منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الطريق الى بيت المقدس..(( الجزء الأول )) ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-06-04, 20:55   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
عابر . سبيل
عضو متألق
 
الصورة الرمزية عابر . سبيل
 

 

 
الأوسمة
وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليل وشجون مشاهدة المشاركة



باسم الله الرحمن الرحمن الرحيم
قصة المسجد الأقصى المبارك عبر العصور

المرحلة الأولى: البناء الأول

من عهد آدم عليه السلام - إلى حوالي عام 1550 ق.م


هذه هي المرحلة الأولى في تاريخ المسجد الأقصى المبارك، وتمتد منذ بنائه الأول على يد آدم عليه السلام، وحتى أول انحدار معروف له تاريخيا في عهد الفراعنة، وتشهد فيما بين ذلك بعثة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، ثم إسحاق ويعقوب ويوسف عليهم الصلاة والسلام، ولتتعاقب عليها أقوام اليبوسيين، والكنعانيين، والهكسوس.




جاء بناء المسجد الأقصى المبارك فوق هضبة موريا moriah بالقدس القديمة، ليصبح ثاني بيت وضع للناس لعبادة الله تعالى، بعد أربعين عاما من بناء البيت الأول، المسجد الحرام بمكة، كما نص على ذلك الحديث الشريف.

- عن أبي ذر الغفاري -رضي الله تعالى عنه- قال: قلت: (يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلَ؟ قَالَ: الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ، قَالَ: قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى، قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: أَرْبَعُونَ سَنَةً، ثُمَّ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ بَعْدُ فَصَلِّهْ فَإِنَّ الْفَضْلَ فِيهِ.) صحيح البخاري/ حديث 3115 ترقيم العالمية

هذا الحديث الشريف حدد المدة الفاصلة بين بناء البيتين الحرام والمقدس بأربعين سنة، وهو ما يرجح أن يكون بانيهما نفس الشخص أو من نفس الجيل. واختلف في تحديد هذا الباني الأول على ثلاثة أقوال، فمن قائل انه آدم adam عليه السلام أو أحد أبنائه، ومن قائل إنهم الملائكة، وذلك قبل وجود البشر على الأرض، ومن قائل إنه إبراهيم ibrahim - abraham عليه السلام. والمرجح هو أنه آدم، لأن هذين البيتين إنما وضعا ليتعبد فيهما الناس، وليس الملائكة، بخلاف البيت المعمور في السماء، فناسب أن يبنيهما الناس. ثم إن إبراهيم عليه السلام إنما رفع قواعد البيت الحرام ولم يبنها ابتداء، كما نص القرآن الكريم، فلا يرجح أن يكون هو الباني الأول لأي من المسجدين

- قال تعالى: (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ) إبراهيم37

- قال تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) البقرة 127-128

ويرجح أن يكون هذا البناء الأول للمسجد الأقصى قد اقتصر على تحديد حدوده، ومساحته التي تتراوح بين 142 – 144 دونم (الدونم = ألف متر مربع). فكلمة المسجد اسم لمكان السجود، وهي الاسم الإسلامي لبيوت الله تعالى، وتعنى الأرض المخصصة للصلاة وعبادة الله تعالى. فأي أرض خصصت للصلاة، وحددت لها قبلة هي مسجد، وتشمل ما تحتها إلى سبع أرضين وما فوقها إلى سبع سماوات، ولا يشترط أن يكون المسجد مبنى مقببا، أو غير مقبب.

وحدود المسجد الأقصى المبارك لم يطرأ عليها تغيير منذ وضعت لأول مرة وحتى يومنا هذا. فكما تعرض المسجد الحرام في مكة للهدم والتدمير أكثر من مرة بعوامل شتى، وبقيت قواعده، كذلك تعرض المسجد الأقصى المبارك بالقدس لمثل ذلك، وبقى سوره يجدده المجددون على مر العصور.

ويعتقد كثير من الباحثين أن المسجد الحرام بمكة لم يزل معمورا حتى جاء زمن نوح nuh - noah عليه الصلاة والسلام، فاختفى مع الطوفان، واستمر على ذلك حتى بوأه الله لإبراهيم، فرفع هو وابنه إسماعيل isma'il - ishmael، عليهما السلام، قواعده. وكذلك المسجد الأقصى المبارك، فقد انقطعت أخباره في العهود البائدة من بعد آدم عليه السلام. واستمر الأمر كذلك إلى أن هاجر إبراهيم عليه السلام إلى الأرض المباركة حول المسجد الأقصى، حيث اتخذها مركزا لنشر دعوة التوحيد، وعمر، هو وذريته من ابنه النبي إسحاق isaac، ثم حفيده النبي يعقوب ya'qub - jacob (إسرائيل israel)، عليهما الصلاة والسلام، ثم الأسباط twelve tribes (حفدة يعقوب)، المسجد الأقصى المبارك.


- قال تعالى: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ) الأنبياء: 71

- قال تعالى: (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً) مريم 49

- قال تعالى: (وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ. وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ) الصافات 112-113

أما التاريخ، والذي لم يبدأ علميا إلا بعد أن عرفت الكتابة حوالي عام 3500 ق. م، فقد سجل قدوم اليبوسيين jebusites، وهم بطن من بطون العرب الكنعانيين canaanites (الذين استقروا بفلسطين، فعرفت باسمهم، أرض كنعان canaan)، إلى القدس، وبناءهم لها خلال حوالي عام 3000 ق. م. وكانت القدس تعرف باسمهم، يبوس jebus، ويعتقد أنها كانت تقوم في أول أمرها على تلال أوفل وسلوان إلى الجنوب من المسجد الأقصى المبارك مباشرة. وتعد بعض الحجارة اليبوسية التي تظهر في أخفض زوايا السور المقدسي المتحد مع سور المسجد الأقصى المبارك، وهي الزاوية الجنوبية الشرقية، أقدم الآثار الإنسانية في المدينة على الإطلاق، ولعلها تدل على أن اليبوسيين جددوا بناء سور المسجد المبارك.

ويعتقد أن هؤلاء اليبوسيين عرفوا ديانة التوحيد، الإسلام، لحرصهم على مجاورة الأقصى، وأيضا لاحتفائهم بهجرة نبي الله إبراهيم عليه السلام إليهم حوالي عام 1900 ق. م[1]. وتذكر التوراة المتداولة في يد اليهود اليوم أنه عليه السلام التقى ملكهم، مِلكي صادق melchizedek، أو ملك السلام، وكان صديقا له. وهذا الملك هو الذي ينسب إليه الاسم الكنعاني للقدس، أور سالم Ūršalīm، أي مدينة سالم، أو السلام، وهو الذي اشتق منه الاسم jerusalem المستخدم في الإنجيل الذي بيد اليهود والنصارى حاليا، وفي العالم الغربي للإشارة إليها.








ما شاء الله اختي الكريمة ...

هذا ما انتظرته من قلمك ... وكم جميل ان يعود بهذا التميز ها هنا
ويبدو انك فهمت ما رميت اليه من موضوعي جيدا ...

حقا حقا ..شكرا لك على الاضافة الرائعة ...










رد مع اقتباس