اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليل وشجون
السلام عليكم ورحمة الله
اتساءل كيف يمكن لموضوع واحد ان يثير الضحك ويثير الرثاء في وقت واحد
وكيف ينسى الواحد منا موضوعا لا يمكن ان يعدو عليه النسيان
انسان خلق ليكتب ويقول فيقضى عليه فجاة الا يكتب ولا يقول
خلق ليفكر ويرقى بتفكيره الى السماء فيجذب الى الارض جذبا ويكره على البقاء فيها اكراها
وياخذ على البقاء فيها اكراها وياخذ بالحياة مع اهلها اخذا
خلق ليقرا فيقضى عليه فجاة الا يقرا ....خلق اطول الناس بالكلام لسانا واجراهم بالقلم يدا واسرعهم الى المعاني نفسا واخصبهم بالخواطر ذهنا فيعقد لسانه وتغل يده وتقيد نفسه ويجذب ذهنه
خلق واضح الجبين باسم الثغر مبسوط الاساسير تظطرب في نفسه الغنية معان غزيرة فيظهر اظطراب هذه المعاني على وجهه فاذا هو متحرك الهيئة دائما لاتكاد تنظر الى محياه حتى ترى له شكلا جديدا يظطرب في تلك النفس التي لا تهدا ولا تستقر فيقضي على هيئته ان تسكن وعلى وجهه ان يتخذ صورة بعينها جامدة مستقرة لازمة لاتزول
هل هو زمن السرعة ذاك والتكنولوجيا الذي يعبث بالالرواح فيفعل بها الافاعيل
ام نحن الذين تنصلنا فقلبنا وقلبنا ولم نجد انفسنا بعد في خضم هذا الانقلاب
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الفاضِلة "شجون "
ما ذكرته قد يخصّ نفْسَ النّفَسْ الذي يُبدي في آنٍ واحِد صورتين إحداهما تظهِرُ وجها باسِما والأخرى تُبديه متجهّما..
وأظنّ في هذا المعنى أنّه راجع لاختِلاف الرّؤى والمفاهيم لدى قُرّاء الموضوع،
فتجِد من يتّخِذ من عُمقه بحرا يصطادُ منه ما يُوازي المغزى فتنطبق مشاعره على حقيقةِ ما يُريدُ صاحب الموضوعِ إيصاله وتكونُ درجة التأثّر بقدرِ درجة استيعاب جوهره.
والعكس لِمن قادته قراءته أو رُبّما مفاهيمه لما يُخالِفُ مغزى الموضوع المطروح..
وهناك احتِمال أن يتوحّدَ المغزى لدى كلِّ القرّاء لكنّ تفاعلهم يكونُ متباينا.
،،،،
وكيف ينسى الواحد منا موضوعا لا يمكن ان يعدو عليه النسيان
،،،،
ما دامت هناك في حياتنا بصفة عامّة صفحاتٌ تُفتَحُ لِتُطوى أخرى..
فقد نَلمَحُ بل ونتأكّدُ من أهميّة موضوع ما، ولكن قد تشغلُنا عليه مواضيع أهمّ..
ولا نتمكّن من تذكّر كلّ ما هو مهمّ إلاّ إذا رسخت أفكاره بِعقولِنا..ليُحفَظ في ذاكِرتنا..
ونستعيده متى أردنا التمتّع بِسِحره أو الاستِدلال بِمعانيه.
،،،،
لأنّك تتحدّثين عن مجهول فلن نتمكّن من تركيبِ إطارٍ يحدُّ أفكارَنا فيما يخصّ هذا الكلام..وليكُن إذن فسنتكلّم بصفة عامّة.
أوّلا نحصر الكتابة والأقوال في قالبِ (العلم)..مادمنا نكتُبُ لِنُظهِرَ ما لنا علمٌ به أو نكتبُ من منطلَقِ ما تعلّمناه، أو نكتب امتِدادا لما يشغلُنا وكلّه يصبّ في معنى العلم..
وتأتي مُصطلحاتٌ لتُبيّن لغة الاحتِكار،
يُقضى، يُجذب، يُكره..فترتسِم معنى السّلطة التي تُلجِم حريّة التّعبير والتّفكير
(ففيهما تندمج كلِمتا الكتابة والقول..كما سبق الذّكر)
وهنا تكمن مرارة هذا المجهول الذي يحرمه مخلوقٌ مثله ممّا أوجده خالقه لأجله.
ولا أستبعِدُ أن يكون صاحبُ الموضوع نفسه هذا المجهول..لأنّي أرى مُطابقة بعض الأوصاف بينهُما
(خلق ليقرا فيقضى عليه فجأة ألا يقرا ....خلق أطول الناس بالكلام لسانا وأجراهم بالقلم يدا وأسرعهم إلى المعاني نفسا وأخصبهم بالخواطر ذهنا،، خلق واضح الجبين باسم الثغر مبسوط الاساسير تضطرب في نفسه الغنية معان غزيرة فيظهر اضطراب هذه المعاني على وجهه فإذا هو متحرك الهيئة دائما لا تكاد تنظر إلى محياه حتى ترى له شكلا جديدا يضطرب في تلك النفس التي لا تهدا ولا تستقر فيقضي على هيئته أن تسكن وعلى وجهه أن يتخذ صورة بعينها جامدة مستقرة لازمة لا تزول )
ويبقى الغموضُ قائِما في هذا الذي يسعى ليَدهس مَواطِن الإبداع فيه؟ !
وقبل الإجابة على تساؤلاتِك، دعيني أخبرك أنّها تسحبُنا للتّفكيرِ في أشياءَ أبعد ممّا حصّلنا أعلاه..
فهل تعذّر علينا اكتشاف خفايا الموضوع، أم أنّ صاحِبه تعمّد الغموض !
أختي الفاضِلة تساؤلاتك غير محدّدة،
فالمواضيع التي نسعى من خلالها لِمعرفة آراء غيرِنا لا يجِب الاعتِماد فيها على التّلميح..
لأنّ القارئ يحتاجُ لِشُعاعٍ يقوده للفهمِ الصّحيح وبالتّالي يُبدي رأيه فيما طُرِح عليه.
ومهما ورد الموضوعُ غامضا أو مُفخّخا فيُستحسنُ التّبسيط في الأسئلة وتوجيهها بِصفة مباشرة لِمن ننتظِرُ مناقشتهم أفكارنا.
فعلى سبيل المثال ينقُص لفظٌ أو لفظين بآخر سؤال:
والذي يجرّنا للتساؤل: ممّا تنصّلنا؟ أمِن القِيم ( على سبيلِ المثال ) أم..،..، والمعنى مفتوحٌ على معانٍ عديدة ومختلفة.
وفي عُجالةٍ يحضُرني هذا الجواب وإن أخفقت !
لا إشكالَ في زمن السّرعة والتكنولوجيا ( فصُنّاعُها بشرٌ مثلُنا )
بل الإشكال فيمن لا يُحسِنون التّأقلُم مع مستجدّات الحياة..
وفي هذا يبرز ضُعفُ هؤلاء واستشعارِهم للنّقص، هذا النّقص الذي قد يكون مفروضا عليهم بِحكمِ بيئتهِم أو ظروفِ معيشتهِم..أو حتّى ظروف تكوين شخصيّاتهِم..
وإن صادفْنا نسبة واحد بالمائة من الأقوياء الذين يسعون لفرضِ أنفُسهم واجهتهُم عواصِفُ التسلُّطِ والإكراه لاقتِلاعِ جذورهم.
ــــ
أختي شجون مررتُ وسجّلتُ رأيي وإن كان لا يصبّ في المعنى الصّحيح..
أملا منّي في انتِزاع لِثام الغموض من خِلال ردّكم.
شكرا وبارك الله فيك
آخر تعديل صَمْـتْــــ~ 2010-06-01 في 15:16.
|