الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله أما بعد
أخي العزيز بو زيقة عمر هداك الله إلى الحق و جعلك ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه عندي بعض التعقيبات على ما قلت
أولا أخي .... أن كاتب هذا الموضوع لم يتكلم عن المقاومة على الإطلاق و إنما كان كلامه على تنظيم القاعدة و منهجه في بلاد المسلمين و كيفية إقحام الشباب في دوامة الجهاد المزيف و الشاهد ما يحصل عندنا في الجزائر حفظها الله من كيد الكائدين و لا داعي لأبين لك ما يحدث و أضنك على إطلاع و إنما أراد إعطاء كمثال بالعراق الجريح ليس على سبيل الحصر .
ثانيا ..... لا يمكن بأي حال من الأحوال الخلط بين الجهاد المشروع بظوابطه و الجهاد الفوضوي و لا شك أن الجهاد أمر تعبدي فلا يمكن الإجتهاد في مسائله و الأصل فيه التوقيف قال الله قال رسوله صلى الله عليه و سلم و لا يكون إلا بمعية ولي الأمر و هو الذي يعلم المصلحة و المفسدة أما أن يكون دعوى الجهاد على عاطفة و تحمس فهذا فيه من المفاسد بكثير من المصالح و الأدلة على ذلك في الواقع كثيرة . قال العلماء إن وجوب جهاد الدفع متعلق بولي الأمر فهو يقدر المصالح و المفاسد ولا يجوز لأفراد المسلمين أن يفتاتوا على ولي أمرهم و أن يذهبوا مناصرين لإخوانهم بل هم تحت إمرة ولي أمرهم لذلك الصحابة لم يذهبوا و ينصروا المستضعفين في مكة و هم بالمدينة إلا لما أذن لهم النبي صل الله عليه و أله و سلم.
قال الحسن البصري رحمه الله: «أربع من أمر الإسلام إلى السلطان: الحكم، والفيء، والجهاد، والجمعة» مسائل الإمام احمد رواية الكرماني ص.392
قال الشيخ إبن عثيمين في الشرح الممتع لا يجوز غزو الجيش إلا بإذن الإمام مهما كان الأمر لأن المخاطب بالغزو و الجهاد هم ولاة الأمر و ليس أفراد الناس فأفراد الناس تبع لأهل الحل و العقد ......إلى أن قال ..... و إنما لم يجز ذلك لأن الأمر منوط بالإمام فالغزو بلا إذنه افتيات و تعد على حدوده و لأنه لو جاز للناس أن يغزو بدون إذن الإمام لأصبحت المسألة فوضى كل ما شاء ركب فرسه و غزا و لأنه لو مكن الناس من ذلك لحصلت مفاسد عظيمة.... انتهى كلامه رحمه الله ......
أما قولك .....عاشت المقاومة اسلامية كانت مسيحية كانت بوذية كانت يهودي ...
فأقول مقاومة إسلامية كانت مسيحة ما هذا التناقض أخي الفاظل كيف لها أن تكون إسلامية مسيحية و من يجاهد تحت راية من ألا يكون الجهاد تحت راية الإسلام هو الحق أم عندك شك في ذلك قال تعالى ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين كيف يكون الجهاد جهادا مع المسيحيين و البوذيين و اليهود أخزاهم الله و الله إن هذا تعطيلا للجهاد قال إبن عثيمين رحمه الله ....ولكن ليعلم أن الجهاد في سبيل الله ليس هو مجرد قتال الكفار بل إن الجهاد في سبيل الله تعالى هو الذي يقاتل فيه الإنسان لتكون كلمة الله هي العليا فقط لأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يقاتل حمية ويقاتل شجاعة ويقاتل ليرى مكانه أي ذلك في سبيل الله فقال عليه الصلاة والسلام (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) وهذا هو الميزان الحقيقي .... انتهى كلامه ....
فكيف بك أخي الكريم تريد أن يكون جهاد و فقط و لا يهم مع من تجاهد و على أي شيئ تجاهد
أقو ل لا بد من تعلم أحكام الجهاد كما تتعلم أحكام الصلاة و الصيام و الزكاة و لا يمكن ذلك إلا بالنص من الكتاب و السنة و هذا ليس تعطيلا للجهاد و ليس موالاة للكفار كما يزعم تنظيم القاعدة و من كان على شاكلتهم .
أما عن القاعدة فلا شك أن هذا التنظيم و من ينتهجون منهجه هم أعوانا للكفار على المسلمين و الناظر إلى أحولهم فهم يعثون الفساد في بلاد المسلمين من تقتيل و تخريب و تفجير بدعوى الجهاد و الله المستعان كان عليهم أن يتعلمون العلم بدلا من هذا كله
و أخيرا و ليس أخرا أقول كفانا عاطفة و الله إننا نتمزق حزنا على بلاد المسلمين و ما هم فيه من الذل و الهوان و ما كان ذلك إلا لأننا ابتعدنا عن عقيدتنا و توحيدنا و ديننا و اتباعنا لنبينا صلى الله عليه و السلم قال تعالى وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ و قال أيضا وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم
أبو عبد الرحمن ربيع