السلام عليكم ورحمة الله أخي مصطفى أردت أن أشاركك بهذه الكلمات المتواضعة التي كنت قد كتبتها في موضوع منشور في منتدى آخر
و أتمنى أن تشاركني النقاش أنت أيضا و كل الأعضاء:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ متى ونحن نسمع الحرية ، لقد كبرنا عليها و تعلمناها و ترعرع حبها في قلوبنا فأصبح كل شيء إلا الحرية ، خذ حياتي و لاتسلبني حريتي .
ما هي هذه الحرية التي لا يعيش آدمي من دونها و قد يحرم نفسه من الحياة لأجلها؟
الحرية هي شعور بالذات و السيطرة على النفس و الاستقلال عن الآخر في الفعل أو الترك مع وعي العقل المفكر و المدبر لكل شيء و بالتالي هي عدم الخضوع لأي كان.
لكن هل فعلا عندما لا نخضع لأي كان نكون أحرارا حقيقة ، فماذا عن الخالق جل و على ؟؟؟ أليس من الجلي أن نتحرر من كل شيء إلا منه ومن عبادته جل و على ،لماذا يريدون استبدال معنى حريتنا التي ضحى من أجلها أجدادنا ،لقرون لماذا يريدون تزييفها حسب ميولهم و حسب ما يريدون لها أن تكون ؟؟؟ لماذا نحن فقط الذين لا تعجب معنى حريتهم ؟؟؟ هل أخطأنا في صياغتها أم أنهم لا يفقهون ؟؟ أم أن البواعث أخرى ؟؟؟
أليست الحرية في الإسلام بمعنى واسع أن يكون الإنسان سيدا لنفسه يتحكم فيها في أفعاله فيكون حرا في أن يقوم بافعال الخير فيجازى و يفعل الشر فيعاقب و في نفس الوقت يكون عبدا لربه الذي لم يأمره إلا بفعل الخير من أجل الحصول في اليوم المشهود على حرية لا متناهية.
من منا لا يعرف قصة رحلة المسلمين إلى الحبشة إبان فجر الدعوة الإسلامية ، لقد هاجروا إلى بلاد فيها ملك لا يظلم عنده أحد و فعلا لم يظلم عنده أحد ، عند سماعي يوميا و في كل مكان عن زيف الحرية المزعومة في بعض البلدان و رواجها و قدرتهم الفائقة على التأثير و توجيه الرأي العام أعتقد دائما أنها بلاد الحرية التي لا يظلم فيها أحد ، فلنهاجر إليها إذن لماذا نحرم أنفسنا منها ؟؟؟؟
فهي بلاد :
* حرية الرأي التي تنتهك فيها حرمات الآخرين ، و ما الصور المسيئة للرسول عليه الصلاة و السلام لخير دليل على ذلك.
* حرية التصرف و اللباس فيسمح لبعضهم بالخروج عراة أو نصف عراة و العياذ بالله و يعتبر تستر البعض ( بالحجاب و النقاب)انعداما للحرية و تخلفا فتصدر قوانين تسلب منهم حرية الفعل أو الترك ، بلبس أو عدم لبس الملابس المحتشمة و تفرض عليهم التعري و الكشف و بالتالي تسلب منهم الحرية الحقيقية و تعوض بالحرية المزعومة وهذا تحت ستار الحرية ، هل فعلا بقيت حرية أم أن معناها إنقلب إلى الضد و أصبح.
* حرية الأديان فتمارس كل الطقوس فيها و تعتبر تراثا و ثقافة إلا عبادة المسلمين التي تعتبر تخلفا و ضرب من الغرابة و يجبرونهم بكل الوسائل لترك الاسلام و بالتالي تسلب من الأفراد حرية اختيار الدين و يجبرون على الكفر أو الإلحاد .
* حرية الفكر و التعبير فيكون لها صدى لجميع الأصوات إلا صمت المسلمين و لو قتلوا غدرا ( حادثة المصرية المتحجبة).
ترى هل تكون هذه حرية أم أنها زعم حرية
لماذا نريد نحن أيضا في بعض الحالات استيراد بعض من هذه الأفكار للحصول على جزء من الحرية و المطالبة بها فتخلفت مجتمعاتنا لأننا صرنا دون هوية ، و لن يختلف عاقلان على أننا تخلفنا لأننا فقدنا القاعدة الأساسية و هي معايير شخصيتنا التي تتلاشى تدريجيا ، و يارب استر للمحافظة على جزء منها.
ألن يأتي اليوم الذي سندرك فيه أننا ضعفنا و خضعنا للمخلوق و نسينا الخالق ؟
كيف لنا في عالم تكنولوجيا اليوم الذي يملكونه هم و لهم جميع وسائل التأثير لترويج ثقافتهم من مواجهتها و الحد منها ؟؟؟ هل فعلا " أمسكونا من اليد التي تؤلم" و أصبحنا كالخاتم في الأصبع يطبقون علينا مايريدون و يغيرون المعاني كما يريدون ؟
لماذا فشلنا في التعريف بحريتنا و الترويج لها ؟؟؟ لماذا فشلنا في الترويج للحرية التي راح ضحيتها ملايين الشهداء؟؟؟ لماذا و منذ عقود قليلة نجح أجدادنا في منع ثقافة العدو داخل الديار و أخرجوا من بلادنا يجرون أذيال الخيبة ، غزتنا ثقافتهم اليوم بابتسامة و هم بعيدين عنا فلم يسيلوا دماءنا إلا أنهم عاشوا بيننا ؟؟؟ لماذا لم نستطع المواجهة ؟ وهل يا ترى ستزداد الأمور سوءا في المستقبل إذا استمرينا على هذه الحال أم أن هناك بصيص أمل لإرساء قواعد حريتنا و فرض احترامها على غيرنا؟
ما هو الدافع من وراء الحرية المزعومة ؟ و لماذا نحرم من حريتنا ؟
ألم يقل الله جلّ وعلا أصدق القائلين : }وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ {
فلأجل أي حرية سنسعى و كيف لنا أن ننقذ حريتنا و متى نصحو جميعا لنحدد هدفا واحد خصوصا و أن زيف الحرية المزعومة يتضح يوما بعد يوم و لم يبق لهم بما يدعون ، فكل شيء بين؟
بقلمي المتواضع كتبته في منتدى آخر في 08/04/2009