منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - اليأس والأمل
الموضوع: اليأس والأمل
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-06-14, 22:30   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
صَمْـتْــــ~
فريق إدارة المنتدى ✩ مسؤولة الإعلام والتنظيم
 
الصورة الرمزية صَمْـتْــــ~
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز 2014 وسام التقدير لسنة 2013 وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام أفضل مشرف وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










افتراضي

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي محمّد، أسهل اليأسِ من تفطّنَ له العقل فأوقعته إرادتُنا وأملُنا الذي تمتدُّ خيوطه لإيماننا الكبيرِ بالله.
و أصعبه من يُسيطِر على مراكز الإدراكِ لدينا فتقبع له نفوسُنا في خُلوةٍ تملؤُها هواجِسُ الضّعفِ التي تجعلُ أبصارَنا تنظرُ من زاويةٍ مُظلِمةٍ لكلّ أركانِ الحياة.

فليس كلّ يائسٍ بائِس، مادام هناك من يتغلّب على يأسِه كلّما أرغمته بعضُ الظّروف على اجتيازِِ مسارِهِ المحفوفِ بأشواكِ الضّياع..
هذا الضّياع الذي يُلبِسُ ثوبَ البؤس بِشكلٍ أبديٍّ لِمن يستسلِمونَ لليأس.

ومنه نفهَم أنَّ أيّ إنسانٍ معرّض لأن تجتاحه عواصِفُ اليأس..
لكنّ قوّتَها تضعُف كلّما كانَ من اجتاحته أكثرَ صمودا..وهو الإنسانُ الصّابِرُ المؤمِنُ بِقضاءِ الله وقدرِه والمتأمِّلُ فيه خيرا مهما اشتدّ بلاؤه.
ودعني أخرُج أخي من دوّامةِ هاذين المصطلحين الذين يفتحانِ مفاهيمَ عميقة لأعرِّجَ على أسباب اليأس فأختصِرَها في حالات الفشل الذي يُصيب البعضَ بالإحباط والقنوط الذي يُحاصِرُهم من جرّاء بعض مواقِف الحياة.

وما أمرّه حينَ يُلمُّ بنا من ناحية تقصيرِنا في حقِّ الخالِقِ الذي أوجدنا لِيختبِرَ مِقدارَ إيماننا به ومدى صبرِنا على ما يبتلينا به ما دُمنا أحياء.
أخي محمّد أقسِمُ أنّ بدني اقشعرَّ وأنا أقرأ هذا المعنى، وسُرعانَ ما اجتاحتني حرارة تسارعت فيها نبضاتُ قلبي وفي قلقٍ رهيبٍ تساءلت:
تُرى هل بلغتُ مكانةَ نيلِ رِضا الله؟

لا أنكِرُ أنّي شعرتُ بخوفٍ قادني إلى استِرجاع شريط ما عايشته وما أحياه حاليّا..
وبين يأسٍ مؤقّتٍ وأملٍ مُشرِقٍ تمكّنتُ من مُلامسة ثِقتي بالله وشعرتُ بهدوءٍ سربلني وأشعرني برغبةٍ في قراءة القرآن، بل وفي وقتٍ قصيرٍ فكّرتُ في كيفيّة السّعيِِ قُدُما لإرضاءِ خالقي وتجنّب كلِّ ما يُبعِدُني عنه..

إنّه الأمل أخي الفاضِل وزاوجه إيماني بالله..ما جعلني أستبعِدُ فِكرةَ أنّ الله سُبحانه وتعالى غير راضٍ على أفعالي..قد تكونُ مبالغةٌ، أو نِتاجٌ لخِشيةِ الله وطمعٌ في أن أكونَ ممّن يفوزونَ بِرِضاه..ولكنّ الله كريمٌ، غفورٌ ورحيمٌ بِعباده..وهي فُرصتُنا للتّوبة النّصوح..وأدركتُ أنّ أملا مُبصِرا صقلَ قناعتي بوجوب التشبُّث بحبال التّفاؤُل ما دامت أقدامُنا تزرعُ خُطىً لا تحيدُ عن دربِ الهَديِ المُتوهِّجِ بمبادئ لن تقوى على طمسِها مُغرياتُ حياةٌ زائِلة. ولله الحمدُ والشُّكر.
،،،،
أخي محمّد، تكلّمتُ بِعفويّة كبيرة لأنّ موضوعَك فتحَ لي مجال الفضفضة لإخوةٍ كِرامٍ.
فكلّ الشُّكر لك ولِجميعِ من تُساهِمُ كلِماتهم في دفعِنا نحو كلِّ نافعٍ خيِّر.









آخر تعديل صَمْـتْــــ~ 2010-06-14 في 22:34.