منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - عالجولي هذا الموضوع ........رجاءا إلى أساتذة الفلسفة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-05-01, 22:27   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ترشه عمار
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ترشه عمار
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24







ترشة عمار - ثانوية حساني عبد الكريم





يقول هنري بوانكاري: " العلم ليس في الوقائع بل في نظامها أو في العلائق التي تربط بينها "أثبت صحة الأطروحة.





نعم...صحيح....القانون..هو الربط بين ظاهرتين او اكثر في علاقة رياضية ثابتة...خاصة ونحن نعلم بانه لاعلم الا بقياس.. او قل بان القانون لن يدخل صفة العلمية الا اذا كان كميا...ومن هنا نتفهم سياق مقولة بوانكاري الفيلسوف الرياضي ذو النزعة العقلانية في العلم...الذي رجح كفة السببية و القانون..بدل من الملاحظة و التجربة الحسية التي لم يمنحها الاهمية في تشكيل الحقيقة العلمية..

لقد أفضت العلوم المعاصرة في القرن العشرين إلى اكتشاف ظواهر و علاقات ميكروسكوبية يصعب تحديدها كأشياء لها خصائصها المميزة الثابتة نسبيا، و يتعذر تعيينها في الزمان و المكان، و ظهرت نظريات جديدة ( مثل نظرية النسبية لأنشتاين) لا تعتمد التجربة المخبرية بمفهومها الكلاسيكي، و لكنها تتوصـــل الى نتائجها عن طريق المعادلات و الخطاطات الرياضية المجردة، فلم تعد التجربة مرجعا لأختبار صدق الفرضيات أو كذبها، و لا منبعا للنظريات، لأن النظريات أصبحت عبارة عن إنشاءات عقلية حرة

و من هذا المنطلق أكد *ألبيرت اينشتاين* أن الإبداع العقلي هو الأساس النظري للفزياء المعاصرة. فالنظرية هي نسق تتكامل فيه المفاهيم و المبادئ الصادرة عن العقل، و لا يكون للتجربة إلا دورا ثانويا يكمن في مطابقة القضايا الناتجة عن النظرية، و توجيه العالم إلى اختيار بعض المفاهيم الرياضية التي يوظفها، في حين أن العقل هو الذي يمنح النسق بنيته، على نحو رياضي خالص. إذ يقول اينشتاين : - ان المبدأ الخلاق في العلم لا يوجد في التجربة بل في العقل الرياضي -

يرى * دوهيم * أن النظرية الفزيائية هي " نسق من القضايا الرياضية المستنبطة من عدد قليل من المبادئ" إذ أن تناسب النظرية مع التحليل الرياضي عموما هو احد المعايير التي تؤكد عمليتها ، و لذلك يشترط فيها أن تكون الفرضيات و التعريفات التي تنطلق منها محددة بشكل واضح، و أن تخضع لتناسق منطقي باحترام مبدأ عدم التناقض سواء بين حدود كل فرضية، أو بين الفرضيات المعتمدة في النظرية ككل، كما يشترط في النظرية معيار التناسق بين مختلف المبادئ و الفرضيات التي تقوم عليها حسب قواعد التحليل الرياضي، و تتخذ التجربة في الأخير لكي تقارن مع القضايا المستنبط رياضيا ، للتأكد من مدى صحتها أو خطأها.

لقد اقتضت ضرورة التطورات الطارئة في العلوم المعاصرة إعطاء العقل و التجريد الرياضي مكانة متميزة في مواجهة النزعة الإختبارية الكلاسيكية ، مع ذلك سيظل التجريب حاضرا بقوة في مناهج العلوم، مما فرض ضرورة إيجاد إطار نظري يحدد العلاقة بين التجربة /الواقع و النظرية / العقل. و في هذا السياق جاء الإبستمولوجي الفرنسي * غاستون باشلار* بمفهوم العقلانية المطبقة ، و هي عقلانية يتم فيها تركيب دقيق بين العقل و الواقع، فالتجربة كما تصورتها المذاهب التجريبية كمصدر وحيد للبناء النظري للعلم أصبحت متجاوزة، و العقل كما تصورته العقلانية الديكارتية كمستودع للأفكار قبلية، معزولا عن الواقع بذاتة صار طرحا متجاوزا أيضا. لأن العقلانية العلمية هي عقلانية مطبقة لا ينفصل فيها العمل التجريبي عن النشاط العقلي، حيث يتحدد العقل العارف مشروطا بوضوح معرفته لكي تكون النظرية العلمية نتاج حوار دقيق ووثيق بين العقل و الواقع.




اذن....السؤال...في اعتقادي...يطالبنا بالدفاع على النزعة العقلانية في العلم..و اسقاط النزعة التجريبية الحسية عنه
بمعنى ان المعرفة العلمية ليست انعكاسا للواقع و التجربة الحسية و انما بناء عقلي نسقي منسجم.....والله اعلم

في انتظار تدخل الاساتذة....













رد مع اقتباس