عجيري –الفيروزي من بلدية امخادمة- للمسار العربي-:
التهكم والسخرية فن يلازمني......
الفيروزيابن مدينة المخادمة شاعر متألق شذ عن غيره من الشعراء ،استطاع أن يصنعلنفسه اسما يزاحم به الكبار بفضل أسلوبه المتميز المتهكم الساخر وطرحهالجاد في تناول المواضيع الحساسة التي تغوص في عمق المجتمع ، يسير في صمتيأبى أن يزعجه أحد حين يلازمه شيطان الشعر ، وهو فوق ذلك شاب وسيم هادئومتزن ، بسيط في تصرفاته وحركاته يمشي الهوينة حتى يخال لناظره وكأنه مرهقبالهموم الثقال ، يأسره من أول حديث معه لعذوبة كلامه وخفة روحه ومزاحهالمملوء بالحكم ، التقيته ذات مساء بمدينة الجلفة على هامش لقاء أدبي،فكان كله هموم في هموم ، آهات وآلام لحال هذا الوطن وما ساقه القدر إليه، لحال هذا الفقير المعدم وما يعيشه ويعانيه من متاعب ومشاكل وربما جاءتكل قصائده وما جادت به قريحته على امتداد عقدين من الزمن تعبيرا صادقانابعا من عمق التجربة وما جسده ديوان – ميرالبلدية – لخير دليل على ذلك ،عن كل هذه المآسي والآهات التي باتت تسكن جسد وطن مثخن بالجراح – اسمهالجزائر- كانت لنا هذه الدردشة مع شاعر الحب والسياسة كما يحلو للبعضتسميته.....
المسار العربي:في البدء كان الكلام فمن يكون الفيروزي ؟.
الفيروزيهو مواطن بسيطمن مواليد مدينة المخادمة ولاية بسكرة سنة 1967 اسمه اسمه الحقيقي –الأزهرعجيري- يشتغل بمهنة التعليم منذ ما يقارب عقدين من الزمن ،يعيش في صمتكغيره من أبناء هذا البلد الطيب ، يسعى لشق طريقه وسط الأشواك والعقباتالموجودة على مختلف المستويات في جد ومثابرة ، حيث بدأت الكتابة الشعريةمنذ كنت طالبا بالثانوية أواخر الثمانينيات .
المسارالعربي:قد يتساءل القارئ عن كنية الفيروزي فماهو ردك ؟
الفيروزي: -يضحك- الحقيقة أن الفيروزي وهي كنيتي التي أحبها نسبة إلى امرأة علمتني الشعر وأسكنتني شيطانه تدعى –فيروز- .
المسارالعربي:صدر لك أول عمل تهكمي وساخر تحت عنوان –مير البلدية- لماذا المير بالذات ولم يكن شيئا آخر؟
الفيروزي:ديوان-المير- لم يكن وليد الصدفة أو الاعتباطية ولكنه خرج إلى النور بعد دراسة تحليليةلواقع مرير نعيشه بسبب ما آلت إليه تسيير مجالسنا البلدية عبر ربوع الوطنمن سوء تسير وظلم وقهر ورشوة وتبذير للأموال، وقد اخترت المير كعينة واضحةلا يختلف فيها اثنان ، حيث حاولت من خلال الديوان في لافتاته الثمانيةوالعشرين أن نجسد بعض المواقف في قالب ساخر ، وأنا أرى أن هذا الوضعالمقلوب لهاته المجالس التي من المفروض أن تكون قريبة من المواطن وفيخدمته ، يجب فضحه بأشياء أيضا مقلوبة ، لذلك جاءت هذه القصائد التهكميةالساخرة وربما بألفاظ غريبة وهذا ما حذا بي أن أكون حريصا على ممارسة لغةالمجتمع في التهكم على هؤلاء الأشخاص الذين ربما وصلوا إلى سدة المسؤوليةبضربة حظ فقط لا أقل من ذلك .
المسارالعربي:لماذا يرفض الفيروزي أن يكون ديوانه حفلة تنكرية ،أين ابتعد فيه عن الترميز أو أي قناع مستعار؟
الفيروزي:حاولتمن خلال ديوان المير أن أكون أكثر جماهيرية فهناك من اطلع على ديوان الميروظنه نداءا بلغة فصيحة ، وبالمناسبة أنا من هواة الشعر الشعبي وأكتبه ،لذا أٍردت أن أكون أكثر تجانسا وقريبا من القارئ ، هذا القارئ الموجود فيكل مكان وعلى جميع المستويات حتى محدودي التعليم والثقافة ، ولهذا ابتعدتعن الرمزية الموغلة في الغموض فكان ديوان المير ببساطة معانيه عميقا فيطرحها.
المسارالعربي:بعدصدور عمل الفيروزي –ديوان المير- في ظل تحد كبير وكذا - - دموع النخلةالعاشقة – هل اكتفى ابن مدينة المخادمة بذلك أم هما بداية لآفاق أخرىواسعة ومتجددة ؟
الفيروزي:في حقيقة الأمر لدي عدة أعمال مخطوطة تنتظر الخروج إلى النور حيث يوجدعندي ديوان تهكمي ساخر لكنه ليس عن المير هذه المرة ولكنه خاص بالفقراءوالضعفاء سميته –المعدمين- وقد نشرته عبر أسبوعية - رسالة الأطلس- يهتمبمشاكل المعدمين والمحرومين ولم يخل من لمحات سياسية ، بالإضافة إلى كل من : قصائد الوطن الجريح – نقع الجراح – من وحيها – أميرة العشق الأخضروأخيرا فيروز ملهمتي .
المسارالعربي:هل لك مشاركات ثقافية وماهي أهم الإنجازات التي حققتها كشاعر؟
الفيروزي:أنابطبعي لا أحب الضجيج وأميل إلى الخلوة والمتابعة من بعيد لأني أحب التأملالذي لا يعكر صفوه معكر ورغم ذلك فانا أشارك باستمرار في معظم الملتقياتالأدبية عبر الوطن ، حيث فزت بجائزة مهرجان محمد العيد آل خليفة الشعريسنة 1987 بالإضافة لنيلي جائزة مجلة القافلة السعودية سنة 1991 .
المسارالعربي:ماذا تمثل لك هذه الكلمات : الجزائر ، الثقافة ، الحب.....
الفيروزي:
الجزائر:بلد العزة والكرامة وأم الجميع
الثقافة :تنتظر من يأخذ بها بعيدا عن المناسباتية
الحب :نبض العفة وروح النفوس الصادقة
المسارالعربي:كلمة أخيرة ....
الفيروزي:شكرا جزيلا على هذا اللقاء الهادئ المتميز .
- صالح محمد- حاوره مراسل يومية المسار العربي بالجلفة -