بِسْـم الْلَّـه الْرَّحْمَـان الْرَّحِيْـم
الْسـلَام عَلَيْكـم و رَحْمَـة الْلَّـه و بَـرَكَاتُه
فِلَسْطِيْن حِكَايَة الْأَزْمَان و الْأَحْقَـاب
جُمُوْع الْكُفْر فِيْك أَكْثِرُوْا الْخَـرَاب
قَـد دَمَّرُوُا الْأَرْض و عُقُوْلَا أَلْبَـاب
كَيْـف الْسَبِيْل إِلَيْك فَلازَلْنا أَعْرَاب
كَيْف أَلَّم بِنَا الْذَُّل و هَذَا الْمُصَـاب
بِتْنَا فِي أَوْطَانِنَا نَشْكُـوْا الْاغْتِـرَاب
*****************************
فالْمَوْلُوْد فِي زَمَان الْخِذْلان شَـاب
يَا رِجَـال الْنَّخْـوَة حَقَّقُوا الْأَسْبَاب
اطْـرُدُوا الْغَاصِبِيْن و أَوْلَاك الْأَذْنَاب
تَعَاوَنُـوْا عَلَى غَدَرْنَا كَأَنَّهُـم ذِئَاب
و هَـل تَتَّبِـع أَصْحَابِهَا إِلَّا الْكِلَاب
يَا عَجَبـا مِن مَـنْ يهَنَّأ لَه الْشَّرَاب
فَمَن خَـانُوْا الْعُهُود نَـالُوْا الْعِقَاب
و مَـن الخَانِعِيْن لَا نَرْتَجِي الْجَوَاب
هَيَّا أَعْلَوْا كَلِمَة الْحَق رَب الْأَرْبَـاب
و أَرْفَعُوا رَايَة الْإِسْلَام فَوْق الْسَّحَاب
و أُسَقُـوا بِدِمَائِكُم الْأَرْض و الْتُّرَاب
هَبُوْا لِنُصْـرَة الْإِخْوَان شِيْبا و شَبَاب
صُبُّوّا شُهُـب الْغَيْظ عَلْقَمَا و عَذَاب
أَنْزِلُوْا فِيْهِـم الْطَّعْن و الْقَطْع عِقَاب
فَأَهْل فِلَسْطِيْن لَنَـا إِخْوَان و أَحْبَاب
أَلَم تَرَوْا أَن الْأَُّسْـدَ بِزَئِيْـرَهَا تُهَاب
و فِي قُوَّة حُضُوْرِهَا تُبَـث الْـرُهَاب
قَد كَالُوْا الْتُّهَم و أَوْغَلُـوا الْإِرْهَاب
لَـم نَخْشَى أَبَدا الْحَرْب و الِاجْتِنَاب
و قَـد يُخْشَى مَوْج الْبَحْر و الْعُبَاب
لِصَـلَاح الْدِّيْن و عُمَـر فِيْنَا أَنْسَاب
مِن أَذَلُّوْا الْكَافِرِيْن و قَطَعُـوْا الْرِّقَاب
سَلَكُوْا الْسُبُل و ذَلِّلُـوا الْصِّعَـاب
رَاجِيَـن الْنَّصْـر و ابْتِغَـاء الْثَّوَاب
بِالْصَّبْر قَهَرُوْا و انْجَلَى لَهُم الْضَّبَاب
قَـد سَيَّرُوْا الْتَّارِيْخ فَأَثَارُوْا الْإِعْجَاب
*****************************
هَـذِه مَأْسَـاة فِلَسْطِيْن يَا أَصْحَاب
غَارَت الْعُيُـون و تِلْك الْأَهْـدَاب
أُرِيْقَت دُمُوْعُنَا و زَادَت الْانْسِكَاب
تَمُر عَنَّا الْأَيَّام و لِلْأَسَى فِيْنَا حِسَاب
*****************************
كَفـانَا تَبَاهِيَـا بِتَجْـدِيْدِهَا الثِّيَاب
فَظَنُنَّا فِي الْصَّحْـرَاء كَـان سَرَاب
هِي زِيْنَة الْحَيَـاة فَـلَابُد و الْذَّهَاب
إِلَى رِضَا الْرَّحْمَـان الْرَّازِق الْوَهَّاب
نَحْن لِلْمَـوْت و الْشَّهَـادَة طُلُاب
رَاجِيْـن مِن رَبَّنَـا جَنَّات و أَعْنَاب
فِلَسْطِيْن يَا سَـاح الْجِهَـاد رِكَاب
نَصْرُك قُدِّر مَحْتُـوم و لَـن يُشَاب
بَـدَّلُوْا أَو أَعْرَضُوْا تِلْك الْأَقْطَـاب
و هَنِّئُـوْا الْجَلاد و زُوِّدُوا الْإِطْرَاب
و انْتَظِرُوَا ثَوْرَة أَصْحَاب الْمِحْرَاب
فيُعِيْدُوْا الْكَـرَّة حِـزْب الْأَحْزَاب
و يطَارَدُوْا جُمُوْع الْكُفْر كَالَذُّبَاب
*****************************
أَكْثِـرُوْا الْلَّـوْم فَلَا نَخْشَى الْعِتَاب
لَا يُهمُّنَـا الَّـذِيْن يَنْهَقُون بِالْسَّبَّاب
فَأَهْل الْحَرْب سَنُّـوْا تِلْك الْحِرَاب
طَرَقْنَا كُل الْأَبْوَاب و لم نُبْقِي بَـاب
سَنُّوْا الْقَوَانِيْـن و قَـانُوْن الْغَـاب
حُرِّيَّـة تَعْبِيْـرُهُم تَجَـاوَز الْآدَاب
نَـادُوْا لِحُقُوْق الْإِنْسَـان كِـذَََّاب
فيض من غيض ألم بي لفلسطين الحبيبة