منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - صحح دينك
الموضوع: صحح دينك
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-04-04, 18:04   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
othmene
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي صحح دينك

المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، صلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين‏.‏
أما بعد‏:‏
فهذه كلمات موجزة في بيان بعض ما يجب أن يعرفه العامة عن دين الإسلام، وسميتها‏:‏ ‏(‏الدروس المهمة لعامة الأمة‏)‏‏.‏
وأسأل الله أن ينفع بها المسلمين، وأن يتقبلها مني، إنه جواد كريم‏.‏
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
الدرس الأول سورة الفاتحة و قصار السور
سورة الفاتحة و ما أمكن من قصار السور، من سورة الزلزلة إلى سورة الناس، تلقيناً، و تصحيحاً للقراءة، و تحفيظاً، و شرحاً لما يجب فهمه‏.‏
الدرس الثاني أركان الإسلام
بيان أركان الإسلام الخمسة، و أولها و أعظمها‏:‏ شهادة أن لا إله إلا الله، و أن محمداً رسول الله بشرح معانيها، مع بيان شروط لا إله إلا الله، و معناها‏:‏ ‏(‏لا إله‏)‏ نافياً جميع ما يعبد من دون الله، ‏(‏إلا الله‏)‏ مثبتاً العبادة لله وحده لا شريك له‏.‏
و أما شروط ‏(‏لا إله إلا الله‏)‏ فهي‏:‏ العلم المنافي للجهل، و اليقين المنافي للشك، و الإخلاص المنافي للشرك، و الصدق المنافي للكذب، و المحبة المنافية للبغض، و الانقياد المنافي للترك، و القبول المنافي للرد، و الكفر المنافي بما يعبد من دون الله‏.‏
و قد جمعت في البيتين الآتيين‏:‏
علم يقين و إخلاص و صدقك مع محبة و انقياد و القبول لها و زيد ثامنها الكفران منك بما سوى الإله من الأشياء قد ألها
مع بيان أن محمداً رسول الله، و مقتضاها‏:‏ تصديقه فيما أخبر، و طاعته فيما أمر، و اجتناب ما نهى عنه و زجره، و ألا يعبد الله إلا بما شرعه الله عز و جل، و رسوله صلى الله عليه و سلم‏.‏
ثم يبين للطالب بقية أركان الإسلام الخمسة، و هي‏:‏ الصلاة، و الزكاة، و صوم رمضان، و حج البيت الحرام لمن استطاع إليه سبيلا‏.‏
الدرس الثالث أركان الإيمان
أركان الإيمان، و هي ستة‏:‏ أن تؤمن بالله و ملائكته، و كتبه، و رسله، و باليوم الآخر، و تؤمن بالقدر خيره و شره‏.‏
الدرس الرابع أقسام التوحيد و أقسام الشرك
بيان أقسام التوحيد، و هي ثلاثة‏:‏ توحيد الربوبية، و توحيد الألوهية، و توحيد الأسماء و الصفات‏.‏
أما توحيد الربوبية‏:‏ فهو الإيمان بأن الله سبحانه الخالق لكل شيء، و المتصرف في كل شيء، لا شريك له في ذلك‏.‏
و أما توحيد الألوهية‏:‏ فهو الإيمان بأن الله سبحانه هو المعبود بحق لا شريك له في ذلك، و هو معنى لا إله إلا الله، فإن معناها‏:‏ لا معبود حق إلا الله، فجميع العبادات من صلاة و صوم و غير ذلك يجب إخلاصها لله وحده، و لا يجوز صرف شيء منها لغيره‏.‏
و أما توحيد الأسماء و الصفات‏:‏ فهو الإيمان بكل ما ورد في القرآن الكريم، و الأحاديث الصحيحة من أسماء الله و صفاته، و إثباتها لله وحده على الوجه اللائق به سبحانه من غير تحريف، و لا تعطيل، و لا تكييف، و لا تمثيل؛ عملاً بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد‏}‏ ‏[‏الصمد‏:‏ كاملة‏]‏، و قوله عز و جل‏:‏ ‏{‏ليس كمثله شيء وهو السميع البصير‏}‏ ‏[‏الشورى‏:‏ 11‏]‏، وقد جعلها بعض أهل العلم نوعين، و أدخل توحيد الأسماء و الصفات في توحيد الربوبية، و لا مشاحة في ذلك؛ لأن المقصود واضح في كلا التقسيمين‏.‏
و أقسام الشرك ثلاثة‏:‏ شرك أكبر، و شرك أصغر، و شرك خفي‏.‏
فالشرك الأكبر‏:‏ يوجب حبوط العمل و الخلود في النار لمن مات عليه، كما قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 88‏]‏، و قال سبحانه‏:‏ ‏{‏ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر، أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 17‏]‏، و أن من مات عليه فلن يغفر له، و الجنة عليه حرام، كما قال الله عز و جل‏:‏ ‏{‏إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 48‏]‏، و قال سبحانه‏:‏ ‏{‏إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 72‏]‏‏.‏
و من أنواعه‏:‏ دعاء الأموات، و الأصنام، و الاستغاثة بهم، و النذر لهم، و الذبح لهم، و نحو ذلك‏.‏
أما الشرك الأصغر‏:‏ فهو ما ثبت بالنصوص من الكتاب أو السنة تسميته شركاً، و لكنه ليس من جنس الشرك الأكبر؛ كالرياء في بعض الأعمال، و الحلف بغير الله، و قول‏:‏ ما شاء الله و شاء فلان، و نحو ذلك؛ لقول النبي صلى الله عليه و سلم‏:‏ ‏(‏أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر‏)‏ فسئل عنه، فقال‏:‏ ‏(‏الرياء‏)‏ رواه الإمام أحمد، و الطبراني، و البهيقي، عن محمود بن لبيد الأنصاري رضي الله عنه بإسناد جيد، و رواه الطبراني بأسانيد جيدة، و عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج، عن النبي صلى الله عليه و سلم‏.‏
و قوله صلى الله عليه و سلم‏:‏ ‏(‏من حلف بشيء دون الله فقد أشرك‏)‏ رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، و رواه أبو داود، و الترمذي بإسناد صحيح، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال‏:‏ ‏{‏لا تقولوا‏:‏ ما شاء الله و شاء فلان، و لكن قولوا‏:‏ ‏(‏ما شاء الله ثم شاء فلان‏)‏ أخرجه أبو داود بإسناد صحيح، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه‏.‏
و هذا النوع لا يوجب الردة، و لا يوجب الخلود في النار، و لكنه ينافي كمال التوحيد الواجب‏.‏
أما النوع الثالث‏:‏ و هو الشرك الخفي، فدليله قول النبي صلى الله عليه و سلم‏:‏ ‏(‏ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال‏؟‏‏)‏ قالوا‏:‏ بلى يا رسول الله، قال‏:‏ ‏(‏الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل إليه‏)‏ رواه الإمام أحمد في مسنده، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه‏.‏
و يجوز أن يقسم الشرك إلى نوعين فقط‏:‏
أكبر و أصغر، أما الشرك الخفي فإنه يعمهما‏.‏
فيقع في الأكبر، كشرك المنافقين؛ لأنهم يخفون عقائدهم الباطلة، و يتظاهرون بالإسلام رياءً، و خوفاً على أنفسهم‏.‏
و يكون الشرك الأصغر، كالرياء، كما في حديث محمود بن لبيد الأنصاري المتقدم، و حديث أبي سعيد المذكور، و الله ولي التوفيق‏.‏
الدرس الخامس الإحسان
ركن الإحسان، و هو‏:‏ أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك‏.‏
الدرس السادس شروط الصلاة
شروط الصلاة، و هي تسعة
الإسلام، و العقل، و التمييز، و رفع الحدث، و إزالة النجاسة، و ستر العورة، و دخول الوقت، و استقبال القبلة، و النية‏.‏
الدرس السابع أركان الصلاة
أركان الصلاة، و هي أربعة عشر
القيام مع القدرة، و تكبيرة الإحرام، و قراءة الفاتحة، و الركوع، و الاعتدال بعد الركوع، و السجود على الأعضاء السبعة، و الرفع منه، و الجلسة بين السجدتين، و الطمأنينة في جميع الأفعال، و الترتيب بين الأركان، و التشهد الأخير، و الجلوس له، و الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم، و التسليمتان‏.‏
الدرس الثامن واجبات الصلاة
واجبات الصلاة، و هي ثمانية
جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام، و قول ‏:‏ ‏(‏سمع الله لمن حمده‏)‏ للإمام و المنفرد، و قول ‏(‏ربنا و لك الحمد‏)‏ للكل، و قول‏:‏ ‏(‏سبحان ربي العظيم‏)‏ في الركوع، و قول‏:‏ ‏(‏سبحان ربي الأعلى‏)‏ في السجود، و قول‏:‏ ‏(‏ربي اغفر لي‏)‏ بين السجدتين، و التشهد الأول، و الجلوس له‏.‏
الدرس التاسع بيان التشهد
بيان التشهد، و هو أن يقول‏:‏
‏(‏التحيات لله، و الصلوات، و الطيبات، السلام عليك أيها النبي و رحمة الله و بركاته، السلام علينا و على عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله‏)‏
ثم يصلي على النبي صلى الله عليه و سلم و يبارك عليه، فيقول‏:‏ ‏(‏اللهم صل على محمد، و على آل محمد، كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، و بارك على محمد، و على آل محمد، كما باركت على إبراهيم، و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد‏)‏‏.‏
ثم يستعيذ بالله في التشهد الأخير من عذاب جهنم، و من عذاب القبر، و من فتنة المحيا و الممات، و من فتنة المسيح الدجال، ثم يتخير من الدعاء ما شاء، و لا سيما المأثور من ذلك، و منه‏:‏
‏(‏اللهم أعني على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك، اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، و لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي من عندك، و ارحمني إنك أنت الغفور الرحيم‏)‏‏.‏
أما في التشهد الأول فيقوم بعد الشهادتين إلى الثالثة في الظهر و العصر و المغرب و العشاء، و إن صلى على النبي صلى الله عليه و سلم فهو أفضل؛ لعموم الأحاديث في ذلك، ثم يقوم إلى الثالثة‏.‏
الدرس العاشر سنن الصلاة
سنن الصلاة، و منها‏:‏
1- الاستفتاح‏.‏
2- جعل كف اليد اليمنى على اليسرى فوق الصدر حين القيام، قبل الركوع و بعده‏.‏
3- رفع اليدين مضمومتي الأصابع ممدودة حذو المنكبين أو الأذنين عند التكبير الأول، و عند الركوع، و الرفع منه، و عند القيام من التشهد الأول إلى الثالثة‏.‏
4- ما زاد عن واحدة في تسبيح الركوع و السجود‏.‏
5- ما زاد على قول‏:‏ ‏(‏ربنا و لك الحمد‏)‏ بعد القيام من الركوع، و ما زاد عن واحدة في الدعاء بالمغفرة بين السجدتين‏.‏
6- جعل الرأس حيال الظهر في الركوع‏.‏
7- مجافاة العضدين عن الجنبين، و البطن عن الفخذين، و الفخذين عن الساقين في السجود‏.‏
8- رفع الذراعين عن الأرض حين السجود‏.‏
9- جلوس المصلي على رجله اليسرى مفروشة، و نصب اليمنى في التشهد الأول و بين السجدتين‏.‏
10- التورك في التشهد الأخير في الرباعية و الثلاثية و هو‏:‏ الجلوس على مقعدته و جعل رجله اليسرى تحت اليمنى و نصب اليمنى‏.‏
11- الإشارة بالسبابة في التشهد الأول و الثاني من حين يجلس إلى نهاية التشهد و تحركيها عند الدعاء‏.‏
12- الصلاة و التبريك على محمد، و آل محمد، وعلى إبراهيم، و آل إبراهيم في التشهد الأول‏.‏
13- الدعاء في التشهد الأخير‏.‏
14- الجهر بالقراءة في صلاة الفجر، و صلاة الجمعة، و صلاة العيدين، و الاستسقاء، و في الركعتين الأوليين من صلاة المغرب و العشاء‏.‏
15- الإسرار بالقراءة في الظهر، و العصر، و في الثالثة من المغرب، و الأخيرتين من العشاء‏.‏
16- قراءة ما زاد عن الفاتحة من القرآن، مع مراعاة بقية ما ورد من السنن في الصلاة سوى ما ذكرنا، و من ذلك‏:‏
ما زاد على قول المصلي‏:‏ ‏(‏ربنا و لك الحمد‏)‏، بعد الرفع من الركوع في حق الإمام، و المأموم، و المنفرد، فإنه سنة، و من ذلك أيضاً‏:‏ وضع اليدين على الركبتين مفرجتي الأصابع حين الركوع‏.‏
الدرس الحادي عشر مبطلات الصلاة
مبطلات الصلاة، و هي ثمانية‏:‏
1- الكلام العمد مع الذكر و العلم، أما الناسي و الجاهل فلا تبطل صلاته بذلك‏.‏
2- الضحك‏.‏
3- الأكل‏.‏
4- الشرب‏.‏
5- انكشاف العورة‏.‏
6- الانحراف الكثير عن جهة القبلة‏.‏
7- العبث الكثير المتوالي في الصلاة‏.‏
8- انتقاض الطهارة‏.‏
الدرس الثاني عشر شروط الوضوء
شروط الوضوء، و هي عشرة‏:‏
الإسلام، و العقل، و التمييز، و النية، و استصحاب حكمها بأن لا ينوي قطعها حتى تتم طهارته، و انقطاع موجب الوضوء، و استنجاء أو استجمار قبله، و طهورية ماء و إباحته، و إزالة ما يمنع وصوله إلى البشرة، و دخول وقت الصلاة في حق من حدثه دائم‏.‏
الدرس الثالث عشر فروض الوضوء
فروض الوضوء، و هي ستة‏:‏
غسل الوجه و منه المضمضة و الاستنشاق، و غسل اليدين مع المرفقين، و مسح جميع الرأس و منه الأذنان، و غسل الرجلين مع الكعبين، و الترتيب، و الموالاة‏.‏
و يستحب تكرار غسل الوجه، و اليدين، و الرجلين ثلاث مرات، و هكذا المضمضة، و الاستنشاق، و الفرض من ذلك مرة واحدة، أما مسح الرأس فلا يستحب تكراره كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة‏.‏
الدرس الرابع عشر نواقض الوضوء
نواقض الوضوء، و هي ستة‏:‏
الخارج من السبيلين، و الخارج الفاحش النجس من الجسد، و زوال العقل بنوم أو غيره، و مس الفرج باليد قبلاً كان أو دبراً من غير حائل، و أكل لحم الإبل، و الردة عن الإسلام، أعاذنا الله و المسلمين من ذلك‏.‏
تنبيه هام‏:‏ أما غسل الميت‏:‏ فالصحيح أنه لا ينقض الوضوء، و هو قول أكثر أهل العلم؛ لعدم الدليل على ذلك، لكن لو أصابت يد الغاسل فرج الميت من غير حائل وجب عليه الوضوء‏.‏
والواجب عليه ألا يمس فرج الميت إلا من وراء حائل، و هكذا مس المرأة لا ينقض الوضوء مطلقاً، سواء كان ذلك عن شهوة، أو غير شهوة في أصح قولي العلماء، ما لم يخرج منه شيء؛ لأن النبي صلى الله عليه و سلم قبل بعض نسائه ثم صلى و لم يتوضأ‏.‏
أما قول الله سبحانه في آيتي النساء، و المائدة‏:‏ ‏{‏أو لامستم النساء‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 43‏]‏، ‏[‏المائدة‏:‏ 6‏]‏، فالمراد به‏:‏ الجماع، في الأصح من قولي العلماء، و هو قول ابن عباس رضي الله عنهما، و جماعة من السلف و الخلف‏.‏
و الله ولي التوفيق‏.‏
الدرس الخامس عشر التحلي بالأخلاق المشروعة لكل مسلم
التحلي بالأخلاق المشروعة لكل مسلم، و منها‏:‏
الصدق، و الأمانة، و العفاف، و الحياء، و الشجاعة، و الكرم، و الوفاء، و النزاهة عن كل ما حرم الله، و حسن الجوار، و مساعدة ذوي الحاجة حسب الطاقة، و غير ذلك من الأخلاق التي دل الكتاب أو السنة على شرعيتها‏.‏
الدرس السادس عشر التأدب بالآداب الإسلامية
التأدب بالآداب الإسلامية، و منها‏:‏
السلام، و البشاشة، و الأكل باليمين و الشرب بها، و التسمية عند الابتداء، و الحمد عن الفراغ، و الحمد بعد العطاس، و تشميت العاطس إذا حمد الله، و عيادة المريض، و اتباع الجنائز للصلاة و الدفن، و الآداب الشرعية عند دخول المسجد، أو المنزل و الخروج منهما، و عند السفر، و مع الوالدين و الأقارب و الجيران، و الكبار و الصغار و التهنئة بالمولود، و التبريك بالزواج، و التعزية في المصاب، و غير ذلك من الآداب الإسلامية في اللبس و الخلع و الانتعال‏.‏
الدرس السابع عشر التحذير من الشرك و أنواع المعاصي
الحذر و التحذير من الشرك و أنواع المعاصي، و منها‏:‏ السبع الموبقات ‏(‏المهلكات‏)‏ و هي‏:‏ الشرك بالله، و السحر، و قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، و أكل الربا، و أكل مال اليتيم، و التولي يوم الزحف، و قذف المحصنات الغافلات المؤمنات‏.‏
و منها‏:‏ عقوق الوالدين، و قطيعة الرحم، و شهادة الزور، و الأيمان الكاذبة، و إيذاء الجار، و ظلم الناس في الدماء، و الأموال، و الأعراض، و شرب المسكر، و لعب القمار - و هو‏:‏ الميسر - و الغيبة، و النميمة، و غير ذلك مما نهى الله عز و جل عنه، أو رسوله صلى الله عليه و سلم‏.‏
الدرس الثامن عشر تجهيز الميت و الصلاة عليه و دفنه
وإليك تفصيل ذلك‏:‏
أولاً‏:‏ يشرع تلقين المحتضر‏:‏ ‏(‏لا إله إلا الله‏)‏؛ لقول النبي صلى الله عليه و سلم‏:‏ ‏(‏لقنوا موتاكم‏:‏ لا إله إلا الله‏)‏ رواه مسلم في صحيحه، و المراد بالموتى في هذا الحديث‏:‏ المحتضرون، و هم من ظهرت عليهم أمارات الموت‏.‏
ثانياً‏:‏ إذا تيقن موته أغمضت عيناه و شد لحياه؛ لورود السنة بذلك‏.‏
ثالثاً‏:‏ يجب غسل الميت المسلم، إلا أن يكون شهيداً مات في المعركة فإنه لا يغسل و لا يصلى عليه، بل يدفن في ثيابه؛ لأن النبي صلى الله عليه و سلم لم يغسل قتلى أحد و لم يصلي عليهم‏.‏
رابعاً‏:‏ صفة غسل الميت‏:‏
أنه تستر عورته، ثم يرفع قليلاً و يعصر بطنه عصراً رفيقاً، ثم يلف الغاسل على يده خرقة أو نحوها فينجيه بها، ثم يوضئه وضوء الصلاة، ثم يغسل رأسه و لحيته بماء و سدر أو نحوه، ثم يغسل شقه الأيمن، ثم الأيسر، ثم يغسله كذلك مرة ثانية و ثالثة، يمر في كل مرة يده على بطنه، فإن خرج منه شيء غسله، و سد المحل بقطن أو نحوه، فإن لم يستمسك فبطين حر، أو بوسائل الطب الحديثة؛ كاللزق و نحوه‏.‏
و يعيد وضوءه، و إن لم ينق بثلاث زيد إلى خمس، أو إلى سبع، ثم ينشفه بثوب، و يجعل الطيب في مغابنه، و مواضع سجوده، و إن طيبه كله كان حسناً، و يجمر أكفانه بالبخور، و إن كان شاربه أو أظفاره طويلة أخذ منها، و إن ترك ذلك فلا حرج، و لا يسرح شعره، و لا يحلق عانته، و لا يختنه؛ لعدم الدليل على ذلك، و المرأة يظفر شعرها ثلاث قرون، و يسدل من ورائها‏.‏
خامساً‏:‏ تكفين الميت‏:‏
الأفضل أن يكفن الرجل في ثلاث أثواب بيض ليس فيها قميص و لا عمامة، كما فعل النبي صلى الله عليه و سلم، يدرج فيها إدراجاً، و إن كفن قميص و إزار و لفافة فلا بأس‏.‏
و المرأة تكفن في خمسة أثواب‏:‏ درع، و خمار، و إزار، و لفافتين‏.‏ و يكفن الصبي في ثوب واحد إلى ثلاثة أثواب، و تكفن الصغيرة في قميص و لفافتين‏.‏
و الواجب في حق الجميع ثوب واحد يستر جميع الميت، و لكن إذا كان الميت محرماً فإنه يغسل بماء و سدر، و يكفن في إزاره و ردائه أو في غيرهما، و لا يغطى رأسه و لا وجهه، و لا يطيب؛ لأنه يبعث يوم القيامة ملبياً، كما صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم، و إن كان المحرم امرأة كفنت كغيرها، و لكن لا تطيب، و لا يغطى وجهها بنقاب، و لا يداها بقفازين، و لكن يغطى وجهها و يداها بالكفن الذي كفنت فيه، كما تقدم بيان صفة تكفين المرأة‏.‏
سادساً‏:‏ أحق الناس بغسله و الصلاة عليه و دفنه‏:‏ وصيه في ذلك، ثم الأب، ثم الجد، ثم الأقرب فالأقرب من العصبات في حق الرجل‏.‏
و الأولى بغسل المرأة‏:‏ وصيتها، ثم الأم، ثم الجدة، ثم الأقرب فالأقرب من نسائها، و للزوجين أن يغسل أحدهما الآخر؛ لأن الصديق رضي الله عنه غسلته زوجته، و لأن علياً رضي الله عنه غسل زوجته فاطمة رضي الله عنها‏.‏
سابعاً‏:‏ صفة الصلاة على الميت‏:‏
يكبر أربعاً، و يقرأ بعد الأولى‏:‏ الفاتحة، و إن قرأ معها سورة قصيرة أو آية أو آيتين فحسن؛ للحديث الصحيح الوارد عن ابن عباس رضي الله عنهما، ثم يكبر الثانية و يصلي على النبي صلى الله عليه و سلم كصلاته في التشهد، ثم يكبر الثالثة، و يقول‏:‏ ‏(‏اللهم اغفر لحينا و ميتنا، و شاهدنا و غائبنا، و صغيرنا و كبيرنا، و ذكرنا و أنثانا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، و من توفيته منا فتوفه على الإيمان، اللهم اغفر له، و ارحمه، و عافه، و اعف عنه، و أكرم نزله، و وسع مدخله، و اغسله بالماء و الثلج و البرد، و نقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، و أبدله داراً خيراً من داره، و أهلاً خيراً من أهله، و أدخله الجنة، و أعذه من عذاب القبر، و عذاب النار، و افسح له في قبره، و نور له فيه، اللهم لا تحرمنا أجره و لا تضلنا بعده‏)‏، ثم يكبر الرابعة، و يسلم تسليمة واحدة عن يمينه‏.‏
و يستحب أن يرفع يديه مع كل تكبيرة، و إذا كان الميت امرأة يقال‏:‏ ‏(‏اللهم اغفر لها‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏ إلخ، و إذا كانت الجنائز اثنتين يقال‏:‏ ‏(‏اللهم اغفر لهما‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏ إلخ، و إن كانت الجنائز أكثر من ذلك قال‏:‏ ‏(‏اللهم اغفر لهم‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏ إلخ، أما إذا كان فرطاً فيقال بدل الدعاء له بالمغفرة‏:‏ ‏(‏اللهم اجعله فرطاً و ذخراً لوالديه، و شفيعاً مجاباً، اللهم ثقل به موازينهما، و أعظم به أجورهما، و ألحقه بصالح سلف المؤمنين، و اجعله في كفالة إبراهيم عليه الصلاة و السلام، و قه برحمتك عذاب جهنم‏)‏‏.‏
و السنة أن يقف الإمام حذاء رأس الرجل، و وسط المرأة، و أن يكون الرجل مما يلي الإمام إذا اجتمعت الجنائز، و المرأة مما يلي القبلة، و إن كان معهم أطفال قدم الصبي على المرأة، ثم المرأة، ثم الطفلة، و يكون رأس الصبي حيال رأس الرجل، و وسط المرأة حيال رأس الرجل، و هكذا الطفلة يكون رأسها حيال رأس المرأة، و يكون وسطها حيال رأس الرجل، و يكون المصلون جميعاً خلف الإمام، إلا أن يكون واحداً لم يجد مكاناً خلف الإمام فإنه يقف عن يمينه‏.‏
ثامناً‏:‏ صفة دفن الميت‏:‏
المشروع تعميق القبر إلى وسط الرجل، و أن يكون قيه لحد من جهة القبلة، و أن يوضع الميت في اللحد على جنبه الأيمن، و تحل عقد الكفن، و لا تنزع بل تترك، و لا يكشف وجهه سواء كان الميت رجلاً أو امرأة، ثم ينصب عليه اللبن، و يطين حتى يثبت و يقيه التراب، فإن لم يتيسر اللبن فبغير ذلك من الألواح، أو أحجار، أو خشب يقيه التراب، ثم يهال عليه التراب، و يستحب أن يقال عند ذلك‏:‏ ‏(‏باسم الله، و على ملة رسول الله‏)‏، و يرفع القبر قدر شبر، و يوضع عليه حصباء إن تيسر ذلك، و يرش بالماء‏.‏
و يشرع للمشيعين أن يقفوا عند القبر و يدعوا للميت؛ لأن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه، و قال‏:‏ ‏(‏استغفروا لأخيكم، و اسألوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل‏)‏‏.‏
تاسعاً‏:‏ و يشرع لمن لم يصل عليه أن يصلي عليه بعد الدفن؛ لأن النبي صلى الله عليه و سلم فعل ذلك، على أن يكون ذلك في حدود شهر فأقل، فإن كانت المدة أكثر من ذلك لم تشرع الصلاة على القبر؛ لأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه صلى على قبر بعد شهر من دفن الميت‏.‏
عاشراً‏:‏ لا يجوز لأهل الميت أن يصنعوا طعاماً للناس؛ لقول جرير بن عبدالله البجلي الصحابي الجليل رضي الله عنه‏:‏ ‏(‏كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت و صنعة الطعام بعد الدفن من النياحة‏)‏ رواه الإمام أحمد بسند حسن، أما صنع الطعام لهم، أو لضيوفهم فلا بأس، و يشرع لأقاربه و جيرانه أن يصنعوا لهم الطعام؛ لأن النبي صلى الله عليه و سلم لما جاءه الخبر بموت جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه في الشام أمر أهله أن يصنعوا طعاماً لأهل جعفر، و قال‏:‏ ‏(‏إنه أتاهم ما يشغلهم‏)‏‏.‏
و لا حرج على أهل الميت أن يدعوا جيرانهم، أو غيرهم للأكل من الطعام المهدى إليهم، و ليس لذلك وقت محدود فيما نعلم من الشرع‏.‏
حادي عشر‏:‏ لا يجوز للمرأة الإحداد على ميت أكثر من ثلاثة أيام إلا على زوجها فإنه يجب عليها أن تحد عليه أربعة أشهر و عشراً، إلا أن تكون حاملاً فإلى وضع الحمل؛ لثبوت السنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه و سلم بذلك‏.‏
أما الرجل فلا يجوز له أن يحد على أحد من الأقارب أو غيرهم‏.‏
ثاني عشر‏:‏ يشرع للرجال زيارة القبور بين وقت و آخر للدعاء لهم، و الترحم عليهم، و تذكر الموت و ما بعده؛ لقول النبي صلى الله عليه و سلم‏:‏ ‏(‏زوروا القبور، فإنها تذكركم الآخرة‏)‏ خرّجه الإمام مسلم في صحيحه، و كان صلى الله عليه و سلم يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا‏:‏ ‏(‏السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين و المسلمين، و إنا إن شاء الله بكم لاحقون، و نسأل الله لنا و لكم العافية، يرحم الله المستقدمين منا و المستأخرين‏)‏‏.‏
أما النساء فليس لهن زيارة القبور؛ لأن الرسول صلى الله عليه و سلم لعن زائرات القبور، و لأنهن يخشى من زيارتهن الفتنة و قلة الصبر، و هكذا لا يجوز لهن اتباع الجنائز إلى المقبرة؛ لأن الرسول صلى الله عليه و سلم نهاهن عن ذلك، أما الصلاة على الميت في المسجد، أو في المصلى فهي مشروعة للرجال و للنساء جميعاً‏.‏
هذا آخر ما تيسر جمعه‏.‏
و صلى الله و سلم على نبينا محمد، و آله و صحبه‏.‏