وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
والله الحمد لله , يسال عليك الخير أخي حمزة
لكني أعتب على أولئك الذين يشاهدون ولم
يتركوا ولو ردا سواء للمناقشة أو للنقد أو مابدى
لهم
لنبدأ بمصطلح التميّع أو التمدد أو الرخوة الذي
مع توالي الأحداث وترادفها أصبح علامة مسجّلة للجيل الحالي
نظرا لمؤشرات و مدلولات ما فتأت أن صارت آيات بيّنات
ولا مجال لمقارنته بالليونة أو حتى الإنفتاح
بمفهومه الإيجابي حتى ولو كانت الوجه الثاني لنفس العملة
ولنعرّج لآثاره على الدّين وهل للغرب يد فيما سلف ؟
وطريقة الإستغلال ــ التي لوّحت بها ــ لهذا المصطلح الذي ما انفك حتى تأصل ؟
مما لا يخف عليك يا أخي أن الإسلام يعد القلب
النابض للأمة بغض النظر إن كانت تساير ركب التطور والتحظر أو كانت من
{ المتسلحفين } بين قوسين , أو مستظلة بظل التخلف
مع أنّه لو اتّبعنا تعاليم ديننا بحذافيرها لبلغت
حضارتنا عنان السماء ولك على ذلك خير مثال الدولة العباسيّة
ولعلمهم بقدره على عكسنا طبعا كالوا لنا
المكائد و تكالبوا علينا بضربنا في أكبر الركائز
بل وصبوا جم اهتماماتهم لتعرية هذا الجيل من
قيمه ومعتقده والهدف طبعا التمييع والتضليل
ولا يخفى عليّ وعليك سياسية التنصير والتي ما
تأتت إلا بعد مشاريع التضليل , كالأضرحة والزوايا
المنشأة على رفاة الأولياء الصالحين , وغيرها من
الإستراتجيات المتبناة لتشويه صورة الإسلام في الخارج وبقدر أكبر في عريننا ومعقلنا
وربطه بالإرهاب و الرجعية و التشدّد وما إلى ذلك
فميّعوا الشباب بحجة الإنفتاح ولكنه أقرب إلى الإنسلاخ
فكيف بالله عليك لجيل هدّت مقوّماته وصُوّبت للصميم وأقصد الدين واللّغة
وما لحقهما من تعرية حتى صارا أو صُيّرا مبعثا
للإستحياء من ذكرهما لدى المتميّعين
أن يذود عن حوضه وهو أعزل هذا إن لم نقل للشرك أقرب إليه من الإيمان
حتى لدى استماعك لحديثه لا تكاد تميز بأيّ لغة يلهج لسانه
وبالرغم من كل ما سبق فلنا نصيب مما آل إليه
المآل فمن حصّن نفسه
وهذّبها و استمسك بعراه وعضّ على مبادئه و قناعاته لما مسّه فيح غزوهم الثقافي و الدّيني
وكذلك سياسة التهميش و الحقرة و النفور من الواقع المعاش لإنها أدعى لإن تستغل من قبلهم و بالفعل قد تمّت
أمّا ما أسلفت في أنّ الجاهل صعب الميراس ورافض
لقبول الأفكار و الأراء
فهذا متعصب متشدد
فإن كان مثقّفا واعترته نزعة التصّلب في الرأي فلن ألقي باللوم على الجاهل حينذاك
وهنا يضاف إلى مرض التصلّب وباء آخر فتّاك ألا
وهو جنون العظمة فيرى
نفسه فوق الفوق والباقي دون الدون فكيف يقبل
رأي من يخالفه وهو أدنى منه بزعمه
أما إذا قبل الفكرة دون تنقيح منه ولا حتى اقتناع
فهو رخو الفكر مميّع الرأي متردد فيه
أمّا من يطالب بالحجج بحجة الإقناع في رأيي
الشخصي لا حرج في ذلك بل ذلك ما نروم بلوغه بعد غربلتها من الشوائب
عذرا على الإطالة يا أخي حمزة
وبوركت على ردّك الذي ينم عن بعد نظر
أما أن تعتبر ما جدت به خربشاة فهذا والله قمّة
التواضع منك
سرّتني أفكارك وأبحرت بين ثنايا معانيها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته