المبحث الأول
بيت المقدس منذ آدم حتى يعقوب عليهما السلام
* الأرض المباركة :
" ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين "
يقول الامام القرطبي " الأرض ، أرض الشام ( سوريا وفلسطين )،
وقال ابن العباس : " وقيل لها مباركة لكثرة خصبها وثمارها وانهارها ،
ولأنها معادن الانبياء ، وقيل بيت المقدس لأن منها بعث الله أكثر الانبياء "
وجاء في تفسير الآية " باركنا حوله " : قيل بالثمار ومجاري الأنهار ،
وقيل : بمن دفن حوله من الانبياء والصالحين ..
* بناء بيت المقدس :
ثبت في صحيح مسلم عن ابي ذر الغفاري ، قال : سألت رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن أول مسجد وضع على الأرض قال : " المسجد الحرام "
قلت : ثم أيس ؟ قال : " السجد الاقصى " قلت : كم بينهما ؟ قال : " أربعون
عاما، ثم الارض لك مسجد فحيثما أدركتك الصلاة فصل "
كما أخرج النسائي باسناد صحيح من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
عن النبي : " ان سليمان بن داوود عليه السلام لما بني بيت المقدس سال الله
خلالا ثلاثة : حكما يصادف حكمه فاوتيه، وسأل الله عز وجل ملكا ، لا ينبغي لأحد
من بعده فأوتيه ،وسال الله عز وجل حين فرغ من بناء المسجد ،الا يأتيه احد ، لا
ينهزه الا الصلاة فيه، أن يخرجه من خطيئته كيوم ولدته امه فاوتيه " ..
وهنا جاء الاشكال بين الحديثين لان بين ابراهيم وسليمان آماد طويلة . قال اهل
التاريخ : اكثر من الف سنة فقيل ك ان ابراهيم وسليمان انما جددوا ما كان أسسه غيرهما .
وذهب ابن القيم الجوزي :" وجوابه أن الاشارة الى اول البناء، ووضع اساس المسجد
وليس ابراهيم اول من بنى الكعبة ولا سليمان اول من بنى بيت المقدس ، فقد ورد
أن اول من بنى الكعبة آدم عليه السلام ، وقد يكون هو اول ولده من بنى بيت المقدس.
* الاسلام يحكم حياة الشام :
وهذه الارض المباركة حكمها عدد من الانبياء المسلمين الذين كانوا يدعون
الى الاسلام وليس الى اليهودية او الى النصرانية كما زعموا ..
" وقالوا كونوا هودا او نصارى تهتدوا .."
ابراهيم عليه السلام ، نبي مسلم والى الاسلام كان يدعو ..
ولوطا عليه السلام " فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير
بيت من المسلمين "
حيث نزل لوط عليه السلام بمدينة سدوم من ارض غورزغر ( بلاد الغور
وهي متاخمة لجبال بيت المقدس )
ومن بعدهما ذرية ابراهيم عليه السلام اسحاق ويعقوب عليهما السلام
ومن خلفهم ذرية سيدنا يعقوب " ومنهم الاسباط عليه السلام "
اي ان بيت المقدس حكم بنظام الاسلام وعلى منهجه .