منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - يوميات مختزلة
الموضوع: يوميات مختزلة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-04-19, 00:43   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
سلمى عبدالله
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية سلمى عبدالله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



وأخيرا حضرت صديقتي كانت متعبة قالت أن ولدها لم يسمح لها بالنوم فهي من عملها كربة بيت إلى عملها الوظيفي تشتت أفكارها بين هذا وذاك كان باديا والتعب الذي رافقها طوال اليوم لم يسمح لها بتأدية عملها بشكل متقن، سألتها ذاك اليوم تلبية لفضولي ماذا لو كان زوجك قادرا على تلبية حاجياتك هل كنت ستواصلين العمل؟
قالت بالحرف الواحد أنا لو سألتني قبل سنتين ذات السؤال لقلت كلا ؟
ولكن اليوم أشعر برغبة في حضن أطفالي والبقاء معهم لفترة أطول تصوري أن طفلي ينادي للدادة ماما وأنا يلقبني باسمي فهي تقضي معه ثمانية ساعات باليوم أو أكثر بينما أنا أقضيها هاهنا بين جدران هذا المكتب أهتم بالأوراق والملفات.
للحظات أرغب أن أرمي كل شيء واتجه صوب عائلتي ألبي حاجياتهم هذا الشعور يراودني من زمن إلا أني أرفض أن أستمع إليه ربما لأني قررت ورأيت أن هذا أفضل بالنسبة لي.
و واصلت سردها المتقطع وهي محاولة أن ترتب الدفاتر قالت : إن المدنية الغربية لم تمنحني شيئا إلا تفككي الأسري إن المدنية الغربية استطاعت أن تبعدني عن أطفالي فلا أعلم كيف قضو يومهم جعلتني أصبغ حياتي بألوان الطبيعة وأفقد لوني.
صرخت ياااااا ما كل هذا يا سيدتي أنت تحاولين أن ترسمي لي نظرة وفكرا مختلفا للحظات كنت أعتقد أنك ستصرخين بوجه العالم أرفض هذا التطور وأريد أن أعود إلى عصر ما بعيدا عن هذا العصر والتمدن الذي يحمله ؟
أجابتني ابتسمي واضحكي لكن ستفكرين يوما ما في كلامي بجدية وواقعية أكثر
نظرت في عينيها وكان بريقا يحدوهما تساءلت كثيرا ثم قلت ألم تكن السيدة عائشة رضي الله عنها تؤدي رسالتها كمربية ومعلمة لماذا يحدث الآن العكس على الرغم من أننا نقول أننا في عصر التطور والتقنية فكرت قليلا وقلت محدثة نفسي أعتقد أننا لا نحتاج لتطور التقنية وإنما نحتاج إلى تطور في الأفكار والعقول
إن الذي دفع بنا نحن النساء إلى الخروج من بيوتنا والبحث عن وسائل العيش ليس بغية في تطوير الفكر وإنما البحث عن شيء استحدثه الغرب ومنحوه صبغة تسر الناظرين ولهذا فكرت وبحثت وأردت أن أرسم منهاجا جديدا بعيدا عن السفسطة والسفسطة بحد ذاتها هي نتاج فكر مختلف عنا فالسفسطائيون هم مجموعة من المعلمين الذين كان همهم الوحيد الاستفادة العملية العاجلة من أحوال الحياة العارضة بالاتجار بالعلم خاصة. حيث أنهم سمّوا أنفسهم المعلمين البلغاء أو معلمي الحكمة ثم خالفوا طرق التعليم القديمة والمألوفة كما بدّلوا أهداف التعليم نفسها من الجانب النظري المثالي المجهد إلى الجانب العملي الواقعي السهل على الأنفس.
هؤلاء المعلمين المتكسبين جعلوا من صفة المدح ذما وإننا نقول سفسطة ونعني الكلام الذي فيه تمويه للحقائق مع فساد المنطق. وأنا إن قارنت حال المرأة العاملة بحال هؤلاء المعلمين فأعتقد أن هذا الشبل من ذاك الأسد وهنا يكمن حسب رأيي الاختلاف
ربما نحتاج أن نجعل من هدفنا للخروج من بيوتنا هدفا أسمى من كل المبالغ المالية. هل هناك شخص يبذل النفس والنفيس دون أن يطلب مبالغ مالية لست أدري ربما يوجد. كتمت بداخلي كل ذلك لتستوقفني لحظات السكون.










رد مع اقتباس