السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إن حسن الخلق قد يكون صفة جبلية فطر الإنسان عليها و قد يكون صفة مكتسبة و قد يكون صفة مصطنعة
و اعظم شيء للتفريق بين هذه الأنواع هو عرض خلق الشخص خارج البيت مع خلقه داخل بيته فإذا اتدحا فذلك من جبل على مكارم الأخلاق و فضائلها و إذا اشتركا في قدر و تباينا في قدر آخر فذلك على خير و هو الذي يعمل جاهدا على اكتساب الفضائل و دفع الرذائل فهو مكتسب لحسن الخلق. و اما اذا تباينا و العادة ان يكون الطبع خارج البيت افضل منه داخله فذلك متصنع متشبع بما لم يعط يريدا حظا و نصيبا ثم يخلع ربقة ما تصنع به من عنقه
و البيت قسمان بيت ابوي و بيت زوجي و من حسن خلقه بعد زواجه مع والديه من غير تكلف و لا تصنع و لا تطبع فالعادة أنه كذلك في بيته الزوجي
و هناك تقسيمات عقلية لصناف الناس من حيث حسن الخلق في كلا البيتين و اني ساتكلم عن قسم واحد و هو الذي ذكرته
((سيء الخلق في بيته الزوجي، حسنه في بيته الأبوي))
فلو كان خلقه كذلك تصنعا و تكلفا و تزلفا فننصح اسرته بالصبر عليه و مصابرته و الرفق به و التدرج في تربيته - على كبره - ليصير حسن الخلق وصفا مكتسبا عنده
و لكن اخية انت قد شهدت بعظم لسانك أن هذا الرجل حسن الخلق قي بيته الأبوي و هو كذلك في المجتمع و مع العامة و الغوغاء و الدهماء و ذلك يدفع ان يكون حسن خلقه داخل بيته الأبوي تصنعا بل هو اما وصف مكتسب او وصف جبل عليه كلاهما يحمد
و من كان كذلك فإنه لن يخلع ذلك الثوب في بيته الزوجي إلا مكرها و الحق ان نلوم من اكرهه على ذلك اكثر من لومنا إيّاه