بعد صلاة العصر أتجه الجمع نحوى المقام وكل في نفسه سؤال وأشدهم حيرة بوعلام ترى أي نبأ هذا يحمله عمر
تزاحمت الأجساد وتطاولت الأعناق يقف عمر والأنظار له مشدودة هذا يومك يا عمر ..مرت سنين كنت تنهل من نور العلم استدركت ما فات ولحقت بالركب وكنت خير من سبق ووضعت قدمك في أول الطريق اخترت طريق المتاعب هكذا اختار عمر الصحافة وأصبح صحفي لا زال في أول طريق وكانت بداية التغير من الأرض التي نشأ فيها
لقد طلب من بالقاسم وطلبات عمر لا ترد - نفس تحمل كل الخير وتسعى له جدير بأن تنحني لها الجبال- ألح عمر أن يرحّل أهل دوار سيدي عامر إلى طرف المدينة المحاذية للجبل ويسكّنوا في قرى اشتراكية لقد حمل في يده أوراق وقلم وعاد الى الدوار ليدون أسمائهم وكان ذالك تكليفا من بالقاسم وأثناء عودته أنتبه للمكان الذي ستر فيه جثة حماره فاذا هو ضريح على شكل مقام فعلم مصيبة القوم ولقد اختار المقام وهو مقام باطل أراد أن يفضح الجهل بصورته الحقيقية ويعريه تماما كما هو
أراد أن يسقط قناع يلبس ظلما
أراد أن يحطم وثننا يعبد ظلما
أردا الحق أن يكون ولا سواه
أراد أن يخلص قومه من المعانات
طلب عمر فأس ليخرج شيء ذات يوم ودعه هنا فكان له الفأس طلب من بوعلام أن يفتح باب الضريح ففتح له دخل ودخل معه بعض الشيوخ وقام بحفر الخندق فأخرج لهم عظام حمار هاهو رأسه وها هي أطرافه جمعها عمر وأخرجها لناس هذا ما كان مدفونا هنا ليس ثمة ولي الله في أرضكم بل هو حمار عمر ودعه هنا ذات يوم
صمتا وذهول دهشة وحيرة اعترت القوم
فأراد أن يوضح الأمور حتى ولو كان حقا ولى صالح مدفون هنا لن ينفع ولن يضر ولن يكون إلى كهذه العظام فالروح عند الله فالذي ينفع ما قد كان هنا من عمل صالح فهل أصلحتم شأنكم..جئتكم اليوم لأدون أسمائكم وسترحلون من هذا الدوار بعد أسبوع .
فقاطعه بعض الشيوخ وأين تريدنا أن نرحل ولمن نترك بيوتنا ؟
ثمة ديار تليق بكم وثمة أعمال تنتظر أبنائكم هناك بيوت حول المدينة خصصت لكم وهناك أراضي فلاحيه خصصت لأبنائكم وهناك مدارس يلتحق بها الأبناء لقد استبشر السكان وعاد الأبناء يحملون الأخبار السارة لنسوة وما إن علمنا الخبر حتى انطلقت الزغاريد مدوية كتلك الأمسية التي شهدت رحيل فاطمة أم عمر لكن اليوم تشهد نهاية المعانات ونهاية الحرمان
هكذا أنهى عمر فصل في الدوار ليبدأ فصل آخر في المدينة أشد قسوة وضراوة ولكن يأبى عمـــــــــــــــــــــــر التحــــــــــــــــــــــدي
تم بحمد الله فصل من حكاية عمر التحدي جعلته في إطار المسابقة
الحكاية نسج من خيال مسافر عبر محطات المضي ثمة حقائق ثابتة, قد تتغير الأيام وتتغير معها الأحوال لكن يبقى الصراع قائم ويبقى الأمل ويبقى التحدي وتبقى الرغبة في التغيير وقد لا نملك الإرادة والعزيمة فيذهب كل سدى كهشيم تذروه الرياح
ولا خير في علم لا يتبعه عمل ..,,وما كان لله داما واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل.
سلام .................................................. ................ ...........مصطفى.