أنت لم تخطئ يا أخي التعبير و العنوان من أبلغ ما يكون ، فالعربية و العبرية بنات عمومة ، و كلاهما من اللغات السامية ، على أن اللغة العبرية ماتت أو كانت قاب قوسين أو أدنى من ذلك فعمل اليهود على إحيائها و بذلوا لذلك جهودا جبارة ، ترجمة و بحثا و توظيفا .... لدرجة أننا يمكن تصنيفها في المرتبة الأولى عالميا إذا قسناها بالمعايير التي تقول : اللغة تحيا بحياة أمتها و تموت بموتها ، و تزدهر بازدهار مستعمليها و تندثر بإهمالها ...فعلى اعتبار أن اليهود هم القوة الأولى في العالم -أعجبنا ذلك أم لم يعجبنا- فمنطقي جدا أن تكون لغتهم الأولى حتى و إن بدا غير ذلك ...
إذن ما يحدث للعربية اليوم هو تحصيل حاصل لا أكثر ، فحين كانت الأمة الإسلامية في أوج عزها كانت اللغة العربية هي لغة العلم و إليها تترجم العلوم و منها تنقل إلى اللغات لأخرى ، و حين دارت الرحى على العرب تراجعت العربية إلى الخلف و أفسحت المجال لغيرها من اللغات التي أخذت تنافسها في ألسنة بنيها!!! و لعل أغرب ما نسمعه من بعض ضعاف النفوس قولهم إن العربية قاصرة عن مواكبة التطور التكنولوجي فهلا صنعوا آلة و سموها بالعربية ؟؟!!! هل اللغة هي التي صنعت السيارة و الطائرة؟ اللغة العربية فيها من المفردات و المشتقات و التصاريف الشيء اليسير الذي يسمح بالتعبير عن أي شيء يكون من بنات أفكارنا طبعا .
الحديث عن العربية ذو شجون و لو واصلنا ما انتهينا ... و يعجبني في هذا المقام قول الثعالبي " من أحب الله أحب رسوله المصطفى عليه السلام، و من أحب الرسول أحب العرب ، و من أحب العرب أحب اللغة العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العرب و العجم "
بارك الله فيك أخي على الموضوع