أو سلبي أو حيادي نحو موضوع ما أو نحو موضوعات معينة كالممارسة الرياضية مثلاً. والشكل التالي يبين العناصر الأساسية التي تشكل الدافعية في المجال الرياضي: 2- أهمية الدافعية ووظائفها في المجال الرياضي: تتبدي أهمية الدافعية من الوجه التربوي من حيث كونها هدفا تربويا في ذاتها، فاستثارة دافعية الطلاب وتوجيهها وتوليد اهتمامات معينة لديهم تجعلهم يقبلون على ممارسة نشاطات معرفية وعاطفية و حركية خارج نطاق العمل المدرسي وفي حياتهم المستقبلية. 2-1- أهمية الدافعية في المجال الرياضي: يعد موضوع الدافعية واحدا من أكثر موضوعات علم النفس أهمية وإثارة لاهتمام الناس جميعا، ففي عام (1908) اقترح "ووودورث" "Woodworth" في كتابه علم النفس الديناميكي ميداناً حيويًا للدراسة أطلق عليه علم النفس الدافعي" أو "علم الدافعية". وفي عام (1960) تنبأ "فاينكي" " fayniki" بأن الحقبة التالية من تطور علم النفس سوف تعرف بعصر الدافعية. وفي عام (1982) أشار كل من" ليولن" و"بلوكر" "liewelln and blocker" في كتابهما "سيكولوجية التدريب بين النظرية والتطبيق". إلى أن البحوث الخاصة بموضوع الدافعية تمثل حوالي (30%) من إجمالي البحوث التي أجريت في مجال علم النفس الرياضية خلال العقدين الأخيرين. وفي عام (1983) أشار"وليام وارن" " wlliam warren " في كتابه -التدريب والدافعية- أن انتشار الدافع الرياضي يمثل من (70%-90%) من العملية التدريبية ذلك لان التفوق في رياضة معينة يتطلب اكتساب اللعب للجوانب المهارية والخططية ثم يأتي دور الدافع، ليحث الرياضي على بذل الجهد والطاقة اللازمين لتعلم تلك المهارات، وللتدرب عليها بغرض إتقانها. وللدافعية أهمية رئيسية في كل ما قدمه علم النفس الرياضي حتى الآن من نظم وتطبيقات سيكولوجية ويرجع ذلك إلى الحقيقة التالية: أن كل سلوك وراءه دافع، أي تكمن وراءه قوى دافعية معينة. وقد تناول "تتكو" و"ريشارد" " tutko and rickard " سمات الدافعية الرياضية بدراسة تحليلية أكثر. وقد أشار إلى أن هذه السمات تشمل على عاملين هما.(رمضان ياسين:2007، 101-103) 2-1-1- سمات الاستعداد للعمل نحو إنجاز الأهداف الإرادية: ويتضمن أربع سمات وهي: • الحافز. • العدوانية • التصميم. • القيادة. 2-1-2- سمات الانفعال: تشتمل على سبع سمات و هي: • الميل للشعور بالذنب. • الثقة بالنفس. • الضبط الإنفعالى. • يقظة الضمير. • الصرامة العقلية. • الثقة بالآخرين. • القابلية للتدريب. وفي عام (2003) قام عمرو بدران، بدراسة هدفت إلى التعرف على دوافع ممارسة الأنشطة الرياضية عند طلاب جامعة المنصورة وترتبت هذه الدوافع تبعاً لدرجة أهميتها، بالإضافة إلى إجراء مقارنات في دوافع ممارسة الأنشطة الرياضية عند طلاب الجامعة تبعاً لمتغيرات الجنس والممارسة الرياضية كانت أهم النتائج أن ترتيب الدوافع تبعا لأهميتها كمايلي: • الصحة. • المجال النفسي. • المجال الاجتماعي. • الميولات الرياضية. • القدرات العقلية. • التفوق الرياضي. • مجال البرامج والتسهيلات. كما أظهرت النتائج وجود فروق في ممارسة النشاط الرياضي بين البنين والبنات لصالح البنين، وبين الطلاب الممارسين وغير الممارسين للنشاط الرياضي لصالح الممارسين. والقول الثاني يعبر بوضوح على أهمية دور الدافعية في التربية البدنية و الرياضية: (إنك تستطيع أن تقود الحصان إلى النهر، ولكنك لاستطيع أن تجبره على أن يشرب). (رمضان ياسين:2007، 103) وفي مجال علم النفس الرياضي يمكن استعارة المقولة السابقة وتطبيقها في المجال الرياضي على النحو التالي: "يمكنك أن تقود اللاعب إلى الملعب للاشتراك في منافسة رياضية ولكنك لا تستطيع أن تجبره على الإجادة وبذل أقصى الجهد"، لأنه سيقوم بأداء ذلك من تلقاء نفسه عندما تتوفر لديه الدافعية.(رمضان ياسين:2007، 211) ومعرفة دوافع ممارسة الأفراد للنشاط الرياضي، تمكن المربي من تحفيزهم على تطوير أدائهم على النحو الأفضل، فالأداء لا يكون مثمرا وجيدا إلا إذا كان يرضي دوافع لدى الإنسان.(رمضان ياسين:2007، 103) 2-2- وظائف الدافعية: تقوم الدافعية بالعديد من الوظائف من بينها : (محمد محمود يونس:2007، 25- 27) 2-2-1- الوظيفة التفسيرية: وهي الوظيفة الأساسية للدافعية، فمن خلالها يتم تفسير السلوكات بمختلف أنواعها والصادرة عن الكائن الحي (حيوان، إنسان) ويطلق على هذه الوظيفة وظيفة الغزو " attributional fuction". 2-2-2- وظيفة التشخيص و العلاج: تستخدم في تشخيص العديد من الاضطرابات السلوكية والنفسية، كما تستخدم في علاج هذه الاضطرابات. إن معرفة الدوافع الأولية والثانوية يمكن أن تساعد القائمين على التربية الناشئة في تفسير سلوكات المتعلمين وزيادة فهمنا لهم، وبالتالي مساعدتهم بدلاً من اتخاذ عقوبات ضدهم. كما أنها تساعد في تعديل سلوكات الأفراد من خلال التحكم في دوافعهم للوصول إلى السلوك المطلوب وتساعد أيضاً في تشخيص وتحديد السلوك المشكل والمرضي، وبالتالي السعي لإيجاد الحل الأمثل لهذا السلوك كما أن معرفة الدوافع تقلل من الجهود المبذولة وتختصر الوقت في تعلم سلوكات تكيفية ملائمة من خلال إثارة انتباه واهتمام المتعلمين لذلك، وزيادة تشويقهم إليها. 2-2-3- وظيفة الطاقة والنشاط: حيث تقوم بإطلاق الطاقة واستثارة النشاط من خلال تعاون المفاتيح الخارجية (كالجوائز، والتهديد، واللوم، والثناء) مع المفاتيح الداخلية (كالأهداف، والرغبات والاهتمامات) في تحريك السلوك وتدفعه نحو تحقيق أهداف معينة، أي أن الدوافع تقوم بتنشيط السلوكات الجزئية (أو الفسيولوجية) والسلوكات المركبة أو الكلية (أو السيكولوجية). 2-2-4- توجيه سلوك الإنسان نحو وجهة معينة دون أخرى، ونحو تحقيق الأهداف المنشودة: بمعنى أن الدوافع تعمل على توجيه وتركيز انتباه الفرد نحو مواقف معينة وتعمل على تشتيت انتباه الفرد عن مواقف أخرى، أي أن الدوافع تملي على الفرد أن يستجيب لمواقف معينة ولا يستجيب لمواقف أخرى، كما أن الدوافع تملي على الفرد طريقة التصرف في مواقف معينة، إذ أن اختيار الفرد لنشاط ما يتأثر بالدوافع التي تمليها عليها ميولاته، واهتماماته، وحاجاته فمثلا عندما نقرأ كتاب أو مجلة أو صحيفة ما فإننا نركز على الموضوعات المتصلة باهتماماتنا وأهدافنا وحاجاتنا. 2-2-5- المحافظة على استمرار السلوك: أي أن السلوك يبقى مستمراً ونشطاً مادامت الحاجة قائمة ولم يتم إشباعها. 2-2-6- تنشيط التوقعات المتصلة بتحقيق الأهداف أو إشباعها: حيث توجد علاقة بين مفاتيح الدافعية والاستجابة والقيمة المادية والمعنوية أيضاً على هذا الدافع أي ينطبق عليها قانون: الدافع = القيمة x التوقع 2-2-7- تعد الدوافع بمثابة مصدر للمعلومات عن إمكانية الوصول إلى الهدف: أي أن الدافعية تزداد بالاقتراب من الهدف فمثلا تزداد الدافعية القتالية عند الجندي عندما يرى قائده يقاتل أمامه ويقترب من تحقيق الهدف بينما تزداد دافعيته نحو الهروب عندما يرى قائده في المؤخرة أو يحاول الهرب أو يبتعد عن تحقيق الهدف والطالب أيضاً تزداد دافعيته نحو القراءة والدراسة عندما تقترب فترة الامتحان. 2-2-8- تعد الدوافع بمثابة مصدر للمعلومات عن نوعية ودرجة البواعث: حيث توجد علاقة إرتباطية طردية بين نوعية ودرجة البواعث من جهة، والدوافع من جهة أخرى، فمثلا عند الإعلان عن جائزة للبحث العلمي المتميز، فإن ذلك يؤدي إلى زيادة مستوى دافع الإنجاز عند الباحثين. وهكذا يمكن تمثيل وظائف الدافعية وفوائدها في أنها تعمل على: - توجيه السلوك الإنساني نحو تحقيق أهداف معينة. - زيادة الجهود والطاقة المبذولة نحو تحقيق أهداف معينة. - زيادة المبادأة و المبادرة إلى النشاط والاستمرارية. - تنمية معالجة المعلومات وتقويتها. - تحديد التوابع المعززة للسلوك. - المساعدة على تحقيق أداء متطور وجيد. فالدافعية هي مولدات ومنشطات ومحركات وموجهات للسلوك الإنساني، كما أنها بمثابة ضابطة ومعدلة للسلوك الإنساني والتنبؤ به وتفسيره. وعطفا على ما ذكر سابقا فإن الدوافع تقوم على جملة من الأسس أو المبادئ يمكن توضيحها في المخطط الآتي: 3- تصنيف الدوافع: تصنف الدوافع إلى مجموعتين رئيسيتين هما: (مصطفى حسين باهي، سمير عبد القادر جاد: 2004، 13-15) 3-1- الدوافع البيولوجية المنشأ (الدوافع الأولية): وهذا النمط من الدوافع يعبر عن حاجات فسيولوجية أولية وتشمل الحاجة إلى الطعام والشراب وحفظ النوع، ويترتب على إشباعها استعادة التوازن البيولوجي للكائن الحي وتستثير هذه الحاجات دافع الجوع ودافع العطش ودافع الجنس على الترتيب، وتتصف هذه الدوافع بعدة خصائص منها: - أنها تتصف بالشدة في طلب إشباعها، وتختزل ويزول أثرها بمجرد إشباعها. - فطرية وموروثة و لا تختلف باختلاف النوع أو الإطار الثقافي. - هذه الدوافع يصعب الاعتماد عليها في التعلم الإنساني. 3-2- الدوافع السيكولوجية المنشأ(دوافع الثانوية): وتتمثل في دوافع النمو الإنساني و تكامل الشخصية الإنسانية، ويتم تعلمها واكتسابها من الإطار الثقافي الخاص بها، ولذلك فان أساليب التعبير عنها وإشباعها تختلف باختلاف الإطار الثقافي والنسق القيمي للفرد ومستوى تعليمه ونسبة ذكائه وثقافته. ويمكن تقسيم الدوافع السيكولوجية المنشأ إلى فئتين متميزتين هما: 3-2-1- الدوافع الداخلية الفردية (Intrinsic Motives): وتمثل أهم الأسس الدافعية للنشاط الذاتي التلقائي للفرد، وتقف خلف إنجازاته الأكاديمية أو المهنية العامة فالفرد الذي يهوى القراءة من أجل متعة شخصية تقوم على دافع للمعرفة والفهم يكون مدفوعاً بدافع داخلي أكثر ثبات وقوة لأنه يحقق لنفسه إشباعاً ذاتياً، ومن ثم فإن تأثير الدوافع الداخلية الفردية على مستوى الأداء والإنجاز الفردي ويفوق تأثير الدوافع الخارجية الاجتماعية. ويندرج تحت الدوافع الداخلية الفردية دافع حب الاستطلاع، دافع الكفاءة أو المنافسة، دافع الإنجاز ولعل من أهم أساليب تعبير الأفراد عن دافع المنافسة والكفاءة والدافع للإنجاز مايلي: - أنهم يفضلون العمل على مهام تتعد قدراتهم بحيث تكون هذه المهام واعدة بالنجاح، ولا يقبلون المهام التي يكون النجاح فيها مؤكداً أو مستحيلاً. - إنهم يفضلون المهام التي يقارن فيها أدائهم بأداء غيرهم، و لديهم قدرة عالية على التوفيق بين قدراتهم و المهام التي يختارونها. - إنهم يفضلون اختيار مهام يكون لديهم قدر من الاستبصار بالنتائج المتوقعة من العمل فيها، وبمقدار الوقت والجهد المطلوب لها. 3-2-2- الدوافع الخارجية الاجتماعية (Extrinsic social motives): وهي دوافع مركبة تعرف عن نفسها في مختلف المواقف الإنسانية هي خارجية لكونها تخضع لبواعث وحوافز تنشأ خارج الفرد كما أنها اجتماعية لأنها متعلمة ومكتسبة من المجتمع.ومن أهم الدوافع الاجتماعية: دافع أو حاجة الانتماء (Need for Alfiliation): وهو دافع مركب يوجه سلوك الفرد كي يكون مقبولاً كعضو في الجماعة التي ينتمي إليها. وأن يكون محل اهتمام الآخرين وتقبلهم والحرص على إنشاء وتكوين صداقات والمحافظة عليها. دوافع القوة أو السيطرة (Need for power): ويتعلق بالميل إلى السيطرة والتأثير في الآخرين والشعور بالقوة وإثبات الذات والشهرة، وتولي المناصب القيادية ومقاومة تأثير الآخرين. 3-3- تصنيف الدوافع طبقا لنظريات "ماسلو": اقترح أبراهام ماسلو طريقة في تصنيف الدوافع الإنسانية والمتمثلة فيما يلي: 3-3-1- الحاجات الفسيولوجية: يعتقد ماسلو أن هذه الحاجات (الجوع، العطش، النوم، الإخراج، التنفس...إلخ) موجودة عند كل الناس في كافة المجتمعات، وأن إشباعها يؤدي إلى ظهور المجموعة الثانية من الحاجات كقوة مسيطرة وملحة في ضبط السلوك وتوجيهه.(حسن أبو رياش، وآخرون: 2006، 18، 19) 3-3-2- حاجات الأمن و السلامة: يحب الناس أن يشعروا بالأمن والسلامة في بيوتهم، ومن هنا فإن الطلاب يحبون البيئة الصفية التي تتصف بالقابلية للتنبؤ وبالتنظيم وتشعرهم بالفرح والسرور، وعلى عكس ذلك فإن المواقف غير المنتظمة وغير القابلة للتنبؤ تزيد من مستوى القلق عند الطلاب.(عدنان يوسف العتوم، وآخرون: 2005، 179) 3-3-3- حاجات الحب والانتماء: تظهر كقوة محركة للسلوك بعد أن تشبع المجموعتين الأولى والثانية، وهي حاجات ترتبط برغبة الإنسان في بناء علاقات حميمة مع الآخرين، والانتماء إلى مجموعة معينة، وهي بهذا المعنى تختلف عن دافع الجنس الذي هو حاجة فسيولوجية، وحاجة الحب تتضمن استقبال الحب من الآخرين وإعطائه لهم في وقت واحد، وتتحقق هذه الحاجات من خلال، الزواج، الوظيفة، والدخول في أحزاب أو مؤسسة اجتماعية .(حسن أبو رياش، وآخرون: 2006، 19). 3-3-4- حاجات التقدير والاحترام: فالناس يحتاجون إلى الشعور بأهميتهم (تقدير الذات)، كما أنهم يحتاجون إلى الشعور باحترام الآخرين لهم وتقديرهم لهم وحتى يحصل الطلاب على ذلك كله فإنه يتوجب عليهم أن يتقنوا المهام الأكاديمية (التحصيل والإنجاز) والسيطرة على بيئتهم، كما أن عليهم التصرف بطرق تجلب لهم التقدير والاعتراف من الآخرين ولعل من مظاهر هذه الحاجات عن الطلاب الوصول إلى نجومية الفريق الرياضي في المدرسة أو قراءة كتاب كامل دون مساعدة أحد، أو النجاح في انتخابات مجلس الطلبة وغيرها من الأمور التي ترفع من قيمة الطالب وفضله بين زملائه.(عدنان يوسف العتوم، وآخرون: 2005، 180) 3-3-5- تحقيق الذات: الهدف الأسمى الذي يكافح الإنسان من أجل بلوغه وتحقيقه، والذي يظهر بعد إشباع الحاجات الأربعة السابقة التي أطلق عليها ماسلو دافعية الحرمان، ويتعلق هذا الهدف بتحقيق مجموعة من حاجات أطلق عليها "الحاجات التكوينية"، أو حاجات ما وراء الدافعية، وتتضمن هذه الدافعية قيماً مثل: الصدق، الأمانة، الجمال، الحق، الفضيلة، مما يضفي معنى حقيقيا على حياة الإنسان الذي حقق ذاته.(حسن أبو رياش، وآخرون: 2006، 19) والشكل التالي يوضح هرمية ماسلو للحاجات: 4- مصادر الدافعية في التربية البدنية والرياضية: إن السؤال المهم هو أين يحصل الطلبة على الدافعية؟ وللإجابة على هذا السؤال دعنا نميز الآن بين مصدرين مهمين من مصادر الدافعية وهما الدافعية الداخلية(intrinsic) والدافعية الخارجية(Extrinsic). 4-1- الدافعية الداخلية وأبعادها: (صدقي نورالدين محمد: 2004، 108-110) 4-1-1- مفهوم الدافعية الداخلية: تشير الدافعية الداخلية إلى الاندماج في النشاط الرياضي لذاته من أجل الاستمتاع والرضا المشتقان من أداء النشاط ذاته، فعندما يكون الفرد مدفوعا داخليا سيؤدي سلوكه على نحو إرادي بالرغم من عدم وجود حوافز خارجية، أو إجبار خارجي على الممارسة الرياضية. 4-1-2- أبعاد الدافعية الداخلية: إن الدافعية الداخلية تختلف إلى أكثر من دافعية خاصة. ولذا يقسمها "فاليراند""vallerand" إلى ثلاثة أنواع مستقلة هي: الدافعية الداخلية للمعرفة، والدافعية الداخلية للإنجاز، و الدافعية الداخلية لخبرة الإثارة. وفيما يلي نتعرض لكل منها بالشرح و الإيضاح: الدافعية الداخلية للمعرفة: هذا النوع من الدافعية الداخلية يتصل بمفاهيم متعددة مثل: الاستكشاف، وحب الاستطلاع، وأهداف التعلم أو الدافعية الداخلية للتعلم، والحاجة للمعرفة والفهم. وهكذا يمكن تعريفها بأنها: "أداء النشاط بهدف الاستمتاع والرضا الذي يختبر الفرد بينما هو يتعلم، أو يكتشف أو يحاول فهم شيء جديد، فالرياضيين يكونون مدفوعين داخليا للمعرفة وعندما يحاولون اكتشاف أساليب تدريب جديدة، ويتجهون لخبرة الاستمتاع عندما يتعلمون شيء جديد". الدافعية الداخلية للانجاز: وقد وضح هذا النوع من الدافعية الداخلية في علم نفس النمو، وبحوث التربية، تحت مصطلحات مثل: الإتقان، ودافعية الفعالية، والتوجه نحو الأداء، وهكذا فالأفراد يتفاعلون مع البيئة المحيطة بهم لكي يشعروا بالكفاية، وينتجون إنجازاً مميزة، وفي ضوء هذا فالدافعية الداخلية للإنجاز تعريفها هو أنها: "الاندماج بالنشاط من أجل خبرة الاستمتاع والرضا عندما يحاول الفرد الانجاز أو إنتاج شيء جديد". وفي المجال الرياضي فإن محاولة الرياضي السيطرة على أساليب الأداء الجديدة الصعبة، أو ابتكار أسلوب أداء متميز للتصويب أو الرمي، أو ضربات الإرسال، و ذلك بتجريب الاستمتاع الشخصي، إنما يمثل مثالاً للدافعية الداخلية لانجاز الأشياء في المجال الرياضي الخاص. الدافعية الداخلية لخبرة الإثارة: هذا النوع من الدافعية الداخلية ينطبق عندما يشترك شخص في نشاط كي يمر بأحاسيس الإثارة مثل: (الإحساس بالاستمتاع، الخبرات، الجمالية، خبرة المدح، خبرة الانفعال) والتي تنبعث من اندماج الفرد في النشاط. فالفرد الرياضي الذي يشترك في رياضة كي يعيش خبرات الإثارة يكون مدفوع داخلياً لتجريب الإثارة. وهذه الإثارة هي الإثارة الناتجة من تحسن اللياقة البدنية للفرد الرياضي مثلاً نتيجة لما بذله من جهد، والاستمتاع ببذل مزيد من الجهد للمرور بخبرة أعلى لتحسين اللياقة. وكذلك المرور بالخبرة الجمالية لتناسق حركاته وجمال أدائه، عند حركة في نشاط الجمباز. 4-2- الدافعية الخارجية وأبعادها: (صدقي نورالدين محمد: 2004، 111-113) 4-2-1- مفهوم الدافعية الخارجية: الدافعية الخارجية هي عكس الدافعية الداخلية حيث تشير إلى سلوك عدم تقرير الفرد لمصيره وذلك السلوك يستثار فقط عن طريق مثيرات خارجية مثل (المكافآت). أي أنه سلوك لا يأتي من داخل الفرد، ولكنه يأتي عن طريق أفراد آخرين، ويتم ذلك عن طريق التدعيم سواء الايجابي أو السلبي وقد يكون مادياً مثل المكافآت المادية والجوائز العينية وقد يكون معنويا مثل التشجيع والمدح. 4-2-2- أبعاد الدافعية الخارجية: يتفق العديد من العلماء الآن مثل "ديزي" "deci" و "ريان" "Ryan" على وجود ثلاثة أنواع من الدافعية الخارجية يمكن تنظيمها على هيئة خط متصل يمثل تقرير الفرد لمصيره، يمتد هذا الخط من المستويات المنخفضة إلى المستويات العالية لهذا السلوك. وهذه الأنواع الثلاثة للدافعية الخارجية هي: الضبط الخارجي، الاحتواء،، تحقيق الذات التي توضح فيما يلي: الضبط الخارجي: هذا النوع من الدافعية ينطبق على الدافعية الخارجية كما تظهر بشكلها العام بمعنى أنها تشير إلى السلوك الذي يضبط عن طريق المصادر الخارجية، مثل: الحوافز المادية، فرص الإجبار على الممارسة بواسطة الآخرين. الاحتواء: في هذا النوع من الدافعية الخارجية، يكون المصدر الخارجي السابق للدافعية قد تم احتوائه، ولذلك لم يعد وجوده الحقيقي ضروري لإطلاق السلوك حيث تكون هذه السلوكيات قد عززت خلال الضغط الداخلي بدلا منه، مثل الشعور بالذنب أو القلق. والرياضيين الذين يشتركون في الرياضة لأنهم يشعرون بالضغط ليكونوا في هيئة جيدة لأسباب حالية. تحقيق الذات: هذا النوع من الدافعية الخارجية يطبق عندما يأتي الفرد للتقييم أو الحكم على أهمية سلوكه. ولهذا فالنشاط مازال يمثل الأسباب الخارجية مثل (إنجاز الأهداف الشخصية)، بالإضافة إلى أنه يمثل الضبط الخارجي وتقرير الفرد لمصيره، والرياضيين الذين يشتركون في الرياضة بسبب شعورهم بالالتزام للمساهمة في جزء من نموهم و تطورهم البدني أو المهاري أو العقلي من خلال إنجازهم لأهداف حقيقية تتعلق بتلك الجوانب وتتحدى تلك القدرات، يمثلون نموذجا لدافعية تحقيق الذات. نقص الدافعية: هذا البعد يمثل البعد السابع والأخير للدافعية في المجال الرياضي، وهو يعد مشابه تماما لمفهوم تعلم الشعور بالعجز، وذلك يعني أن نقص الدافعية لدى الرياضي ترجع إلى عدم إدراكه للتوافق بين أعماله ونتائج تلك الأعمال، والرياضي من هذا النوع يمر بخبرة مشاعر عدم الكفاية وانخفاض الضبط، ولذا فهو لا يكون مدفوعاً داخلياً، ولا خارجياً والرياضي عندما يكون في مثل هذه الحالة فهو لا يحدد أي سبب يمكن أن يوضح لماذا هو سيستمر في التدريب، وفي النهاية قد يقرر التوفيق عن التدريب في رياضته. ويشير "هيوت" "Huitt" إلى وجود سبعة مصادر لدافعية التعلم تندرج تحت الدوافع الداخلية أو الخارجية وهذه المصادر هي: (عدنان يوسف العتوم، وآخرون: 2005، 176) - المصادر الخارجية السلوكية: ويتم اكتسابها من خلال طرق الاشتراط وتتعلق بتجنب أو تقوية سلوكية معينة. - المصادر الاجتماعية: وتتعلق بمواقف التفاعل و التأثير الاجتماعي. - المصادر المعرفية: وتتعلق بمواقف الانتباه والإدراك وحل المشكلات وغيرها من المواقف المعرفية. - المصادر البيولوجية: وتتعلق بمواقف الجوع والعطش والحواس والاستثارة البيولوجية. - المصادر الانفعالية: وتتعلق بمواقف الفرح والحزن والمشاعر والذات. - المصادر الروحية: وتتعلق بعلاقة الفرد بالخالق والكون وفهم الذات ودورها في الحياة. - المصادر التوقيعية: وتتعلق بطموح الفرد وأحلامه وقدرته على تخطي العقبات التي تقف في طريقه. والشكل التالي يوضح مصادر دافعية التعلم تندرج تحت دوافع داخلية أو خارجية: 5- الدوافع المرتبطة بالنشاط الرياضي: إن سلوك الفرد لا يصدر من دافع واحد فغالبا ما يكون نتيجة عدة دوافع متداخلة ومتعددة وهكذا فإن الدوافع المرتبطة بالنشاط الرياضي تتميز بتعددها نظراً لتعدد أنواع النشاط الرياضي ولتعدد الأهداف التي يمكن تحقيقها عن طريق ممارسة التربية البدنية والرياضية. وهكذا يمكن تقسيم الدوافع التي تعمل على توجيه الطالب أو الفرد نحو ممارسة النشاط الرياضي حسب تقسيم "روديك" "Rudic" إلى: (رمضان ياسين:2007، 106، 107) 5-1- الدوافع المباشرة للنشاط الرياضي: تتلخص أهم الدوافع المباشرة للنشاط الرياضي فيمايلي: - الإحساس بالرضا نتيجة للنشاط الرياضي. - تسجيل الأرقام والبطولات وإثبات التفوق وإحراز الفوز. - المتعة الجمالية بسبب رشاقة وجمال مهارة الحركات الذاتية للفرد. - الشعور بالارتياح كنتيجة للتدريبات الصعبة، والتي تتطلب شجاعة وجرأة وقوة إرادة. - الاشتراط في المنافسات الرياضية والتي تعتبر ركنا هاما من أركان النشاط الرياضي وما يرتبط من خيرات انفعالية متعددة. 5-2- الدوافع غير المباشر للنشاط الرياضي: تتلخص أهم الدوافع غير المباشرة للنشاط الرياضي فيمايلي: - رفع مستوى قدرة الفرد على العمل والإنتاج. - اكتساب الصحة واللياقة البدنية عن طريق ممارسة النشاط الرياضي. - الاشتراك الإجباري للفرد في ممارسة النشاط الرياضي والذي يتمثل في حضور حصص التربية البدنية والرياضية أثناء مراحل التعلم المختلفة. - الوعي بالدور الاجتماعي للرياضة من خلال اشتراك الفرد في النشاط الرياضي والانتماء لجماعة معينة وتمثيلها رياضيا. من الدوافع الهامة ذات العلاقة بالنشاط الرياضي مايلي: • دوافع الانتماء: وتعرف بأنها الاقتراب والاستمتاع بالتعاون مع الفريق، والحصول على إعجاب وحب موضوع مشحون عاطفيا والتمسك بصديق والاحتفاظ بالولاء له. • دافع الاستطلاع: إذا كان المثير جديداً فإنه يثير دافع الاستطلاع، لكن إذا كانت الجدة تامة أو إذا عرض المثير بشكل مفاجئ فقد يستثير الخوف أو الإحجام. • دوافع التنافس و الحاجة إلى التقدير: أثبتت التجارب أن الرياضي يزيد من مقدار الجهد المبذول حينما يتنافس مع غيره، وحينما يعرف أنه سيحصل على التقدير الاجتماعي بعد فوزه. • دافع الانجاز الرياضي: ويعرف بأنه الرغبة في الفوز بالمنافسة الرياضية، والدافع للإنجاز هو الحاجة للنجاح وتجاوز الصعوبات، ويتباين من شخص لآخر، ومن ثقافة لأخرى، ويعتمد جزئيا على التنشئة الاجتماعية. 6- نظريات الدافعية: أسفر البحث في مجال الدافعية عن العديد من النظريات التي تحاول شرح وتفسير أسس ومكونات وأنماط الدوافع التي تقف خلف مستويات النشاط الإنساني وقد تباينت تفسيرات أصحاب هذه النظريات نتيجة لتعدد أنماط السلوك الإنساني، وسوف نتناول فيما يلي مناقشة المبادئ والأفكار الرئيسية لنظريات الدافعية وفقا لترتيبها الزمني، وهذه النظريات هي: 6-1- نظرية التحليل النفسي (Psychonalytie theary): شاعت هذه النظرية خلال النصف الأول من هذا القرن، و قد انصب اهتمام هذه النظرية بريادة "سيجموند فرويد" على فهم ومعالجة السلوك الشاذ. وتتضمن النظرية مفهومين دافعين هما: الاتزان البدني أو الحيوي ومذهب المتعة أو اللذة، ويعمل الاتزان البدني على استشارة أو تنشيط السلوك بينما يحدد مذهب المتعة اتجاه الأنشطة أو السلوك. وكذلك فإن أحد المفاهيم الرئيسية في نظرية "فرويد" هي الدافع اللاشعوري الذي يفسر لماذا لا يستطيع الناس فهم ما يسلكون على النحو الذي يسلكون، فضلا من أنهم في معظم الأحيان يكونون غير قادرين على التعرف على الدوافع الحقيقية التي تكمن وراء سلوكهم بفعل الكبت ذلك النشاط العقلي الذي يودع الدوافع أو الأفكار في اللاشعور كوسيلة أو حيلة دافعية لتجنب التعامل معها على مستوى الشعور. وتؤكد هذه النظرية على خبرات الطفولة ومالها من أثر كبير على الدافعية وعلى شخصية الفرد طوال مراحل حياته، ومدى ما يكتبه الفرد من دوافع مع احتفاظه بها على مستوى اللاشعور فتؤثر في كافة أنماط السلوك الصادرة عنه في الكبر والتي قد تتطور في التغير عنها إلى صورة مدمرة للفرد أو المجتمع (مصطفى حسين باهي، سمير عبد القادر جاد: 2004، 15-17) 6-2- نظرية الحافز- الباعث (Drive Incentive): يعتبر "كلارك هل" من رواد هذه النظرية والتي تقوم على افتراض مؤداه أنه عندما تستشار الحالة الداخلية للحافز يصبح الفرد مدفوعا للقيام بالسلوك الذي يقود إلى تحقيق الهدف الذي يعمل على تخفيض شدة الحافز. وقد عرف "كلارك هل" الحاجة على أنها الحالة التي تتطلب نوع النشاط لإشباعها، والحاجة تسبق النشاط وبالتالي فهي التي تستثير أو تدفع السلوك أو النشاط الذي يعمل على تخفيض هذه الحاجة وإشباعها. والحافز في نظرية "كلارك هل" متغير وسيط بين المعاناة التي تستثيرها الحاجة والسلوك الخافض أو المشبع للحاجة أو الاستجابة التي تحقق الهدف التي تعمل على اختزال الحاجة. أما الحاجة فهي متغير مستقل وهي التي تحدد الحافز إلى جانب بعض المتغيرات الأخرى، كما هو موضح في الشكل التالي: (مصطفى حسين باهي، سمير عبد القادر جاد: 2004، 17) 6-3-نظرية الدوافع المعرفية: يقوم الدافع المعرفي بدور مهم في التعليم المدرسي ويتمثل ذلك في الرغبة في المعرفة والفهم وإتقان المعلومات وصياغة المشكلات وحلها، وقد يكون الدافع المعرفي مشتاق من دوافع الاستطلاع والاستكشاف والمعالجة وقد يكون دوافع التعلم. وعلى أية حال فقد اهتم"فستنجر" "Festinger" بأحد مظاهر الدافعية المعرفية وهو الرغبة في المنطقية والاتساق وعدم التناقض، فعندما تنسق الأفكار والمعلومات المرتبطة بها لا ينشأ ما نسميه مشكلة بل يحدث التآلف المعرفي. أما إذا تعارضت هذه الأفكار والمعلومات بعضها مع بعض أو تناقضت فيما بينها نشأت حالة التنافر المعرفي وتدفع الإنسان إلى السعي لاختزال هذا التنافر.(وهيب مجيد الكبيسي، صالح حسن أحمد الداهري: 2000، 63) صاغ "أتكنسون" "Atkinson" نظرية في الدافعية ترتبط بدافعية التحصيل على نحو وثيق، مشيراً إلى أن النزعة لانجاز النجاح هي استعداد دافعي مكتسب، وتشكل من حيث ارتباطها بأي نشاط سلوكي وظيفة لثلاثة متغيرات تحدد قدرة الطالب على التحصيل هي: 6-3-1- الدافع لإنجاز النجاح: يشير هذا الدافع إلى إقدام الفرد على أداء مهمة ما بنشاط وحماس كبيرين، رغبة منه في اكتساب خبرة النجاح الممكن. 6-3-2- احتمالية النجاح: إن احتمالية نجاح أي مهمة تتوقف على عملية تقويم ذاتي يقوم بها الفرد المنوط به أداء هذه المهمة، وتتراوح احتمالية النجاح بين مستوى منخفض جدا ومستوى مرتفع جدا اعتماداً على أهمية النجاح وقيمته ومدى جاذبيته بالنسبة للفرد صاحب العلاقة. 6-3-3- قيمة باعث النجاح: إن ازدياد صعوبة المهمة، يتطلب ازدياد قيمة باعث النجاح، فكلما كانت المهمة أكثر صعوبة، يجب أن يكون الباعث "Incentive" (الإثابة) أكبر قيمة للحفاظ على مستوى دافعي مرتفع. (عبد المجيد نشواتي: 2003 ، 210،211) 6-4- نظرية التعلم الاجتماعي: تشير نظرية التعلم الاجتماعي"Social lerning" في مجال الدافعية إلى أن التعلم السابق يعتبر من المصادر الرئيسية للدافعية، إذ أن نجاح أو فشل استجابة معينة تؤدي إلى التعرف على الجوانب التي يمكن أن تؤدي نتائج إيجابية أو نتائج سلبية، وبالتالي نشأة الرغبة والدافع في تكرار السلوك الناجح، كما أن التعلم بملاحظة نجاح أو فشل الآخرين قد يكون كافيا لإنتاج حالات الدافعية. فعلى سبيل المثال عندما يقوم المدرب الرياضي بأداء نموذج لمهارة حركية معينة فإن اللاعب لملاحظته لهذا النموذج يكون مدفوعا لتعلمه ومحاولة تقليده بصورة دقيقة بقدر الإمكان، فكان الدافع لأداء اللاعب ناتج عن ملاحظته لأداء المدرب و محاولة تقليده.(محمد حسن علاوي: 2004 ، 221، 222) 6-5-نظرية الغرائز: أصحاب نظرية الغرائز حاولوا تفسير دوافع السلوك على أساس الغرائز وأشاروا إلى ارتباط كل نشاط يقوم به الإنسان بغريزة من الغرائز فمثلا يسعى الإنسان إلى الطعام لأن هناك غريزة البحث عن الطعام، الأم تحب أطفالها لأن هناك غريزة تسمى غريزة الأم. وهذه الغرائز لا شعورية وموروثة، أي غير متعلمة أو مكتسبة وأنها عامة في النوع الواحد، والغريزة كما يراها "سيجموند فرويد" "Froud" في مصدرها أنها وظيفة بدنية لأنها تصدر عن حالة إثارة بدنية أو دافع ملح أو توتر داخل الجسم والتي تتجه نحو موضوع معين لبلوغ هدف ما لكي يتحقق إزالة الإثارة والتوتر وبالتالي حدوث اللذة والإشباع كما أشار إلى أن الفرد يكون مدفوعا طوال حياته بالطاقة الغريزية والتي أطلق عليها مصطلح "الليبيدو" "Libido". وفي الوقت الحالي تخلى العديد من الباحثين عن نظرية الغرائز لتفسير دوافع وسلوك الإنسان على أساس العديد من الانتقادات التي وجهت لهذه النظرية من حيث أنها نظرية غيبية وليست علمية، وتفتقر إلى التفسير العلمي لدوافع السلوك فقد تبين أن الغرائز ما هي إلا حاجات جسمانية تفترضها طبيعة تكوين جسم الإنسان ووظائف أعضائه، فالأصل فيما كان يسمى بغريزة البحث عن الطعام هو حاجة الجسم لعناصر معينة تولد فيه الطاقة ليقوم بنشاط وغريزة البحث عن الماء في الأصل هي حاجة الجسم إلى كمية معينة من الماء وإلا توقف عن أداء وظائفه .(محمد حسن علاوي: 2004، 219، 220) 6-6- نظرية التنشيط- الاستثارة: أشار "وتج" "Wittig" إلى أن مفهوم التنشيط – الاستثارة- في مجال الدافعية يفترض أن الفرد لديه مستوى معين مناسب من التنشيط – الاستثارة، وأن السلوك يكون موجها لمحاولة الاحتفاظ بهذا المستوى. وهذا يعني أنه إذا كانت مثيرات البيئة عالية لدرجة كبيرة فإن السلوك يكون مدفوعا لمحاولة التنشيط- الاستثارة، إما إذا كان مستوى التنشيط-الاستثارة منخفضا جدا فإن السلوك عندئذ يكون مدفوعا لمحاولة الارتقاء بمستوى التنشيط-الاستثارة. كما أشار"باكر" "Baker" وآخرون إلى أن مفاهيم كل نظرية "الحافز" "Drive theorg" ونموذج حرف "اليو المقلوب"U Inverted"- بالرغم من اختلاف أساسها النظري، يمكن أن تفسر الحالات المختلفة للدافعية على أساس أن التنشيط- الاستثارة يعتبر بمثابة الدافعية للأداء أو السلوك. فنظرية الحافز تشير إلى أن العلاقة بين الدافعية (الحافز) والأداء هي علاقة طردية خطية، وكلما ارتفعت مستويات (الدافعية الحافز) لدى الفرد كلما تحسن السلوك أو الأداء كما في الشكل(أ) الموجود في الشكل(09). في حين أن نموذج حرف اليو المقلوب يشير بصفة أساسية إلى أنه كلما ارتفعت مستويات التنشيط- الاستثارة (الدافعية) كلما زادت جودة السلوك أو الأداء إلى نقطة معينة يصل فيها الأداء إلى الأفضل وبعد ذلك فإن الزيادة في التنشيط- الاستثارة (الدافعية) تؤدي إلى الهبوط بمستوى جودة السلوك أو الأداء كما في الشكل (ب) الموجود في الشكل(09). (محمد حسن علاوى: 2004، 220، 221) 7- مقترحات لزيادة الدافعية عند الطلاب: تعددت أساليب زيادة الدافعية عند الطلاب نظراً لتعدد الأطر النظرية في مجال علم النفس التربوي، وبهذا يمكن القول أن هناك مقترحات سلوكية وأخرى معرفية، وهناك مقترحات إنسانية، وفي هذا المجال سوف نعرض باختصار للمقترحات السلوكية والمعرفية ثم نستخلص من الأطر النظرية المتعددة. 7-1- مقترحات سلوكية لزيادة الدافعية عند الطلابحنان عبد الحميد العناني: 2008، 149، 150) - تحديد أعراض السلوك. - تحليل الظروف الصفية لتدني الدافعية للتعلم. - تحديد الأعراض المهمة للمشكلة. - تحديد الأهداف العامة والخاصة. - تعريف السلوك تعريفا محددا وقياسه وتسجيله. - تحديد مدى قبول الأهداف العامة والخاصة. - تعرف الترتيبات الموجودة وتقريرها. - تهيئة مواقف مساعدة لإنجاح المهمة. - تحديد الإجراءات التقويمية. 7-2- مقترحات معرفية لزيادة دافعية التعلم: قدم المعرفيون ومقترحات لزيادة الدافعية للتعلم وهيحنان عبد الحميد العناني: 2008، 151، 152) - الانتباه إلى العناصر المكونة للمشكلة. - الكشف عن مدى وعي الطالب بها. - التحدث عن أعراض المشكلة كما يدركها. - التحدث عن الأفكار التي يدركها الطالب ويصوغ بها المشكلة. - التحدث عن الآثار السلبية المترتبة عليها. - تحديد الظروف البيئية و الصفية التي تسهم في تطورها. - الكشف عن الأفكار الخاطئة التي تدرك بها المشكلة. - تحديد التشويهات المعرفية كما يراها الطالب ذاته. 7-3- مقترحات عامة لزيادة الدافعية لدى الطلاب: نستطيع أن نستخلص من وجهات النظر المتعددة حول زيادة الدافعية لدى الطلاب المقترحات الآتيةحنان عبد الحميد العناني: 2008، 153- 154) - استخدام أسلوب الأسئلة والمناقشة بدلا من تقديم المعلومات الجاهزة. - استخدام أسلوب التعلم الذاتي والاكتشاف وذلك بتهيئة الفرص أمام الطلاب ليحققوا بعض الاكتشافات. - تعزيز الطلاب بشكل مناسب وتنويع التعزيزات. - توظيف نتائج التحصيل في رفع دافعية التلاميذ. - الابتعاد عن استخدام أسلوب العقاب البدني. - تقديم أسئلة في مستوى الطلاب بهدف إتاحة الفرصة أمامهم للنجاح لأن تعزيز النجاح يزيد من دافعية الفرد وينتقل به من نجاح إلى نجاح آخر. - استخدام الوسائل التعليمية المختلفة داخل وخارج المعهد. - الانتقال من السهل إلى الصعب، ومن البسيط إلى المركب. - تنويع أساليب التدريس. - استخدام الاختبارات الإسقاطية لمعرفة دافعية الطالب، والعمل على رفع الدافعية لديه بالوسائل المذكورة في هذا المجال. 7-4- مقترحات لجذب انتباه الطلاب: يمكن استخدام العديد من المقترحات التي سبق ذكرها في المقترحات الخاصة بزيادة الدافعية في جذب انتباه الطلاب ، وعليه يمكن تقديم المقترحات الآتية: (حنان عبد الحميد العناني: 2008، 155) - تقليل مشتتات الانتباه في غرفة الصف مثل الضوضاء وتحدث الطلبة مع بعضهم أثناء شرح الأستاذ. - تقليل فرص الرتابة لأن الرتابة تخلق الملل وتقلل من انتباه التلاميذ. - الاهتمام بالميول لأنها تساعد على تركيز الانتباه. - تنمية الدوافع بالوسائل التي سبق ذكرها. - توظيف عوامل الانتباه لجذب انتباه الطلاب وعلى سبيل المثال: يستطيع الأستاذ أن ينوع في نبرات صوته وتكرار بعض الكلمات أو العبارات أثناء الشرح، كما يستطيع أن يستخدم وسائل تعليمية متباينة ومتغيرة في الشكل والحجم واللون. - الابتعاد عن التفاصيل غير الضرورية لأن كثرة التفاصيل تضعف الانتباه. - إعطاء مهمات تعليمية في مستوى الطلاب الذين يقوم المدرس بتعليمهم. - ربط التعلم بخبرات الطلاب والبيئة. - الاهتمام بمشاكل الطلاب والقضاء عليها لأن المشاكل والأزمات تضعف الانتباه وتؤدي إلى شرود الذهن. خلاصــة إن غالبية الطلبة يحتاجون تقريبا إلى ما يحفزهم للقيام بالتعلم المطلوب منهم، وقد تكون دافعيتهم للقيام بهذا العمل المطلوب داخلية ذاتية وقد تكون خارجية آنية من الآخرين كالأهل، ومن المشكلات التي تواجه المعلم في مضمار الدافعية عادة هو الكشف عن مدى ما لدى طلبته من دافعية ومحاولة تقويتها وتنميتها والحفاظ على استمراريتها، وقد أورد ماسلو نتيجة دراسته هرما للحاجات التي يسعى الفرد باستمرار إلى إشباعها والتي تجعله في نشاط دائم لتحقيقها، وحسب أراء ماسلو فإن هذه الحاجات متدرجة بحيث أن إشباع بعضها شرط أساسي لجعل الفرد يفكر بإشباع حاجات أقل أهمية منها فحاجات البقاء و السلامة هي أكثر إلحاحا من حاجات المعرفة والجمال وتحقيق الذات. كما أن مسؤولية المعلم أو المدرس كبيرة من حيث حاجته إلى تحديد مستوى دافعية طلبته ومعرفة العوامل التي قد تخفض من مستواها والأمور التي قد تعمل على تعظيمها، واختيار الطرق والأساليب والوسائل المناسبة لتوظيف أفكاره خلال الدرس أو الحصة، وفي كثير من الأحيان، فقد يحتاج المدرس إلى التعامل مع طلبته بشكل فردي فيما يتصل بدوافعهم وطرق تنميتها وسبل الاقتناع بها، لأنه قد يكون لكل طالب حاجات خاصة تميزه عن غيره، وأسلوبا معينا في التحفيز دون سواه.