[يوسُف سُلطان]

أسطولُ الحرّية !
.. أخشى ما أخشاه أن تكون القضيّة قد سقطت من قلوبنا ، بعدما سقطت من ألسنتنا .. وبتنا لا نُحسنُ الصراخ إلاّ إذا شاهدنا كُرةً تتقدّم من مرمى الخصم ، تدخُل أو تكاد تدخل ... !
غزّةٌ (فسلطين).. منذُ ألفِ يومٍ تحت الحصار ، والكثير منّا على غير علمٍ بهذه الحِسبة أوغير معنيٍّ بها ، أو غير مهتّم ، أو غير مستيقظ لها .. بيد أنّهُ مهتمٌ مستيقظٌ لحِسبةٍ أخرى أكثرَ دقّة ، وأكبر تعقيدا ... لكنّها حِسبةٌ تبعُد عن فلسطين باتّساع أمكنة وبعمق بحارٍ وأزمنة !! ... وتنتهي بضبط تلك الدّقةِ إلى "جنوب افريقيا" .. التي تكادُ تنتحلُ صفة القدُسية وتسرق صفة القِبلةِ من قلوبنا وأذهاننا !!
قبل أيّام .. وقعَت عيني صُدفةً على خبرِ انطلاق "الأُسطول" في جريدةٍ أقتنيها كلّ يوم أتلّقف أخبار الرياضة من صفحاتها الخضراء ... ثمّ أرمي بها لصديق ..!
تفاعلتُ مع الخبر مثل صديقي وكغيرنا من المتفاعلين والهاتفين ، واعتبرنا الحدث إشهارا جميلا لمشاركة الجزائر المونديالية ... سيزيدها بريقا وتعاطفا .. ومناصرةً ..


استيقظنا اليوم على خبرٍ موجعٍ متوّقع .. يُصدَّق بسرعة ، ولا يجلبُ الذهولْ !!...
استقبلناه كغيره من الأحداث .. كشروق شمسٍ مثلا .. واكتفينا كاكْتِفائِنا عند كلّ شروق بالتأسّف على الشهداء ، والتأفف على الأحياء ، وأخذنا نلعن العدّو والصديق معا .. !
ليس في الشارع حين خرجتُ أستبين المواقف البسيطة للشعب ، ليس غيرَ حديثٍ "مدوَّرْ" ، وإلى زمن هذا الخطّ .. يجهل الكثيرين ما يحصل الآن ، وما حصل ، وما سيحصل .. !!
"حَصْلَه والله حَصْلَه" مع هذا المونديال إذا كان يخدّرنا بهذه الطريقة .. ويجعل حديثنا بهذا التدوير
ويجعلَ قلوبنا بهذا التيه والدوران !!
قُلت :

.. أخشى ما أخشاه أن تكون القضية قد سقطت من قلوبنا ، بعدما سقطت من على ألسنتنا .. وبتنا لا نحسن الصراخ إلا إذا شاهدنا كرةً تتقدم من مرمى الخصم ، تدخل أو تكاد ...