سيدي : إن مثل هذه التصرفات الرامية إلى التفرقة بين أبناء الجزائر و تفضيل بعضهم على بعض ، هو من عُبيّة الجاهلية و نعراتها ، التي جاء الإسلام فأبطلها ، ( لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ....)
( لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى )
فقتصرف مثل هذا الشرطي ، ليس من الإسلام في شيء ، و ليس من الأخلاق في شيء ، بل هو يدل على قلة العلم ، و قلة الاحترام
فبدل أن يرحب به ضيفا عزيزا و أخا كريما ، و يحاول أن يعينه على قضاء حوائجه كما هي آداب المسلم الحقيقي ، إذا به يهينه و يوجه له عبارات التهكم و السخرية !
و لو قرأ هذا و أمثاله حياة الأعراب الجاهليين و كيف كانوا أهل شهامة و نجدة ، و كرم و خلق ، لاستحى من نفسه و خجل من تصرفه
الله يهدي شباب المسلمين
و بالمناسبة ، أنا زرت الجنوب ، و زرت أدرار ، و عرفت كيف أنها بلدة طيبة و ناس كرماء ، و رأيت أخلاقهم الفاضلة ، و ما أعجبني فيهم أكثر هو حرصهم على تعليم أبنائهم القرآن الكريم ، و كم هو جميل أن يرى الإنسان منظر الأطفال الصغار يحملون ألواحهم ذاهبين إلى مدرسة أو زاوية قرآنية ليحفظوا القرآن الكريم ، بل إنني شاهدت هناك نساء كبيرات في السن يحرصن على حفظ القرآن الكريم
و لن أنس أبدا ذلك الشاب الطيب الذي قابلته ، و كان على درجة عالية من الأخلاق ، و مما جعلني أفخر به أنه يحفظ صحيح الإمام البخاري كاملا عن ظهر قلب
و الذي زار أدرار ، فلا بد أنه لاحظ كثرة الزوايا فيها
و من بين المشايخ و العلماء الذين عرفتهم هناك ، شيخنا العلّامة محمد الباي بلعالم - في زاوية أولف - الذي ذاع صيته بين الطلبة لما حباه الله به من العلم ، فهو من أشهر العلماء في الفقه المالكي و النحو و علوم اللغة ، و من بين مصنفاته مثلا : شرح أسهل المسالك ، و شرح مختصر خليل ، و له ثلاث شروح على الآجرومية ، و له ألفية في الفقه
كما أنني أذكر أيضا الشيخ عبد الرحمان حفصي ، و الشيخ أحمد طالب ، و الشيخ محمد أمين قدور ..... و غيرهم
و للأسف الشديد فإن شبابنا و شاباتنا لا يعرفون أمثال هؤلاء الجهابذة ، كما أن السلطات لم تول لهم الاهتمام اللائق بهم كعلماء
و ربما هذا موضوع يستحق المناقشة في هذا المنتدى
أشكرك على موضوعك و آسف على الإطالة