منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - التصلّب والتمدّد .... جولة بين السّنون
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-05-01, 00:58   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
نسيم المؤمن
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزبرجد مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزبرجد مشاهدة المشاركة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كيف الحال والأحوال أخي الزبرجد ؟
إن شاء الله على أحسن ما يرام

لما قرأت موضوعك تذكرت كلاما كثيرا كنت قرأته- فيما مضى - بهذا الخصوص فارتأيت أن أنقله كتمهيد لسبر أغوار هذا الموضوع :
إن امتلاك السلطة الأخلاقية، التي تعطي الحق لصاحبها حتى يتكلم عن المبادئ والأخلاق والقيم، يجب أن تنبع أساساً من التزام طوعي، وعلى المستوى الشخصي أولاً وقبل كل شيء، بما يتكلم عنه ويدعو إليه. فلا معنى حقيقي لمفردات الكلام، فيما يخص المبادئ والقيم والأخلاق، إذا أتت من إنسان يناقض فعله قوله. وأي قيمة للأمانة إذا تكلم عنها الخائن؟ وأي قيمة للشرف إذا تكلم عنه اللص؟ وأي قيمة للإنسانية إذا تكلم عنها المجرم؟ وأي قيمة للحق إذا تكلم عنه المغتصب؟ وأي قيمة للنزاهة إذا تكلم عنها المرتشي؟ وأي قيمة للورع والتقوى إذا تكلم عنهما العاهر؟ وأي قيمة للإستقامة إذا تكلم عنها السفيه؟

ذكرتني هنا بمثال : تنهانا أمنا عن الغيّ وتغدو فيه


فالكلام، كمفردات، من وجهة نظر متلقيه يحمل وجهين دائماً على حسب حال قائله، إما ذو محتوى يحتمل القناعة أو الرفض، أو أنه يدعو إلى الضحك والتبسم والإستهزاء بقائله. هو يدعو للقناعة أو الرفض إذا أتى الكلام من إيمان ينعكس على حال صاحبه وتصرفاته ومواقفه، وإلا هو مدعاة للإستهزاء والسخرية لأننا نعرف حينها أن صاحب هذا الكلام يحاول خداعنا واستغفالنا. بل الحقيقة هي أنه عندما يخالف قول أي إنسان فعله، ثم يحاول أن يمارس علينا دور الواعظ أو المرشد أو المعلم أو المصلح، فإن هذا وجه من أوجه الإهانة للمتلقي، لأنه يحتمل افتراض “محدودية الفهم” لمن يستمعون له، أو الإفتراض بأن المستمعين من السهل عليه استغفالهم، أو ربما أن ذاكرتهم قصيرة لا يدركون بها من الزمان الماضي إلا النزر اليسير.




إذا سلمنا أن الخطاب الملقى أو الفكرة المطروحة تحتمل دلالتين لدى المتلقي حسب ما أوردتها
بحيث جمعت بين القناعة أو الرفض في باب أول ينبثقان عن ذهن المتلقي و تترجمه ردّة فعله سواء بالإيجاب أو الرفض
وفي باب ثان تكون ردّة الفعل معاكسة للمعنيين الأوليان بحيث يكون التجاوب منعدما و مقرونا بالسخرية ولم لا الإسنهزاء وربما حتى الرثاء لحال الملقي و هذا لاعتبارات ذكرتها آنفا إلى هنا هذا ما أوردته
فلنرجع رويدا رويدا إلى ما جعلته في باب أوّلي لمّا قرنت القناعة والرفض في محتى واحد
أخالفك الرأي قليلا في هذا التقسيم وذلك في الجزئية السابقة والأصح حسب رأيي الشخصي ولك المخالفة في ذلك إن أردت
هي أن الخطاب أو الحديث إن صدر من الملقي فهو ينتظر منه أن يحتمل على شقين لا ثالث لهما
إما القبول والقناعة أو الرفض
أما لدى المتلقي فيحتمل على ثلاثة أوجه كما عرّجت أنت عليها في قولك مع تغيير طفيف بجعل القناعة في باب متفرّد بمعزل عن الرفض , فيصبح محتوى الكلام من وجهة نظر المتلقي يحتمل ثلاثة أوجه : إما الإقتناع و إما الرفض و إما السخرية والإستهزاء
واقتناع المتلقي هنا أيضا يكون له وجهين
إن اقتنع مع الإثبات بالحجج الدامغة فلا غبار هنا
أما إن كان ممن يهز رأسه لأعلى و أسفل دون وعي فهذا مميع في فكره متردد في رأيه مهزوز المباديء , فهمه النقدي سطحي , سهل على غيره القيام بعملية غسيل لقيمه واستبدالها
كذلك الرفض إن نتج عن مخالفة و تضاد في الآراء مع احترام وجهات النظر لكل من الملقي والملقى إليه فلا غبار كذلك
أما أن تكون المخالفة لأجل المخالفة أو لأجل { خالف تعرف } فذلك التعصب بعينه وشحمه وعظمه ولحمه
وهناك أيضا نوع آخر من المخالفين والرافضين لفكرة الملقي ولكن ذلك لغاية في نفس يعقوب و تستطيع القول لإعطاء واصباغ الشرعية على كلام ملقيهم ؟؟؟؟؟؟؟؟
أما رد فعل المتلقي أو الملقى إليه بالإستهزاء والسخرية من كلام الملقي إذا إكتشفوا استغفالهم أو استصغارا لهم واحتقارا منه كما بيّنت أنت أخي الزبرجد لا ينم إلا عن وعي منهم وجهل منه فكلامه مفضوح المعالم أمامهم


المبدأ هو دائماً إنعكاس لموقف. لا تصدق أي إنسان يتكلم عن مبدأ ثم يجيز لنفسه أن يفتئت عليه أو يهمشه أو يعيد تعريفه أو تعريف حدوده، لأنه في هذه الحالة هو كاذب منافق أفاك. لا أعرف لهذه القاعدة استثناء، وإلا لأصبحت كل مبادئنا وقيمنا ومعايير أخلاقنا لا تُمثل إلا كتلة هلامية مائعة تتشكل على حسب الإناء التي توضع فيه، ولا يزيدها ميوعة وهلامية إلا درجة حرارة المحيط التي تعيش فيه، فكلما زادت حرارة المحيط ازدادت ميوعة وهلامية، وأية مبادئ هذه، وأية قيم؟



المبدأ قلت انعكاس لموقف و أنا أراه عقيدة راسخة لا يمكن التنازل عنها قيد أنملة , فإن حيد عنها أول قبل المساومة بها أو رضي بالتنازل عنها ..... لا يفعلها إلا المنافقون المتميّعون الش.....
إذا قبل يا أخي تهميشها أو إعادة تسميتها هنا لا تصبح لا قيم ولا مبادىء ولا هم يحزنون , ودرجة الميوعة تكون بقدر المحافظة عليها , فإن كانت المبادىء والقيم ثابتة راسخة صلبة قلت الميوعة تدريجيا حتى تنعدم ..... ولم لا !!!!!
أما كانت مهزوزة متقلبة فالصمت أبلغ الحديث
فإن طلبت رأيي في مدى تأثير تلك الأفكار البائسة سواء كانت من المحيط الداخلي أو حتى الخارجي على درجة المبادىء فإني أكاد أجزم لك بأنها تتلاشى شيئا فشيئا


كما ارتأيت أن أختم مداخلتي الأولى بهذه القول:

لا خير في فكرة لم يتجرد لها صاحبها، ولم يجعلها ردائه وكفنه، بها يعيش وبها يموت

نعم ما قلت : وأن لا يقبل المساومة عليها هذا إن كانت غير قابلة لإثبات النقيض , وإلا كنت متعصب الفكر, إلا إذا كنت ترمي إلى غير ذلك ممّا فهمته و استأثرت به لنفسي ولك مني عليه احترام وإجلال ومساندة ودعم


بارك الله فيك أخي نسيم على الموضوع الجوهري ولي عودة أو أكثر عن قريب ان شاء الله

وفيك بارك الله أخي الزبرجد ومرحبا بك وبأفكارك النيّرة وطرحك الراقي




والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته









رد مع اقتباس