(3). [تفرقة بين الدعاة: الصادقين و الكاذبين]
عند تفسيره على قوله تعالى: {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }.الآية؛ قال:
"ليس كل من زعم أنه يدعو إلى الله يكون صادقا في دعواه فلابد من التفرقة بين الصادقين و الكاذبين، و الفرق بينهما مستفاد من الآية بوجهين:
الأول/ أنَّ الصادق لا يتحدث عن نفسه ولا يجلب لها جاها ولا مالا ولا يبغي لها من الناس مدحا ولا رفعة، أما الكاذب فإنه بخلافه فلا يستطيع أن ينسى نفسه في أقواله و أعماله، وهذا الفرق من قوله تعالى {إلى الله}.
الثاني/ أنَّ الصادق يعتمد على الحجة و البرهان فلا تجد في كلامه كذبا ولا تلبيسا ولا ادعاء مجرداً؛ ولا تقع من سلوكه في دعوته على التواء ولا تناقض ولا اضطراب، وأما الكاذب فإنه بخلافه، فإنه يلقى دعاويه مجردة ويحاول تدعيمها بكل ما تصل غليه يده ولا يزال لذلك في حنايا وتعاريج ولا تزيده إلا بعدا عن الصراط المستقيم، و هذا الفرق من قوله تعالى: {على بصيرة}." اهـ
---