تقارب السنة والشيعة .. بين محب الدين الخطيب و حسن البنا
سليمان بن صالح الخراشي
بسم الله الرحمن الرحيم
- الأستاذ محب الدين الخطيب – رحمه الله – كاتب إسلامي شهير ، تميز بكتاباته المهمة في التحذير من مذهب الشيعة ، بعد أن خبره وعلم أنه دين آخر غير دين الإسلام في أصوله ، وتبين خطر أهله على أمة الإسلام ، وأن فكرة التقارب معهم مجرد وهم وخداع بسبب هذا التفاوت ؛ وبسبب مارآه شخصيًا من ألاعيب ملاليهم ، وأن معنى التقارب عندهم هو تصدير مذهبهم الباطل بين أهل السنة . وهو - رحمه الله - ليس بغريب عن جماعة الإخوان المسلمين ومرشدها حسن البنا رحمه الله ، فقد شهد نشأتها ، وكان مرشدها يتردد على مكتبته ويستفيد من جهاده وجهوده ، ويكتب في صحيفته " الفتح " . إلا أن هذه العلاقة الودية بينهما لم تمنعه من قول الحق ، ونُصح الجماعة في موقفها السلبي تجاه مخططات الشيعة منذ أيام مرشدها . وهذا هو شأن العالم والداعية " المتجرد " من الحزبيات ، الذي يفرح بجهود " أهل السنة " ، ويتواصى معهم بالحق والتعاون النافع .
-والأستاذ حسن البنا – رحمه الله – أسس جماعته الإخوان تأثرًا بسقوط الدولة العثمانية ، وماتبعه من تفرق للأمة ، فلذا اقتصر همه الأكبر على الجانب السياسي و " الحكم " ، وماعداه - مهما كان مهمًا - فيأتي تبعًا له ، مما جعله يحرص على " التجميع " بين أهل السنة والمبتدعة ، ومن ثمَّ الاغترار بفكرة التقريب بين السنة والشيعة ، التي كان مآلها " تخدير " السنة تجاه الخطر الرافضي ، وإفساح المجال لهم للتفرد بعامة المسلمين ومحاولة تشييعهم . وقد أصبح رأي البنا في هذه المسألة – للأسف – حجر عثرة أمام تنبه " الإخوان " لهذا الخطر ، إلا من أفراد معدودين ؛ كمصطفى السباعي وسعيد حوى – رحمهما الله - .
-وهنا : مقال للأستاذ محب الدين الخطيب نشره في مجلته " الفتح " ( العدد 862 ) ، علّق فيه على فكرة التقريب التي كانت مثارة في تلك الأيام ، عندما أنشأ الشيعي القمي ومجموعة مغترة به دارًا في القاهرة ، سموها " دار التقريب " ، وموقف " الإخوان المسلمين " منها . وقد أقام فيه الحجة على الجماعة ومرشدها ، منذ ذلك الحين .. ولكن !