2010-06-10, 20:03
|
رقم المشاركة : 2
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
علمنا خالد - رضي الله عنه - ....
أن المؤمن لا يحب إلا الآخرة , وأن دنياه ليست إلا ممر سرعان ما يفارقها , لذا فهو يثني على أخوة الجهاد ويماري بهم أعدائهم في رسالته العظيمة التي يقول فيها ( بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس , سلام على من اتبع الهدى أما بعد فالحمد لله الذي فض خدمكم , وسلب ملككم , ووهنّ كيدكم , من صلى صلاتنا , واستقبل قبلتنا , وأكل ذبيحتنا , فذلكم المسلم له ما لنا وعليه ما علينا , إذا جاءكم كتابي هذا فابعثوا إلي بالرهن واعتقدوا مني الذمة وإلا فو الله الذي لا إله إلا هو لأبعثن إليكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة ) .
علمنا خالد - رضي الله عنه - ....
أن أعداء الإسلام لا يهمهم إلا الدنيا , وأن في اعتقادهم أن أموالهم ونساءهم ومتاعهم قد تهوي بالصادقين الخاشعين في شباكها وخابوا والله وخسروا واسمع إلى قائد الروم " ماهان" في حواره مع خالد .إذ يقول يا خالد قد علمنا أنه لم يخرجكم من بلادكم إلا الجهد والجوع فإن شئتم أعطيت كل واحد منكم عشرة دنانير وكسوة وطعاما وترجعون إلى بلادكم , وفي العام القادم
أبعث إليكم بمثله . فقال خالد ... إنه لم يخرجنا من بلادنا الجوع كما ذكرت , ولكننا قوم نشرب الدماء , وقد علمنا أنْ لا دم أشهى وأطيب من دم الروم فجئنا لذلك , فكبر خالد وكبَر المسلمون .
علمنا خالد - رضي الله عنه - ....
أن الأبطال هم أعداء الراحة والسكون , وأن المؤمن لا يسكن ولا يغفو بل هو في حركة دائمة لله تعالى بجنانه وأركانه واسمع إلى أصحابه وهم يقولون عنه " هو الرجل الذي لا ينام ولا يترك أحداً ينام " ويقول عن نفسه " ما ليلة يُهدى إليََّ فيها بعروس , أو أُبشر فيها بوليد , بأحب إلي من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أصبح بهم المشركين " .
علمنا خالد - رضي الله عنه - ....
أن مأساة البطل أن يموت على فراشه لا في ميادين العز والجهاد واسمع إلى قوله في هذا المعنى ودموعه تتحدر من عينيه على وجنتيه " لقد شهدت كذا وكذا زحفاً وما في جسدي موضع إلا وفيه ضربة سيف , أو طعنة رمح , أو رمية سهم , ثم هاأنذا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء " .
علمنا خالد أن فراق البطل على أصحابه فاجعة عظيمة , ومصيبة كبيرة وثغرة لا يسدها أحدٌ بعده , تقول أمه وهي ترى جثمانه في مسيرة عظيمة ...
أنت خير من ألف ألف من القو --- م إذا ما كبت وجوه الرجال
أشجاعٌ؟ فأنت أشجع من ليــــــ --- ــث غضنفر يذود عن أشبال
أجوادٌ؟ فأنت أجود من سيـــــــ ــل --- غامر يسيل بين الجبال
فسمعها عمر رضي الله عنه فازداد قلبه خفقاً ودمعه دفقاً وقال " صدقتِ والله إنه كان كذلك ".
إيه يا خالد إيه يا بن الوليد لقد ذهبت وتركت فينا روح المؤمن الصادق الشجاع , ذهبت وتركت لنا رسالة سطّر الولاء كل حرف فيها ولاءُ الإيمان الحقيقي , الولاء لرب العالمين , رسالة صادقة لسان الحال فيها يقول :ــ
في سبيل الله لا نصر سوى --- نصرة الحرب بذل واقتحــــام
هكذا ترقى ذراها أمـــــــــة --- هكذا يرســــخ للحق دعــــــام
هكذا يبرز فينا خـــــــــــالد --- وصلا الدين والجيش اللــــهام
هكذا تفتح آفـــــــــاق الدنى --- هكذا والحق يحميه الحســـــام
عزة تجتاح في الله الـــمدى --- وحدة ما عـــــابه قط انثـــــلام
همة تملك معراج العـــــــلا --- ولهل في مطمح السبق اعتزام
يحفظ التاريخ عنها ما وعى --- وتغـــــنيه الدواوين العظـــــام
علمنا خالد - رضي الله عنه - ....
أن التاريخ لا يكتبه إلا المنتصرون , وأن الذل والهوان هو من نصيب الذي ابتعد عن طريق الحق , وتنكّب عن طريق الجادة , ورضي بأن يكون مع الخوالف .
علمنا خالد - رضي الله عنه - ....
من صفحات سيرته ما يغنينا عن قراءة كتب أبطال تلبسوا بلباس الدنيا , وترف الدون , ومتعة الفناء , فتجولنا في خصائصه النادرة , ومآثره الفريدة , ومناقبه المتميزة فأحببناه فهو صاحب محمد صلى الله عليه وسلم وهو سيف الله المسلول رضي الله عنه وأرضاه وجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة إنه ولي ذلك والقادر عليه .
" حسين بن سعيد الحسنية "
" بتصرف يسير"
|
|
|