2010-04-05, 18:49
|
رقم المشاركة : 10
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اعتماد13
يقول أبو منصور الثعالبي :
" فإن من أحب الله أحب رسوله المصطفى صلى الله عليه و سلم ، و من أحب النبي العربي أحب العرب ، و من أحب العرب أحب العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم و العرب ،
و من أحب العربية عني بها ، و ثابر عليها ، و صرف همته إليها "
انظر إليه كيف وصل لهذه النتيجة التي مفادها أن من أحب الله أحب العربية و لا تشريف بعد هذا .
|
بارك الله فيك أختنا الفاضلة على ماجئت به من قول العالم الكبير الثعالبي الذي عرف حقا قيمة وفضل اللغة العربية على سائر لغات الدنيا وشرفها العظيم بما وهبها الله من مكانة وقوة وفصاحة وبيان وتنوع وغير ذلك مما يوحي بالشموخ والعزة..
وإذ نراه هنا يقرن محبة الله من محبة اللغة العربية،لغة القرآن والذين هم أهل الله وخاصته...
لكن ما يحزننا في هذا الوقت هو جهل العرب الذين ينتسبون للعربية إلا من خلال التسمية بل إنهم أضاعوها وضيعوها وراحوا يهتمون بلغات غيرهم وصار الكثير منهم لا يهتمون باللغة العربية ولا يلقون لها بالا، نحن لا نعارض تعلم اللغات الأجنبية لكن ليس على حساب اللغة العربية....
ولله در حافظ إبراهيم عندما قال في قصيدته "اللغة العربية ترثي نفسها"
رَجَعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصاتِي وناديْتُ قَوْمِي فاحْتَسَبْتُ حياتِي
رَمَوني بعُقمٍ في الشَّبابِ وليتَني عَقِمتُ فلم أجزَعْ لقَولِ عِداتي
وَلَدتُ ولمَّا لم أجِدْ لعرائسي رِجالاً وأَكفاءً وَأَدْتُ بناتِي
وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظاً وغاية ً وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ
فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلة ٍ وتَنْسِيقِ أسماءٍ لمُخْترَعاتِ
أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
فيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَحاسِني ومنْكمْ وإنْ عَزَّ الدّواءُ أساتِي
فلا تَكِلُوني للزّمانِ فإنّني أخافُ عليكم أن تَحينَ وَفاتي
أرى لرِجالِ الغَربِ عِزّاً ومَنعَة ً وكم عَزَّ أقوامٌ بعِزِّ لُغاتِ
أتَوْا أهلَهُم بالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً فيا ليتَكُمْ تأتونَ بالكلِمَاتِ
أيُطرِبُكُم من جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي
ولو تَزْجُرونَ الطَّيرَ يوماً عَلِمتُمُ بما تحتَه مِنْ عَثْرَة ٍ وشَتاتِ
سقَى اللهُ في بَطْنِ الجزِيرة ِ أَعْظُماً يَعِزُّ عليها أن تلينَ قَناتِي
حَفِظْنَ وِدادِي في البِلى وحَفِظْتُه لهُنّ بقلبٍ دائمِ الحَسَراتِ
وفاخَرْتُ أَهلَ الغَرْبِ والشرقُ مُطْرِقٌ حَياءً بتلكَ الأَعْظُمِ النَّخِراتِ
أرى كلَّ يومٍ بالجَرائِدِ مَزْلَقاً مِنَ القبرِ يدنينِي بغيرِ أناة ِ
وأسمَعُ للكُتّابِ في مِصرَ ضَجّة ً فأعلَمُ أنّ الصَّائحِين نُعاتي
أَيهجُرنِي قومِي-عفا الله عنهمُ إلى لغة ٍ لمْ تتّصلِ برواة ِ
سَرَتْ لُوثَة ُ الافْرَنجِ فيها كمَا سَرَى لُعابُ الأفاعي في مَسيلِ فُراتِ
فجاءَتْ كثَوْبٍ ضَمَّ سبعين رُقْعة ً مشكَّلة َ الأَلوانِ مُختلفاتِ
إلى مَعشَرِ الكُتّابِ والجَمعُ حافِلٌ بَسَطْتُ رجائِي بَعدَ بَسْطِ شَكاتِي
فإمّا حَياة ٌ تبعثُ المَيْتَ في البِلى وتُنبِتُ في تلك الرُّمُوسِ رُفاتي
وإمّا مَماتٌ لا قيامَة َ بَعدَهُ مماتٌ لَعَمْرِي لمْ يُقَسْ بمماتِ
والمصيبة في أن نجد منظوماتنا التربوية في البلدان العربية لا تهتم بلغة أهل الجنة والتي فضلها الله بفضله وكرمه، إلا أننا مقصرون تمام التقصير في الحفاظ على الإرث الحضاري للغتنا واعتمادها في الحل والترحال..
والمشكلة في وقتنا الحاضر أننا لم نحب لغتنا بالمقدار الواجب فلو فعلنا ذلك لارتقينا وسمونا وعلونا إلى مستوى الحضارة الحقيقية والثقافة الحضارية ، ونبقى دائما نأمل أن تعود للغة العربية مكانتها مثلما كانت أيام النخوة العربية والإسلامية في عهد الإسلام الأول..
يبقى هذا مجرد رأي بسيط
تقبلوا أخلص تحياتي وأرقاها
سلام
|
|
|