منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ســـــــــــــــ؟ــــــــــــؤال
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-05-14, 16:36   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
الجارية ♥تودّد
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هادي حامد مشاهدة المشاركة
أختي الكريمة ، أعلم تماما أن الأضداد كلها موجودة على هذه الأرض ، الحب الكره السعادة الشقاء الصدق الكذب الأبيض الأسود الحلو المر ........ وهكذا ، ولكن في الشعور بمعاني الأشياء ، ليس بالضرورة أن نتذوّقها أو أن نلامسها ، ففرق كبير ما بين وجود الأشياء وما بين ملامستها لكي نصل إلى معانيها ، وهنا أقول أننا يكفينا إدراك ماهية الأشياء وطبيعتها سواء عن طريق الملامسة أو القراءة أو المشاهدة والإستماع لكي تتحقّق المعرفة بقيمة ومعنى الشيئ ، أما وجود النقيض فوجوده أو معرفة ماهيته تقودنا لتعزيز قيمة النقيض الآخر ، وسأضرب أمثلة في هذا الإتّجاه .
حينما أشاهد مسلسلا يحكي قصّة إبن يعقّ أبيه مع أن أبيه كافح وضحّى كثيرا من أجله وتعب وسهر الليالي على راحة إبنه ، هنا من خلال المشاهدة تحصّلت عندي معني القسوة متمثلة بسلوك هذا الإبن العاق ، وأيضا معنى الرحمة والحنان متمثّلة بسلوك الأب .
أيضا حينما أطالع قصة رومانسية وأغرق في تفاصيلها وأندمج معها ، أكون قدتحصّلت على مشاعر الحب والغرام ومعانيهما من خلال أبطال هذه القصّة ،أيضا عندما أجلس في مجلس وأستمع إلى حديث أحدهم وهو يحكي واقعة مؤلمة حدثت مع شخص ما ، فهنا أيضا أشعر بمعني الألم .
كل ما أعنيه هنا أنه يكفي أن تكون من حولنا الأشياء حتي ندرك قيمة الأشياء المعاكسة ، فالسعادة يمكن أن نشعر بمعانيها دون تذوق طعم الشقاء ، ولكن وجود الشقاء في محيطنا يعطينا ويوضّح لنا قيمة وأهمية السعادة في حياتنا ، وفي الألم يكفينا معرفة ماهية الألم وأي فعل يقوم به على النفسي والبدني لنا حتي ندرك قيمة وأهمية الصحة اللتي نعيشها .
أما عن أن الحياة خلقت بذوقين أحدهما حلو والآخر مر ، لا وجود للواحد دون الآخر ، هنا أقول أن وجودهما التكويني في هذا الكون ليس ملزما في الأخذ بهما على السواء حتي يتذوّق معانيهما ، ونحن دائما نبحث عن الفرح والحب والسعادة ، فهل ينبغي علينا أن نتألم ونكره ونشقى لكي نحصل على معنى الفرح والحب والسعادة ؟
أرجو أن تكون الفكرة قد إتّضحت حتي يكون التوافق كاملا بإذن الله ،تحياتي لك ، وأنتظر رأيك ، ودمتم بود وسعادة .

عادة لا أحب الاختلاف مع الناس خاصة إذا كانوا مثقفين وأفكارهم عميقة ومتبحرة، ولكن ليس من طبعي النفاق ولا قول ما لا أعتقد؛ وآمل أن تتقبل اختلافي معك كما تقبلت اختلافك معي، فالاختلاف كما يقول المثل لا يفسد للود قضية.


إذا أرى أن هناك فرقا بين أن نعيش الحياة وبين أن نقرأ عن الحياة، بين أن تمر علينا ساعة ألم وبين أن نمضي المساء نستمع الناس يشكون آلامهم، وسأستشهد بحادث صغير مررت به : كنت وإحدى صديقاتي مقربتين جدا ويجمع بيننا ذات التفكير وذات المبادئ من الحياة، كانت تمر بأزمة عاطفية وكنت دوما أعارضها في طريقة تفكيرها أو لنقل بكل صراحة لم أكن أفهم ما كانت تمر به رغم أنها كانت تطلعني على كل التفاضيل، ولكن لأني لم أمرر في حياتي بمثل ما مرّت به لم أستطع أن أقتنع بأن تصرفها طبيعي وعادي، ولم يشفع لي في ذلك لا الأفلام والمسلسلات ولا الروايات التي اطلعت عليها ولا غيرها، كان علي أن أنتظر مرور بعض السنين لأعود إليها وأقول لها أخيرا فهمت ما مررت به وقد فرحتْ كثيرا لأني توصلت أخيرا لتجسّد الأحاسيس التي كانت تعاني منها .


كيف ذلك ؟ لأني عرفت في الأخير أن الارتباط العاطفي حالة يجب أن تعيشها لتفهمها وقد عشتها وفهمت شيئا منها. وأظن أن الأمر ينطبق على الكثير من الأشياء في الحياة.


وأعطيك مثالا آخر يتصل بالذي قلته لك في المرة الماضية : الذوق الحلو والذق المالح، تخيل أنك لم تتذوق أحدهما من قبل ويُطلب منك أن تتصورهما أجبني بصراحة هل ستنجح؟ شخص لم يذق في حياته الملح هل يستطيع من خلال الوصف الذي نقوله له أن يتجسّد هذا الطعم ؟ هو حامض والكثير منه مر ... لا . لا أظن. ولكني أنتظر موقفك من القضية وأظن أن النقاش سيطول بيننا فمرحبا أخي المحترم وبآرائك المفيدة .









رد مع اقتباس