السلام عليكم ورحمة لله وبركاته
بين الشوق و النوى لوعة *** وبين الوجد والجفا حسرة
تضُّمنا الأشواق حينا بعد بينٍ زفّته الأيّام زفّا ،،، فما ابتلت جوانحنا من فرط شوق إليكم
وما كادت بالنسيان تكافيكم جوارحنا
ندمائي و خلاني و اخواني في الله ،،، أيّها الجمع الحصيف بأبنائه ،،، المبارك بمشيئة المولى بفعالهم ،،، الصادح بترانيم أصواتهم ،،، النيّرة أفكارهم ،،، السديدة سهامها ،،، للخير والنفع مرماها ومسعاها
أمّا بعد :
هزّتنا نسائم الحنين بعد زمن مضى نرجوه الرجوع بنا يوما قبل نفترق ،،،
فالبيْن مهلكة ،،، و الجفا حسرة ،،، و الخدّ ارتوت من دمعها الحدق ،،،
و القلب تيهان ف تعذّبه ،،،
فالشوق بالحمم يقذفه فألفى كبركان شبّ باللهب
و نأيكم عن ذكره أرّقه فعاف النعاس ملاطفة الأهداب
أحبائي :
غادرتكم كرها ،،، ولم أصرم حبال وّدكم ،،، وما كلّ اللسان
بتسبيح لأحباب قربهم سكن
عتاب أهمس به إليكم ،،، شجّ أوصالي و أفاض مدامعي لهجركم عن ذكري بتفقدي
هو عتاب محب لأخوانه ،،، رقيق رقة قلوبهم
أعذروا أخاكم فهي جمرات حبّ هيّجها شوق إليكم ،،، و بعده نأيكم قيض مضجعي فزادت تأجّجا
فما خبت ؟ ،،، فأعقبتها عتابا أخويا صادقا من أخ حن لدفء عائلة في القلب مربضها
أحبائي من فرط حب سقت لكم عتابا ،،، و ها قد قطعنا البين والنوى بوصلٍ ،،، نرجو من الله أن يديمه فيما يحبه ويرضاه
فإني ألتمس لكم عذرا فكما قيل :
تأنَّ ، ولا تعجلْ بلومِكَ صاحبًا *** لعلَّ له عذرًا وأنت تلومُ
فهلاّ تذكّرتم أخاكم فالشوق ساقنا إليكم ،،، فهل نجد في قلوبكم ذكرا لنا و حضنا يخمد لوعة الحنين
عدنا والعود نسائم ود و حرقة وجد من
أخيكم نسيم المؤمن