يرتكز التخطيط الكهربائي على التنبؤ بالأحمال المستقبلية وكل ما يضمن أداء المنظومة بدرجة مرضية. إلا أنه لم يؤخذ بعين الاعتبار فى التخطيطالكهربائي التلوث البيئي الناجم عن وجود المنظومة الكهربائية بالرغم من البحث الدقيق الذي تم بخصوص أثر التلوث البيئي - الناتج عن الأتربة والأملاح العالقة بالجو - على المنظومة الكهربائية. فنجد فى هذا الخصوص أن الدراسات انطلقت بدءاً من أثر التلوث البيئي على خطوط النقل عموماً[1] ودخلت فى التفصيلات بدءاً من أثر التلوث على أداء العوازل [2] [3] [4] [5] إلى أثر التلوث على الموصلات [9] [10] [14] وكذلك الأبراج [1]. وفى الجماهيرية الليبية كان هناك اهتمام واضح فى هذا الخصوص وبناءً عليه تم إنشاء محطات لاختبار شدة التلوث ومعرفة ما قد يسببه من أثر سلبي على أداء خطوط النقل والعوازل والأبراج [13]. وإن كان هناك من دراسة لتأثير المنظومة الكهربائية على البيئة فتكاد تنحصر فيما تحدثه محطات التوليد من تلويث للجو بسبب ما تنفثه من دخان ورماد متطاير [11][12][17]. أضف إلى ذلك ما تسببه أبراج التبريد بمحطات التوليد من ارتفاع فى درجة حرارة مياه البحر وماينعكس سلباً على البيئة البحرية. فى هذه الورقة نحن بصدد الكشف عن بعض الجوانب التي تمثل الصورة غير المرضي عنها فى مجال الهندسة الكهربائية، ففى وجهة نظر الباحث أنه من المهم جداً طرح مسألة الأثر السلبي البيئي لاستخدام الكهرباء ومناقشتها واقتراح الحلول الناجحة والمناسبة لها. كما وأن مراجعة المقاييس والمعايير لكل ما يرتبط بتوليد ونقل وتوزيع الكهرباء سيكون من الخطوات المهمة فى طريق التخفيف من الأثر السلبي للكهرباء، ومن هنا نستطيع أن نضمن إلى حد ما تخطيطاً كهربائياً ينطلق من أرضية صلبة وبأقل الأضرار البيئية