[**مرآة الضمير**]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عابر . سبيل

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..

الرجل الذي آمن مع سيدنا موسى .. على الرغم مما كان عليه قومه
من تيه وكفر وفساد .. الا انه حسب حسبة سليمة .. بمنطق سليم..
" وان يكن صادقا ، يصبكم بعض الذي يعدكم "...
من هذا المنطق أجيب على أسئلتك ..
نحن لدينا اليقين بصدق ما اتانا به محمد عليه أفضل الصلاة وازكى التسليم
فهل في رايك : لا نود ان يصيبنا بعض الذي يعدنا به ؟؟
على هذا الأساس الركون للدنيا لا ياتي بخير ..وطلاقها في هذا الزمن صعب ..
لذا وجب ان نغرس في الدنيا لنحصد غدا ..وان نجعلها حرث للآخرة ..
وان نفوز فيها بتميزنا وتميز ديننا ..ومن علامات التميز ان نكون الانجح في
هاته الدنيا : خلقيا وعلميا وحضاريا واجتماعيا ...
والحسبة : لا تنفي ان نعيش حياتنا بسعادة وطمأنينة ..بل ذاك جوهرها
" لنحيينه حياة طيبة .." .. والحياة هنا تشمل الدنيا كما تشمل الآخرة ..
وما اجملها من حياة حين تعلم انك تحياها لله ..وان مظهرك فيها هو مظهر
عباد الله ..وان وجهك فيها هو وجه لدينك ..
هذا ما حظرني هنا اختي ولي عودة ان شاء الله ..

وعليك سلام الله ورحمته
نعم المنطق الذي اخترته كاساس هنا اخي عابر سبيل
اما بعد انا معك واوافق تماما انه وجب علينا الغرس في الدنيا حتى نجني الثمار اليانعة في الاخرة غير ان الزرع هنا اخي الكريم لا يقتصر على العبادات فقط وانما يمتد للمعاملات ايضا وكما تعلم ان فاقد الشيئ لا يعطيه وحتى نكون الانجح في الدنيا علميا واجتماعيا واقتصاديا كما تفضلت وجب علينا الانطلاق من بساط يهيئ لنا انطلاقة موفقة غير اننا في الوقت الحاضر لا يسعنا حتى المحاولة كل اغلق بابه في الاوجه
الا ترى ان مقاييس العيش في هاته الدنيا قد اصبحت مادية مطلقة لا تمت للروح بسبب الا ترى ان الانظمة الطبقية تزداد وتنتشر وتتسع على اثرها الهوة بين افراد المجتمع الواحد
كيف يمكننا تحقيق النجاح في ظل كل تلك المعوقات والقوانين الوضعية التي تجعل السارق يحبس لايام ثم يخرج ليتنعم بالاموال التي سرقها ويحكم قبضته على زمام اعناق شبابنا المنتظر لاي فرصة ينطلق منها لاثبات ذاته
كيف تريد لنا ان نرتقي ونتميز بديننا ونحن راضخون لانظمة ملونة ومتنوعة منها الراس مالية ومنها الاشتراكية وكل ينادي بما بدى له طامسا طموحات بعضنا واماله في تحقيق الخير له ولغيره فالاشتراكية تذيب الفرد وتلاشيه في المجموع والراس مالية تستهلك المجموع لمصلحة الفرد فهل سندع مافي الاسلام من عدالة وانصاف لما عند هؤلاء وهؤلاء من اراء ونحن الادرى بان ديننا هو احسن واجل الانظمة التي وجب علينا تبنيها غير اننا نتوقف ولا يسعنا حتى الدفاع عن وجهات نظرنا الحقة لا لشيئ الا لاننا لا نحتل مراكز في السلطة وليس اخونا فلان او علان هل سنبقى كما قيل **يقولون هذا عندنا غير جائز ومن انتم حتى يكون لكم عند **
كيف تريدنا ان نتمتع بالحياة في حمى ديننا وقول نبينا عليه افضل الصلوات والتسليم وانت مطالب بهجر سننه الواحد تلوى الاخر كقص اللحية للرجال و نزع الحجاب للمراة تتحت لواء اعذار واهية وهي تحقيق الامن مما اسموه ارهابا لصنع البطاقات البيومترية والتاكد من الملامح دون مراعاة لا لدين ولا لملة بالله عليك ما الحل في مثل تلك الظروف اخي فارس
كلنا نعرف وندرك واجباتنا تجاه ديننا ولكننا ان نحن نفذناها بحذافيرها قد يصل الامر بنا الى الاعدام من قبل انظمتنا التي نعيش ضمن حيزها الجغرافي فما العمل حتى نسعد في الدنيا ونحقق مرضاة الله في الاخرة اخي الكريم وكيف اخي عابر سبيل نحقق كمال الاسلام فنمزج بين الدنيا والاخرة مزجا كريما نسيطر به ونسود في حياتين لا مكان فيهما لغير العالمين