غمامة سوداء قبعتْ
فوق الرؤوس سكنتْ
سوداء لا ماء فيها نفثتْ
رعدٌُ منها أظهرتْ
برقٌُ احجب الأبصار فَهوتْ
نفوساُ على الأرض سقطتْ
ناظرة منتظرة مرور سخن الهواء فأمطرتْ
بعد برق و رعد لمَّا أظهرتْ
قطرات ليست كالماء منها أخرجتْ
أذابت نفوساً قد غضبتْ
فأودت بناَ
ووسوست لناَ
و بان في الجباه ماءاً و عرقْ
و فرقنا بينهما
فقلناَ
لسنا إلا كالماسك على مقود الدابة
و في الطريق زيت لزجْ
أبطئنا السير و برغم الدوس على المكابحْ
و برغم تباطأ المسير
إلا أن الدابة بنا تلاعبتْ
فمالت و هوتْ
إلى اليمين و إلى اليسار أسرعتْ
فلا فائدة من إمساك المقودْ
ولا فائدة تترجى من التحكم في الموقدْ
فلا السيارة أو الدابة ذهبتْ
الى الطريق المستقيم الذي انتظرنا و ترجيناَ
و لا هي كبحت عجلة الدوران فتوقفتْ
ولا هي استمرت من غير اعوجاج
فراح كل من فيها في الحفر و سقطتْ
هام الركاب و من هم على الدابة في الطريق و اختلطتْ
أصوات الثيران و أصوات البقرات علتْ
ضجيج علاَ فوق الطريق حيث مالتْ
سيحكم الناس بعد ذلك إن كانت بالسلامة
و سيحكم الناس من خلال نظرة إلى انحدار العجلاتْ
سواء كانت شرقية او غربية
سواء كانت بالسلامة أو بالموت الأكيدْ
راحت و هامت و علت أصوات الحميرْ
فنطقت و قالتْ
سقط الركاب من فوق الدابة
فانهارت الى جرف الوادي
و سمعنا لها الأصواتْ
و بانت للناظر أنها ليست كالأصوات
بل هي قطرات مطر قد انحدرتْ
فجرفت من حولها الأساطير
فكبت على الجباه فأحرقتها كالصراصيرْ
و بان عرق الجباه
إلا انه أسود
و فيه رائحة النتن
و أعوجت له الكفاف و صفقتْ
و علتْ
و تمايلتْ
و رقصتْ
و زهقت لأجلها أرواح طالما انتظرتْ
وراح يتقصي أخبارها جاهلاً اسمه الحمارْ
فلما وقف على الدابة نهقْ
و قالْ
هذه سيارة ركاب و ليست دابةْ
و هذه صفحات يكتب عليها البشرْ
فأين النقاد لينقدوا ما فاتْ
كيف مالتْ و علتْ و هوتْ
في الواااااااااااااااد
و أين الركاب حيث كانوا و قبل الانحدارْ
أين كانوا و ماذا كانوا يقولونْ
ساعتها أضن أنهم كانوا يتناوشون .
هل كانوا يتكلمون عن الجرف الغدار
فبسببه هوت الأنفس و بقت من غير شعار
نهق الحمارْ
و زهقت أرواح البشرْ
و هام فوقها الطوفان و غضب الأنهارْ
و علت فيها أهات و أسفارْ
كمن قال اجمعوا لي أطباء هذا العصرْ
فحين دنوا منه ووقفوا في البلاط
لم يجد الحمار إلا حميرْ
لكن هؤلاء يعرفون المسارْ
و يعرفون الطريق و الانحدارْ
فلطالما مشوا على نفس الطريقْ
فحفظوها و عرفوا لها الأمتارْ
إنه الحمارْ
أكرمكم الله
خربشات بقلم أبو الريم