منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أبو القاسم الشابي.......شاعر تونس الخضراء....أهيم في تونس الخضراء.
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-04-03, 23:46   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
aliarchi142
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

أن السلام حقيقة مكذوبةٌ **** والعدل فلسفة اللهيب الخابي

لا عدل إلا إن تعادلت القوى **** وتصادم الإرهابُ بالإرهابِ

هذان البيتان مأخوذان من قصيدة "فلسفة الثعبان المقدس"

فلسفة الثعبان المقدس

كان الربيع الحي روحاً حالماً * غض الشبابِ معطر الجلبابِ

يمشي على الدنيا بفكرة شاعرٍ * ويطوفها في موكبٍ خلابِ

والأفق يملأه الحنان كأنه * قلب الوجود المنتج الوهابِ

والشاعر الشحرور يرقص منشداً * للشمس فوق الورد والأعشابِ

شعر السعادة والسلام ونفسه * سكرى بسحر العالم الخابِ

ورآه ثعبان الجبال فغمهُ * ما فيه من مرحٍ وفيضِ شبابِ

فانقض مضطغناً عليه كأنه * سوط القضاءِ وفرية الكذابِ

بُغت الشقيّ فصاح من هول الردى * متلفتاً للصائل المنتابِ

وتدفق المسكين يضرخُ ثائراً * ماذا جنيتُ أنا فحقَ عقابي

لا شيء إلا أنني متغزلٌ * بالكائنات مغردٌ في غابي

ألقى من الدنيا حناناً طاهراً * وأبثها نجوى المحب الصابي

أيعّدُ هذا في الوجود جريمةً * أين العدالة يا رفاق شبابي

لا "أين" .. فالشرع المقدس ههنا * رأي القوي وفكرةُ الغلابِ

وسعادة الضعفاء جرمٌ ما لهُ * عند القوي سوى أشد عقابِ

ولتشهد الدنيا التي غنيتها * حلم الشباب وروعة الإعجابِ

أن السلام حقيقة مكذوبةٌ * والعدل فلسفة اللهيب الخابي

لا عدل إلا إن تعادلت القوى * وتصادم الإرهابُ بالإرهابِ


فتبسم الثعبان بسمةَ هازئٍ * وأجاب في سمتٍ وفرط إهاب

يا أيها الغر المثرثر إنني * أُرثي لثورة جهلك الثلابِ

والغر يعذره الحكيم إذا طغى * جهلُ والصِّبا في قلبه الوثابِ

فأكبح عواطفك الجوامح إنها * شردت بلبك واستمع لخطابي

إني إلهٌ طالما عبد الورى ظلّي * وخافوا لعنتي وعقابي

وتقربوا لي بالضحايا منهمُ * فرحين شأن العابد الأوّابِ

أفلا يسرك أن تكون ضحيتي * فتحل في لحمي وفي أعصابي

وتكون عزماً في دمي وتوهجاً * في ناظري وحدةً في نابي

فكر لتدرك ما أريد وإنه * أسمى من العيش القصير النابِ

فأجابه الشحرور في غصص الردى * والموت يخنقه إليك جوابي

لا رأي للحق الضعيف ولا صدى * والرأي رأي القاهر الغلابِ

فأصنع مشيئتك التي قد شئتها * وارحم جلالك من سماع خطابي

أبو القاسم الشابي



هذا البيت من قصيد قاله الشابي في العشرينات من القرن الماضي او نحو ذلك . لطالما اثار حيرتي و اعجابي بنفس الوقت و ذلك لدرجة مطابقته لواقعنا اليوم . الشابي كان رفيق درب و صديق و رفيق سكن بالزيتونة لشاعركم الفذ مفدي زكرياء يمكن ملاحظة نتيجة هذه الصحبة في تأثرهما ببعضهما البعض خصوصا في القصائد الثورية ضد المستعمر الفرنسي .
لطالما مثلا رافدين و ركيزتين من ركائز ثقافتنا الحديثة فبارك الله بك يا صاحب الموضوع .









رد مع اقتباس