منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - قصة واقعية والله اغرب من المسلسلات المكسيكية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-06-25, 18:31   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
feryale
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية feryale
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحياة
.................ما شربنا كأسا من العلقم المر الناقع إلا وجاء بعدها الفرج وتحولت مرارتها عسلا وشهدا ...
ما صعدنا جبلا شاهقا أشما إلا وجدنا بعده سهلا جميلا اخضرا يسر الناظرين ...
ما أضعنا صديقا في ضباب الحياة الكثيف إلا وجاء الفجر المبتسم الضاحك يبشر بغيره ....
كم حاولت أن أخفي ألمي وشقائي بهذه الصديقة فلم أفلح ...
قررت أن أواجهها لأبين لها أنها كاذبة غير صادقة تعدني بالتغير والتبدل وهي في كل حين تبدل جلدا كثعبان أمرد ...
ان ما أراه منها ليس إلا قناعا يخفي حقيقتها وغمامة تحجب عني شمسها وما تقوله من كلام ليس إلا طنطنة تشوش بها على أذني حتى لا تسمع الحقيقة ...
إنها تنشد في أوقات الندب وتندب في سويعات الفرح والنشوة ...
تتولى صفعات حقيقتها ... إنها مسيحية إنها تتناول المخدرات ...إنها تدرس في العاصمة التنجيم والسحر والشعوذة في مدرسة سرية تضم أجانب من جنسيات متعددة .... سحر شعوذة يا الهي ِرحمتك وغفرانك ........ إنها تدعي معرفة أشياء كثيرة ....وتدعي انها لا تطبق علمها هذا إلا في النفع .....؟؟؟؟؟
انها تقرأ بالمراسلة وفي الصيف تحضر الامتحانات وهي في السنة السادسة تنجيم ...
أصبحت الأولى على دفعتها ....
البارحة الذكرى الأولى لوفاة زميلها بمرض السيدا ....هل تعلم أسرتها بدراستها لهذا العلم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل يحضرونها لتعمل كمنجمة لملإ رؤوس الناس بالخرافات والأباطيل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لست ادري ......
هل أكمل ؟
أم انتبه لدراستي فهو انفع و أفضل وأجدى لمستقبلي ....
أمي ترى أنها ميئوس منها ......َخاصة أن بيئتها ملوثة ...فقد علمت أن والدها كان يضرب والدتها ضربا مبرحا حتى تصبح كلها زرقاء ...
هذا كلام سمعته من الجيران والعائلة كلها عنيفة فعمها عمل نفس الشيء مع زوجته وقد غادرت البيت هي ايضا ...ولها ثلاثة اعمام كلهم يسكنون مع بعضهم البعض ....ومازال الزمن كفيل بتوضيح المزيد ...
لو أتيح لكم رؤية الفتاة ستتعجبون مما أكتبه فهي تبدو هادئة هدوء ليل هادئ مخيف ساكنة سكون الموتى ...
فلا نغتر بمظهر الشخص فهو ليس عنوانا لطويته وسريرته ....
نفسي كغصن أثقله الجنى كعشب أثقله الندى ...إنها طافحة بهم عظيم فهل منكم من يملأ قفته ويخفف عني هلا أحضرتم كؤوسكم وتناولتم معي بعض ما أشرب وأتجرع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سرت في واد الحياة وقد غمرته الأنواء وحلت بساحته الأوحال محاولة العبور دون جدوى فمنسوب المياه في ارتفاع ، والريح تعوي وتولول .
قصة هذه الفتاة تجعلني أحس بألم يعتصر الفؤاد ، وحيرة تجتاح الكيان وبتساؤل متكرر يلح على الشفاه .
هل أنا على حق ؟ أم أني في ضلالة أصول وأجول ؟
هل سأتمكن من إصلاح فتاة أفسدها الدهر وتعاونت كل أيدي الشر على العبث بفكرها ، فابتعدت بخطوات واسعة عن دينها وضلت طريقها مع والدين لا يدركان قيمة الأبوة والبنوة ...
بالأمس كانت تتمايل في الساحة تمسك بالجدار لعله يكون ارحم من والديها .
تكئ عليه واجفة راجفة لعل برودته تذكرها ببرودة أم وصلابته تشير لقسوة أب بلا قلب بلا رحمة بلا مشاعر إنسانية ...
كيف تركوا فلذة كبدهم تجوع للحنان ؟
وتفتقد للرحمة فتبحث عنها في عالم المخدرات وتناول الأدوية وهي لا تزال برعمة فوق غصن الحياة الذي مال نحو الأسفل وهو يكاد يسقطها جثة هامدة ...
بالأمس كانت مريضة جدا تمسك قلبها بيمينها وتجر حقيبة أحزانها وراءها محاولة أن لا يراها أحد ....
انها تسحب آلامها وتتوارى عن الأنظار شيئا فشيئا ...
بالأمس أحضرت لي زهرة ...
قالت : انها زهرة الرمال حافظي عليها اغرسيها في الرمل واسقيها ... ستكبر .... هل ريت زهرة من رمل تكبر ؟ في الحقيقة تعجبت كثيرا .....
قالت لي : أنها تكبر وتفهم أنا أحدثها وهي تسمعني ...
سقطت دمعة تدحرجت على خدها البارد وقالت : أ حسد كل فتاة حين أراها تحدث والدتها ...
ثم أضافت قائلة : أبي يفكر في إرجاع أمي إلى البيت وأنا لا أريد لأن أبي لم يتغير .... انها لن تكون سعيدة معه لأنه يسبب لها الكثير من العذاب .... كما أن جدتي ترفض الفكرة ...
أقول لكم بصراحة لا اعرف ما أصدقه وما أكذبه ...
مالحقيقة بالكلام بل بسر ينطوي تحت الكلام ....
.........................يتبع