منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - كيف صحح الاسلام عقائد الامم السابقة ؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-06-03, 02:34   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أبو معاوية الفهري
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وفاء بنت الاسلام مشاهدة المشاركة
المقال الذي ستقرؤونه للدكتور راغب السرجاني
حقيقة الألوهية في الأمم السابقة


الألوهية عند العرب

أما عن الألوهية عند العرب، فكان العرب في البدء يعبدون الله ويوحِّدُونه، ويعتقدون أنه إله أعظم، خالق الأكوان، ومدبِّر السموات والأرض، بيده ملكوت كل شيء، {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ} [العنكبوت: 61]. لكن لما طال عليهم الأمد نَسُوا حظًّا ممَّا ذُكِّرُوا به، فأشركوا بالله، وجعلوا بينهم وبينه وسطاء؛ توسَّلوا بهم إلى الله وأشركوهم في الدعاء، كما قال تعالى: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى} [الزمر: 3]، وقاموا نحوهم ببعض العبادات، ورَسَخَتْ في أذهانهم فكرة الشفاعة حتى تحوَّلت إلى عقيدة قدرة الشفعاء على النفع والضرر، ثم ترقَّوْا في الشرك فاتخذوا من دون الله آلهة، واعتقدوا أن لهم مماثلة ومشاركة في تدبير الكون، وقدرة ذاتية على النفع والضرر، والخير والشر، والإعطاء والمنع[7].


عبادة الأصنام عند العرب

الكعبة المشرفةانتشرت عبادة الأصنام في جزيرة العرب، حتى صار لكل قبيلة ثم في كل بيت منها صنم، قال الكلبي[8]: كان لأهل كل دار من مكة صنم في دارهم يعبدونه، فإذا أراد أحدهم السفر كان آخر ما يصنع في منزله أن يتمسَّح به، وإذا قَدِم من سفرٍ كان أَوَّل ما يصنع إذا دخل منزله أن يتمسَّح به أيضًا... واستهترت العرب في عبادة الأصنام، فمنهم من اتخذ بيتًا، ومنهم من اتخذ صنمًا، ومن لم يقدر عليه ولا على بناء بيت نصب حجرًا أمام الحرم وأمام غيره ممَّا استحسن، ثم طاف به كطوافه بالبيت وسمَّوْهَا الأنصاب... وكان الرجل إذا سافر فنزل منزلاً أخذ أربعة أحجار، فنظر إلى أحسنها فاتخذه ربًّا، وجعل ثلاث أثافيَّ[9] لقِدْرِه، وإذا ارتحل تركه[10]. يقول أبو رجاء العطاردي: كُنَّا نَعْبُدُ الْـحَجَرَ فَإِذَا وَجَدْنَا حَجَرًا هُوَ أَخْيَرُ مِنْهُ أَلْقَيْنَاهُ وَأَخَذْنَا الآخَرَ، فَإِذَا لَمْ نَجِدْ حَجَرًا جَمَعْنَا جُثْوَةً[11] مِنْ تُرَابٍ، ثُمَّ جِئْنَا بِالشَّاةِ فَحَلَبْنَاهُ عَلَيْهِ ثُمَّ طُفْنَا بِهِ[12]. وقد كان في جوف الكعبة -البيت الذي بُنِيَ لعبادة الله وحده- وفي فنائها ثلاثمائة وستون صنمًا[13].

.

أحسن الله اليك اختنا على الموضوع وزادك الله علما وحرصا ولكن يظهر ان الكاتب اخطا في الاستشهاد بالآية و أنه لم يعرف حقيقة التوحيد الذي جاءت به الرسل كما يظهر في كلامه

و انه فهمه للآية مخالف لفهم المفسرين فالآية نزلت في المشركين الذين بعث فيهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو يجعل الآية انها جاءت لاثبات توحيد العرب المتقديم قبل البعثة

وهذا كلام المفسرين انقله لإثبات ما أقول و لتستفيدي اختنا وتعرفي التوحيد الذي جاءت به الرسل
وقبل هذا أقول أن علماء أهل السنة والجماعة ذكروا وقرروا ان التوحيد ثلاث أقسام
توحيد الربوبية وهو توحيد الله بأفعاله بأن تقر ان الله هو الخالق وانه هو الرازق وانه هو المحيي والمميت و المدبر لهذا الكون..........و هو توحيد الله بأفعاله عزوجل وهذا التوحيد لم تخالف فيه الأمم رسلهم عليهم الصلاة والسلام الا من شد من البشرية مثل فرعون

الثاني توحيد الألوهية وهو توحيد وإفراد الله بالعبادة أي توحيد الله بأفعال العبد أي جعل التأله والتعبد لله عزوجل والعبادة ـــ وهي كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والافعال الظاهرة والباطنة ــــ مثل الصلاة والدعاء والصيام والزكاة والطواف والخشية والمحبة والتوكل و الإنابة والذبح ........فهذه التعبدات يجب ان تكون لله وهو معنى لا اله الله إلا الله وهو معنى ليعبدون وهو ما دعت اليه الرسل أممهم الذين وقعوا في عبادة غير الله عزوجل وهذا ما دعى اليه خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم ولأجله قاتل مشركي العرب مع اقرارهم بالتوحيد الاول و هو التوحيد الذي وقع فيه الخلاف

و الثالث هو توحيد الأسماء الصفات و إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه وما جاءت به السنة الصحيحة من الأسماء والصفاة من غير تمثيل و لا تكييف ولا تعطيل ولا تحريف كما قال تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ..نفي من غير تعطيل وإثبات من غير تمثيل

وهذا ما قرر في كتاب الله عزوجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وكان عليه سلف الامة
هذه كمقدمة مختصرة ليفهم كلام العلماء

وهذا كلام المفسرين كما وعدتكم
فقد جاء في تفسير الامام الطبري رحمه الله رحمة واسعة : القول في تأويل قوله تعالى : { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (61) }
يقول تعالى ذكره: ولئن سألت يا محمد هؤلاء المشركين بالله، من خلق السموات والأرض فَسَوّاهن، وسخَّر الشمس والقمر لعباده، يجريان دائبين لمصالح خلق الله، ليقولنّ: الذي خلق ذلك وفَعَلَه الله.(فَأنَّى يُؤْفَكُونَ) يقول جلّ ثناؤه: فأنى يُصْرفون عمن صنع ذلك، فيعدلون عن إخلاص العبادة له.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة(فَأنَّى يُؤْفَكُونَ) : أي يعدلون.


و يقول المفسر االفذ ابن كثير رحمه الله رحمة واسعة في تفسيره لهذه الاية : قال تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات:56].
وقوله: { لِيَبْلُوكُمْ } أي: ليختبركم { أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا } ولم يقل: أكثر عملا بل { أَحْسَنُ عَمَلا } ولا يكون العمل حسنا حتى يكون خالصا لله عز وجل، على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمتى فقد العمل واحدا من هذين الشرطين بطل وحبط.
وقوله: { وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ } يقول تعالى: ولئن أخبرت يا محمد هؤلاء المشركين أن الله سيبعثهم بعد مماتهم كما بدأهم، مع أنهم يعلمون أن الله تعالى هو الذي خلق السموات والأرض، [كما قال تعالى: { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ } [الزخرف: 87]، { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ] وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ }

و يقول العلامة محمد امين الشنقيطي رحمه الله وقد كان آية في العلم كما في تفسيره أضواء البيان على هذه الآية : وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106)

قال ابن عباس ، والحسن ، ومجاهد ، وعامر والشعبي ، وأكثر المفسرين : إن معنى هذه الآية أن أكثر الناس ، وهم الكفار ما كانوا يؤمنون بالله بتوحيدهم له في ربوبيته إلا وهم مشركون به غيره في عبادته .
فالمراد بإيمانهم اعترافهم بأنه ربهم الذي هو خالقهم ومدبر شؤونهم ، والمراد بشركهم عبادتهم غيره معه ، والآيات الدالة على هذا المعنى كثيرة جداً ، كقوله : { قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السمآء والأرض أَمَّن يَمْلِكُ السمع والأبصار وَمَن يُخْرِجُ الحي مِنَ الميت وَيُخْرِجُ الميت مِنَ الحي وَمَن يُدَبِّرُ الأمر فَسَيَقُولُونَ الله فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } [ يونس : 31 ] ، وكقوله : { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ الله فأنى يُؤْفَكُونَ } [ الزخرف : 87 ] ، وقوله : { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السماوات والأرض لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ العزيز العليم } [ الزخرف : 9 ] ، وقوله : { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السماوات والأرض وَسَخَّرَ الشمس والقمر لَيَقُولُنَّ الله فأنى يُؤْفَكُونَ } [ العنكبوت : 61 ] ، وقوله { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّن نَّزَّلَ مِنَ السمآء مَآءً فَأَحْيَا بِهِ الأرض مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ الله قُلِ الحمد لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } [ العنكبوت : 63 ] ، وقوله { قُل لِّمَنِ الأرض وَمَن فِيهَآ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ قُلْ مَن رَّبُّ السماوات السبع وَرَبُّ العرش العظيم سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجْيِرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فأنى تُسْحَرُونَ } [ المؤمنون : 84 - 89 ] إلى غير ذلك من الآيات .
ومع هذا فإنهم قالوا : { أَجَعَلَ الآلهة إلها وَاحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجَابٌ } [ ص : 5 ] .
وهذه الآيات القرآنية تدل على ان توحيد الربوبية لا ينقذ من الكفر إلا إذا كان معه توحيد العبادة ، أي عبادة الله وحده لا شريك له ، ويدل لذلك قوله تعالى : { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بالله إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ } .
أهـــ


والله ولي التوفيق تقبلي مروري سائلا الله لي ولك ولجميع الاخوة
الهداية للحق والعمل به و الاخلاص في القول والعمل
والحمد لله رب العالمين