أيها الإخوة السلام عليكم ورحمة الله
أشكر الإخوة على مشاركاتهم واهتمامهم ؛
وأقول لأخي أبي إبراهيم ، نعم صدقت يا أخي إنّ الاستشهاد بما في كتاب المواقف يلزم منه إثبات الكتاب للأمير .
وأنا أَلزَمْتُ بذلك كل من يصر على نسبة الكتاب للأمير . فالشيخ محمد نصيف وغيره عندما يقولون إنّ الأمير ألّف كتاب المواقف ، يلزمهم من ذلك أن يقبلوا كلامه فيه ، لا أن يأخذوا أشياء ويتركوا أشياء أخرى!
وأنا لا أتعصب للأمير أبدًا ، وإنما لا أقبل أي كلام غير منضبط أو لا دليل عليه وخاصة إذا كان فيه تشويه لسمعة الأمير بغير حق . فلو أنّ المتكلّمين في شخص الأمير أتوا بحجج علمية قطعية على ادّعاءاتهم ، لما تجشّمت عناء الرد عليهم . ولكن الاتهامات التي ألصقوها به إنما مصدرها الأوهام أو الاستدلال النظري الفلسفي! وهذا أمر مرفوض .
يعني هم يقولون : الأمير صوفي إذن هو يحب ابن عربي ، إذن هو على مذهب ابن عربي ، إذن هو يكره كل من يخالف ابن عربي ، إذن هو يحرق كتب ابن تيمية!!!
وهذا كلام غير مقبول عقلاً وشرعًا ، وإنّ استعمال مثل هذا التفكير سيكون له آثار وخيمة في الحكم على الرجال!
وأنا في الحلقة الأولى من ردّي أتعرّض للحديث عن واقعة بعينها وهي اتهام الأمير بإحراق الكتب التي ترد على ابن عربي ، وإحراق كتب ابن تيمية وابن القيّم أيضًا. وليس غرضي الآن الحديث على عقيدة الأمير أو انتمائه لأي مدرسة ، وهذا أمر سأتعرض إليه إن شاء الله في الحلقات القادمة .
المهم في الموضوع أنه لا يجوز لأي شخص أن يُلقي الاتهامات على الآخرين وبخاصة العظماء منهم هكذا بالتشهي .
فمثلاً معلوم أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان محبًّا لابن تيمية متمسّكًا بكتبه ، فهل يجوز لأحدٍ ما أن يقول إن ابن عبد الوهاب كان يُحرق كتب ابن حجر الهيتمي أو الحصني أو السبكي؟!!
لا يجوز هذا أبدًا ، وهذه الطريق هي التي أنتقدها وأحذّر من استعمالها أو التعويل عليها.
وأشكر الأخ محمد أبو عثمان على مشاركته ، وأقول : يا أخي ثبوت نسبة كتاب المواقف للأمير أو عدمها ، لا يثبت الاتهامات الموجهة للأمير .
فالمقال الذي أردُّ عليه ـ ضمن الحلقات التي ستأتيكم ـ اشتمل على عشرات التهم الموجهة للأمير عبد القادر ، منها (ادّعاء النسب الشريف ، السعي للوصول إلى درجة القطبية ، حب المال والسلطة ، العمالة لفرنسة ، الماسونية ، السعي لهدم الخلافة العثمانية ، تنفيذ المخططات الأجنبية ، السعي لهدم الإسلام ... وغيرها) وليس لصاحب التهم أي مستند علمي .
وإنما انطلقَ من مسألة أنّ الأمير صوفي يحب ابن عربي إذن يمكن أن تلصق به كل تلك التهم ، وهذا جنون!! والمشاهد أنّ هناك شريحة من الناس وفيهم من يكتب ويؤلّف ، صاروا يتّهمون الصوفية بكل نقيصة ويجرّدونهم من كل فضيلة هكذا دون أي دليل ، فقط يكفي أنهم صوفية.
وأنا لست صوفيًا ولا أقبل بانحرافاتهم ، بل وأردّ عليها ، وأكتب وأنشر تلك الردود . ولكنني لا يمكن أن أظلمهم أو أتّهمهم بالبهتان . وهذا محرّمٌ شرعًا علينا جميعًا!!
على كل حال الحديث عن كتاب المواقف له حلقة خاصة ستأتيكم إن شاء الله ضمن الرد على الشبهات والتهم التي يوجهها صاحب مقال (فك الشفرة الجزائرية) وأمثاله ، للأمير عبد القادر.
فأرجو أن تتابعوا سلسلة الحلقات إلى نهايتها . بارك الله فيكم
أخي أبا إحسان جزاك الله خيرًا وأحسن إليك ، وأعتق رقبتي ورقبتك من النار .