هناك طائفة من الناس كالبعوض لا تعيش إلا في مستنقعات الحياة ....
يقضون بها أيامهم فإذا ما حل الليل واقرب المساء اقتربوا من شاطئ الفانية رافعين رؤوسهم متمتمين بكلام هو إلى الفوضى والضجيج اقرب ....
صديقتي من هذا النوع الذي يرفرف حول أذنك بنغمة تافهة شيطانية ....
والله لقد مللت الكلام وتاهت مني الكلمات في زحمة الأفكار ....
كلما صورت لي نفسي أنني تقدمت خطوة وجدت أنني أعود إلى نقطة الصفر .... كلما حاولت أن أزيل النقاب عن حقيقة هذه الفتاة ....أصابتني الدهشة وأحاط بي الغموض والشك في كل شيء ....
انها تلاحقني بأفكارها مهمهمة حول رأسي محدثة قرقعة داخل تلافيف دماغي ...
انها في الأثير من حولي عبثا أحاول نسيانها انها خضراء الدمن كما وصفها الرسول محيطها ملوث بأكمله أب يلهث وراء المال وفي سبيله يضحي بالغالي والنفيس ، أم تخلت عن واجباتها ،عمة مصابة بالهلوسة وتعتقد بصدق التنجيم وهي من دفع بالفتاة إلى أحضان التنجيم والمسيحية ومنها فتحت عليها باب المخدرات ....
نعم المخدرات ....كيف تتحصل عليها ؟؟؟ ما نوعها ؟؟؟؟
مؤخرا أصبحت كثيرة التقلب فرح وضحك يعقبه انكماش على النفس وانطواء ...تصاب في أحيان كثيرة بحالة غريبة تصلب وبكاء وعدم تحكم في اليدين وارتعاش في الجسم ...حدث لها هذ مرة وكنت معها في الساحة طلبت منها أن تشهد أن لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله فلم تتمكن من نطقها ... قلت لها :اقرئي المعوذتين فلم تتمكن من ذلك ...
اكتفيت بترتيل بعض الآيات لتهدأ ....كانت تبدو كمن به مس من الشيطان ترتعش والعرق يتصبب من وجهها رغم برودة الجو ...
عرفت أن ما يصيبها بسبب المخدرات وتشغيلها للأرواح الشريرة ....
كل يوم أجدها تغرق في الأوحال ...وتزداد اقترابا من النهاية المحتومة ....
أمها عاشت في ملجأ فاقدة لحنان أبويها وهما على قيد الحنان ...
أحس أن عقلي تحجر وأفكاري تجمدت ولم يعد قلمي يطاوعني جف حبره وهربت منه الكلمات........................