منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ماهو سر جمال الرجل؟ بعيدا عن المثاليات
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-06-10, 22:02   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
منير العاصمي
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

هذا الجمال لو رجعنا إلى تعريف ماهيته و حقيقته لوجدناه أمرا نسبيا يختلف من شخص لآخر و من بيئة لأخرى
كما أن له أنواعا مختلفة ، فمنه جمال الظاهر - أي الشكل - ، و منه جمال الباطن - أي الخلق -
و إذا ما رجعنا إلى ديننا الحنيف لنستلهم القيمة الجمالية منه ، فإننا سننبهر من مدى إعتناء الإسلام بالجمال
قال الله تعالى : ( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ) و قوله عند كل مسجد أي عند تهيئكم للصلاة ، فكلمة مسجد تطلق على مكان أداء العبادة و على هيئة السجود أيضا ، فتكون على المعنى الثاني صفة ، و هو تعبير مخصوص أريد به العام ،
و حينما نتبين أن الله تعالى أراد الجمال و أخذ الزينة عند كل صلاة ، نفهم أن الله تعالى أراد من المسلم أن يكون على أحسن هيئة و أجمل زينة في كل حال
و هو ما يؤكده الحديث النبوي الشريف أيضا ( إن الله جميل يحب الجمال )
و عندما نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن الكبر سأله رجل : يا رسول الله ، أحدنا يحب أن يكون نعله حسنا و ثوبه حسنا ، فهل هذا من الكبر ؟ ، فأجابه رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا ، الكبر بطر الحق و غمط الناس
هذا فيما يتعلق بجمال الظاهر في الإسلام ، و لكن ينبغي أن لا يفرط الإنسان في الاعتناء بجمال ظاهره على حساب أعماله و أخلاقه ، فالاعتناء بالظاهر في الاسلام ما هو إلا وسيلة و مطية يصل بها الإنسان للقيام بمهامه الدينية و الدنيوية على أحسن وجه ، و إلا فما الفائدة من أن يلبس الرجل أو تلبس المرأة أحسن الثياب و أغلاها ، ثم هو أو هي مضيعة لمقاصد الدين و الدنيا معا ، فلا بالعبادات اشتغلوا و لا بطاعة الوالدين و لا بتحقيق نجاحهم في الحياة
إن من الغريب حقا أن يعتني الإنسان بثيابه ، ثم لا يأبه بتحسين خلقه !
كأن هذا و أمثاله لم يسمعوا قول النبي صلى الله عليه و سلم : ( إن الله لا ينظر إلى صوركم و أجسامكم و إنما ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم )

من أراد الجمال الحقيقي فليتبع جمال محمد صلى الله عليه و سلم ( و إنك لعلى خلق عظيم )
هذا هو الجمال الحقيقي
يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته ********** أتطلب الربح فيما فيه خسران
أقبل على النفس فاستكمل فضائلها****** فأنت بالروح لا بالجسم إنسان

أسأل الله أن يجمل أخلاقنا
آسف على الإطالة