فيا أيها الأخوة سبق لنا ذكر حقوق المسلم على أخيه ذكرنا منها خمسا آخرها عيادة المريض وبينا كيفية العيادة وما ينبغي للإنسان اذا عاد أخاه أن يفعله ويقوله قال أهل العلم واذا مات الانسان فانه ينبغي لمن حضره أن يغمض عينيه لان عينيه سف تشخص فان الانسان إذا قبض فإن البصر يتبع روحه يشاهدها دخل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على ابي سلمة رضي الله عنه يعوده فوجده قد شط بصره أي ق شخص ثم قال اللهم اغفر لابي سلمة وارفع درجته في المهديين وافسح له في قبره ونور له فيه واخلفه في عقبه دعا بهذه الدعوات الخمس العظيمة فسمعه أهل البيت فخافوا أ، صاحبهم قد مات فضجوا فقال النبي الله عليه وعلى آله وسلم ( لا تدعوا على أنفسكم الا بخير فان الملائكة يؤمنون على ما تقولون ) وكانوا في الجاهلية اذا مات الميت دعوا على انفسهم بالويل والثبور فخاف النبي صلىالله عليه وعلى آله وسلم أن يدعوا أهل أبي سلمة بهذا فارشدهم أن يدعوا بالخير ولذلك ينبغي للانسان اذا أصيب بمصيبة وإن عظمت أن يقول إنا لله وإنا اليه راجعون الله أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها أعود الى دعوات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لابي سلمة فان النبي صلى لله عليه وسلم دعا له بخمس أما الخامسة فقد شوهدت في الدنيا فإن أم سلمة رضي الله عنها لما تمت عدتها تزوجها النبي صلى الله عليه على آله وسلم واعتبروا بهذه القصة إن أم سلمة رضي لله عنها قد سمعت النبي صلى وعلى آله وسلم يقول من أصيب بمصيبة فقال اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها آجره الله عليها وأخلف له خيرا منها فقالت رضي الله عنها ذلك إيمانا بقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولكنها تفكر وتقول من خير من أبي سلمة فكان الذي أتاها محمدا صلى الله عليه وسلم وهو خير من ابي سلمة بل هو سيد ولد آدم صلوات الله وسلامه عليه وكان اولادها كانوا في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فلف الله أبا سلمة في عقبه وكان عقبه تحت حضانة النبي صلى الله عليه وسلم ورعايته أما الاربع الاخرى فاننا نرجو الله تعالى أنه حققها لابي سلمة رضي الله عنه المهم أن من عاد المريض وهو محتضر فانه يلقنه الشهادة كما سبق في الجمعة الماضية ويغمض عينيه قال العلماء ويلين مفاصله بحيث يرد ساقيه الى فخذيه وفخذيه الى بطنه عدة مرات وكذلك ذراعيه الى عضديه وعضديه الى جنبيه لتلين مفاصله حتى يكون لينا عند تغسيله ثم يبادر بتجهيزه بتغسيله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (أسرعوا بالجنازة فان تكن صالحة فخير تقدمونها اليه وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم) والرجل اذا مات فان روحه تقول اذا كان صالحا قدموني قدموني أي قدموني الى موضع الثواب لان الانسان في قبره يفتح له في الجنة جعلني الله واياكم من هؤلاء وإن كانت سوى ذلك فانها تقول يا ويلها أين تذهبون بها أحسن الله لي ولكم الخاتمة واذا كان المريض يقول قدموني قدموني فإن الاولى بنا أن نقوم ببره وأن نقوم بالاحسان اليه وأن نشرع الى تجهيزه حتى يصل الى ثوابه في جنات النعيم ولا ينبغي أن يحبس الإنسان عند أهله لأنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو حديث ضعيف أنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله فبادروا رحمكم الله بادروا بتجهيز الاموات ولا تؤخروها الا أن يكون هناك سبب مثل أن يموت في الضحى ويخشى من المشقةعلى مشيعيه اذا شيعوه في صلاة الظهر مثلا فانه يؤخر الى صلاة العصر ولا باس في ذلك لانه لو دفن في الظهر في شدة الحر شق ذلك على الناس مشقة شديدة لذلك نقول اذا مات في الضحى وكان في دفنه بعد صلاة الظهر مشقة فانه لا باس ن يؤخر لا باس الى أن يكون وقت صلاة العصر حيث تبرد الشمس والجو وهذا تأخير أرجو الله تعالى الا يكون فيه ضرر على الميت ولا على مشيعيه فان قال قائل كيف تقولون باسراع التجهيز وقد كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مات يوم الاثنين ولم يدفن الا ليلة الاربعاء فالجواب على ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو قائد الامة ولا ينبغي أن يدفن حتى يقوم خليفته فيخلفه في أمته ولذلك لما تمت البيعة لابي بكر جهزوا للنبي صلى الله عليه وسلم ودفنوه فالصحابة رضي الله عنهم خشوا أن تخلوا الارض من امام يكون خليفة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلما تمت البيعة دفنوه أما الحق السادس فهو اذا مات فابتعه فينبغي للانسان أن يتبع الجنائز لان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال (من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن يعني بعد الصلاة فله قيراطان قيل يا رسول الله وما القيراطان قال مثل الجبلين العظيمين أصغرهما مثل جبل أحد ولما بلغ ابن عمر رضي الله عنهما هذا الحديث قال والله لقد فرطنا في قراريط كثيرة ولكن ينبغي لمن شيع الجنازة الا يتحدث في شئ من أمور الدنيا حال تشييعه لان المقام مقام عظة وعبرة بل يعتبر الانسان في حاله وحال الميت الذي يشيعه الان فهذا الميت كان بالامس على ظهر الارض بل ربما كان من اصح الناس في صباح يومه الذي مات فيه واذا به يكون في بن الارض تدركه الشمس في طلوعها ولا تدركه في غروبها فليتأمل الانسان حال هذا الميت ثم ليتامل حاله نفسه فانه كما كان اليوم حاملا في الغد محمولا وكما كان اليوم مشيعا فسيكون في الغد مشيعا ليعتبر في نفسه وليعلم أن الدنيا ليست دار قرار وأنها مرحلة إلى الآخرة كما أن الجنين في بطن أمه ليس في مكان قرار ولكنه في مرحلة حتى يخرج الى الدنيا دار العمل ثم الى الآخرة دار الجزاء ومع ذلك فانه في قبره ليس ذلك آخر مرحلة له بل هناك مرحلة أخرى أعظم وأعظم سمع إعرابي قارئا يقرأ قول الله عز وجل ( الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر) فقال هذا الاعرابي والله إن الزائر ليس بمقيم والله إن وراء هذه المقابر لدار مقر فاستنبط هذا الاعرابي من قوله تعالى زرتم أن الزائر لن يكون في محل إقامة وهو كذلك وبهذا نعرف أن بعض الناس فيمن مات إنه عاد الى مثواه الاخير أنها كلمة سيئة خطيرة جدا لاننا لو أخذنا بمقتضاها لكان مقتضاها إنكار البعث اذا جعلنا القبور هي المثوى الاخير ولكن المثوى الاخير حقيقة هو الدار الآخرة إما الى جنة وإما الى نار أسال الله تعالى أن يجعل مثواي ومثواكم في جنات النعيم مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وينبغي للانسان اذا تبع الجنازة الا يجلس حتى توضع للدفن ثم اذا دفنت فانه يقف عليها بعد الدفن ويستغفر للميت يقول اللهم اغفر له اللهم اغفر له ويسأل الله له التثبيت يقول اللهم ثبته اللهم ثبته اللهم ثبته لان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دعا دعا ثلاثا وكان اذا فرغ من دفن الميت قف عليه وقال استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فانه الان يسال يسأل عن ماذا يسأل عن ثلاثة أمور عن ربه ودينه ونبيه فان كان مؤمنا ثبته الله عز وجل بالقول الثابت قال ربي الله وديني الاسلام ونبيي محمد اللهم ثبتنا على ذلك يا رب العالمين اللهم ثبتنا على ذلك يا رب العالمين أما إن كان منافقا فإنه لم يصل الإيمان إلى قلبه فيقول ها ها لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته نعوذ بالله من ذلك اللهم أعذنا من ذلك يا رب العالمين اللهم أعذنا من ذلك يا رب العالمين اللهم أعذنا من ذلك يا رب العالمين أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم