وفي هذا الصدد أوضح الدكتور نبيل حسن الجناب في كتاب اسماه:" الجذور العربية للغة الإنكليزية" أن ما يربو على 18000 كلمة انكليزية هي ذات أصول عربية وبرهن على ذلك بإيراد قوائم طويلة للألفاظ ذات الجذور وحتى الجرس العربي نورد منها الآتية:
Candle ـ قنديل
Syrup ـ شراب
Idle ـ عاطل
Earth ـ أرض
Guilt ـ غلط
Good ـ جيد الخ..10*
كما اخترع العرب الجبر والنظام العشري للأرقام وأقام العرب حساب المثلثات الكروية واخترعوا البندول في الفيزياء وتعمقوا في البصريات واستفادت أوربا من كل ذالك وفي الطب ساهموا في تقدم التشريح والصيدلة ودراسة وظائف الأعضاء والصحة الوقائية وأدرك الجراحون العرب تلك الفترة فوائد التخدير واجروا عمليات غاية في الصعوبة في حين كانت الكنيسة في أوربا تحرم ممارسة الطب واكتشف العرب أيضا مواد كيميائيه مثل البوتاس ونترات الفضة وحامض النتريك والكبريتيك ودرسوا خواص الكحول
وقد اخذ الأوربيون عن العرب الارقام الحسابية التي حلت محل الرموز الرومانية المعقدة واثبت العرب كروية الأرض وكان الطلاب في الأندلس يدرسون الجغرافيا على كرات في الوقت الذي كان الأوربيون يعتقدون أن الأرض مسطحه
وفي ميدان الطبيعة فسر العرب انكسار الضوء وشرح انتشار الضوء ودرسوا قانون الثقل وارتفاع الجو وثقل الهواء والأوزان
كما علموا اوربا علوم استخدام البوصلة والبارود والمدفع وقاموا بوضع الجداول الفلكية واخترعوا الساعة ذات البندول بالاضافه إلى اكتشافاتهم الجغرافية والبحرية التي أخذتها أوربا عنهم وبعد أن قامت أوربا بإغلاق اكاديميه أفلاطون في أثينا عام 529م قامت مراكز علميه تشع ألمعرفه من مدارس القاهرة وبغداد والبصرة والكوفة ودمشق ومساجد اسبانيا وغيرها 11*
سوف نتحدث عن هذه النقطه بتوسع باذن الله في موضع اخر من البحث
ب- مرحلة الركود والخواء:
بعد أن بلغت كل من الخلافتين العباسية في المشرق والأموية في الأندلس ذروة المجد وقمة ألازدهار ووصلت الحضارة والثقافة في هما درجة عالية من التألق والاتساع، بدأ الضعف يدب في أوصالهما بسبب الخلافات البينة والصراعات السياسية وذلك اعتبارا من أوائل القرن العاشر للميلاد حيث قامت الدولة الطولونية في مصر والدولة الصفارية في فارس وقامت الدولة الفاطمية في تونس ثم في مصرة.
وفي أواسط القرن الحادي عشر ميلادي تداعت الخلافة الأموية بالأندلس وقامت على أنقاضها إمارات صغيرة كان يقودها أمراء متهورون عرفوا بملوك الطوائف وكانت تلك الإمارات تخاض ضد بعضها حروبا مريرة كانت تذكيها وتؤجج أوارها الممالك المسيحية المتاخمة لها.
ولقد تزامن ذلك التفكك والتمزق مع نزول وكوارث قاصمة بساحة الدولة العربية شرقا وغربا. حيث تم استيلاء الصليبي على القدس ودام احتلالهم للمنطقة كلها زهاء 190 سنة. كما استولى المغول بقيادة هولاكو على بغداد خلال القرن الثالث عشر للميلاد فقوضوا الخلافة العباسية بقتلهم للخليفة المعتصم. ثم استولى المماليك على مقاليد الحكم بعد أن طردوا المغول.
ومن أواخر القرن الثالث عشر إلى أوائل القرن العشرين (1923) بسط الأتراك العثمانيون نفوذهم على الأمة العربية التي تشر ذمت إلى كيانات صغيرة مفككة الأوصال ولم تنزح السيطرة العثمانية عن الأمة إلا لتفسح المجال للاستعمار الأوروبي، حيث احتلت فرنسا كل من الجزائر وتونس في منتصف القرن التاسع عشر واحتلت بريطانيا بلاد مصر في نهاية القرن واستولت إيطاليا على ليبيا في بداية القرن العشرين في حين فرضت كل من فرنسا وبريطانيا حماية جبرية على موريتانيا والمغرب وفلسطين والأردن وسوريا ولبنان والعراق خلال العشريات الأولى من القرن المنصرم .
ونتيجة لهذه الأوضاع المزرية دخلت كافة البلدان العربية ، ما ذكرناه منها وما لم نذكره ، في فترة تاريخية حالكة اتسمت بالتخلف الاقتصادي والركود الفكري. فانكمش النشاط الثقافي وتلاشى الإبداع في مجالات الآداب والفنون والعلوم وسائر المعارف .
ونتيجة لذلك سادت الأمة وتبلدت الأذهان وتدنت الذائقة العامة وسيطر العقل الخرافي وانتشرت الخزعبلات والشعوذة وانحسر الإنتاج الفكري في لوك قديم واجتراره وتغلبت عقلية المحاكاة والتقليد على ذهنية الإبداع والتجديد. فأمست كل بدعة ضلالة وكل ضلالة هي بطبيعة الحال في النار.
وهكذا دخلت الأمة العربية عن بكرة أيها مرحلة ركود اقتصادي واجتماعي وفترة بيات فكرب فترتب عن ذلك انفصام تام بين المستوى الحضاري الذي كانت قد ارتقت إليه في سالف عهدها والذي شكل المنطلق الأساسي للنهضة الأوروبية اعتبارا من القرن الخامس عشر وبين واقعها المرير الذي حال بينها وبين الارتقاء إلى المكانة السامقة التي أوصلت إليه ثقافتها أمما غيرها. وهذه لعمري مفارقة غريبة.
2-حاضر الثقافة العربية أو فترة البحث عن الذات وهاجس تحديد ملامح الهوية المميزة
يمكن القول بأن ثمة عاملين أساسيين يرجع الفضل إليهما في إعطاء الدفعة المحركة الأولى للأوضاع العربية التي كانت ولزمن طويل تراوح في مكانها. وفي كسر الجمود الرهيب الذي راد على الأمة العربية طوال عدة قرون ، ألا وهما حملة نابليون على مصر وتولي محمد عالي باشا مقاليد الأمور فيها. حيث ترتب عن ذلك صحوة فكرية وهبة اجتماعية ويقظة سياسية ، وقد ساهم في تعميق هذه الصحوة وتجذ ير تلك اليقظة النشاط الثقافي والعلمي والسياسي الذي اضطلع به أعضاء البعثات العلمية الذين أفدهم محمد عالي إلى أوروبا بعد عودتهم إلى إلى أرض مصر حيث نشطت الترجمة والتأليف في مجالات الآداب والفنون والعلوم. ونشطت حركة الصحافة والنشر وكبرت العناية بالتدريس والتدريب والتكوين، فظهر مثقفون كبار انكبوا على ترجمة ونشر أمهات الكتب المتداولة في أوروبا. وتناولوا بالبحث والاستقراء المواضيع والأصناف الأدبية والفنية الجديدة على التراث العربي مثل الرواية والمسرح والشعر الملحمي والنقد الأدبي ومختلف ألوان الفنون الجميلة. ومن مشاهير رجالات الرعيل الأول من رواد الانبعاث الثقافي العربي: رفاعة الطهطاوي وعبد الرحمن الكواج \كبي وسليم البستاني (القصة ) ومارون نقاش (رائد المسرح العربي ) وغيرهم.
وبقد مهد هولاء الرواد السبيل لقيام حركة النهضة الفكرية والحضارة العربية التي كانت أصواتها الأولى قد بدأت تلوح في الآفاق منذ نهاية القرن التاسع عشر، والتي تضافرت جهود العديد من رجال الثقافة العرب في مصر وبلاد الشام وفي المهجر والشمال الأفريقي من أجل قيامها ومضيها نحو تحقيق أهدافها.
وقد ساهم رائد الإصلاح الدين جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده في رفد حركة النهضة العربية برصيد فكري هام.
والجدير بالذكر في هذا المضمار أن العلماء الشناقطة كانوا قد أسهموا في رفد النهضة العربية بإنتاجهم الفكري المتميز. ومن بين هؤلاء : العلامة محمد محمود ولد التلاميذ الذي عمل إلى جانب محمد في نشاطه العلمي ، ونذكر منهم أيضا مؤلف كتاب الوسيط، احمد الأمين الشنقيطي والرحالتين المشهورين الطالب احمد ولد اطوير الجنة ومحمد يحي ألولاتي الذين أثرى في الساحة الفكرية خلال تلك الفترة وبعدها.
ولقد أسهمت الصحافة الأدبية والسياسية في إثراء الساحة الثقافية وإنعاش الجو العلمي.
ولعل من أبرز هذه الصحف والمجلات هي مجلة الضياء التي كان يشرف عليها إبراهيم اليازجي وجريدة الأهرام التي كان من أوائل القيمين عليها بشار تقلا.
ونتيجة لتعدد البعثات الطلابية إلى أوروبا وتكثيف الترجمة ونموا حركة الاستشراق وانتشار الصحافة بكل أنواعها والتلاقح الفكري الذي أنجز عن ذلك ، قامت تعددية فكرية لم تكن مألوفة عند العرب ونشأت مدارس أدبية ونقدية وتيارات فكرية واديولوجية وسياسية أدت بسبب تفاعلها إلى احترام النقاش على الصعد الأكادمية والفلسفية والأديولوجية والسياسية.
ونما وعي سياسي تولدت عنه مشاعر قومية ومطامح تحريرية ومشاريع مجتمعات جديدة عصرية وظهرت اتجاهات سياسية مختلفة مثل القومية اللبرالية والاشتراكية كما برزت تيارات ادلوجية متباينة مثل السلفية والعلمانية.
أفضى اختلاف المشارب وتباين الآراء إلى إذكاء النقاش وإثراء الساحة الثقافية العربية ، وهذا الغليان الفكري إن كان أفضى بشكل مباشر أو غير مباشر إلى التحرر من السيطرة الاستعمارية فإنه لم يتوقف بعد قيام الحكومات الوطنية العربية بل استمر على نفس الوتيرة .
إلا أن جل الحكومات العربية ضاقت به ذرعا وعملت أحيانا على إخماده وتحجيمه عن طريق قمع وترهيب الطبقة المثقفة أحيانا وترغيبها وتدجينها أحيانا أخرى. وربما يكون في محاكمة طه حسين وعلي عبد الرزاق ومصادرة كتابيهما" في شعر الجاهلي" و" الإسلام وأصول الحكم" مصداقا لهذا القول .
وعموما فإنه يمكن القول في هذا المضمار أن الهاجس الذي سيطر على الفكر العربي والاحتمالات التي ألهمت الثقافة العربية وانعكست فيها منذ بداية النهضة إلى حوالي أواخر السبعينيات من القرن المنصرم تتمثل في إشكالية تحديد الهوية العربية وسبل رسم ملامحها.
فالسؤال الملح الذي طرح نفسه باستمرار والذي حاول المثقفون العرب بمختلف مشاربهم من شتى منطقاتهم أن يجيبوا عله هو: من نحن بالنسبة للآخر ؟ وهل لنا وجود خارج الآخر وبمعزل عنه؟أم أننا والآخر متداخلان ومتناهيان؟
وثمة تساؤل آخر لا يزال موضوعا للتفكير والبحث والنقاش وهو : كيف يجب أن نكون بالقياس للآخر؟ ما هي المرجعية الفكرية والأطر المؤسسية التي يجب أن نختارها؟ وما هو مشروع المجتمع الأمثل الذي يجدر بنا تجسيده على أرض الواقع؟
إن الإنتاج الفكري العربي والإنتاج التي تمخض عنها ما زالا يعكسان هذه الإشكاليات التي ما فتئت تستقطب تفكير جانب كبير من النخب المثقفة العربية.
3-مستقبل الثقافة العربية (أو ضرورة التأهب لمواجهة عصر ما بعد الحداثة)
إذا كان هاجس التحرر وإرادة إثبات الذات وإشكالية تحديد الهوية قد شغلت تفكير النخب المثقفة العربية منذ عصر النهضة إلى فترة السبعينيات من القرن العشرين فإن ماهية الثقافة العربية وجوهرها وقابليتها لمسايرة عصر ما بعد الحداثة والعولمة يجب أن يكون الشغل الشاغل والهاجس الرئيسي للنخب العربية.
ففي عصر الثورة الرقمية والانفجار الإعلامي وغزو الفضاء والهندسة الجينية والاستنساخ البيولوجي والربوتية وفي عهد السيطرة الكاسحة للشركات العابرة للحدود الراسماليه المتوثبة وانعدام الحدود المحصنة فإنه أضحى من الضروري بل ومن الحيوي إقامة التعددية السياسية والفكرية في كافة البلدان العربية وصولا إلى تحرير العقول وإطلاق العنان للعبقريات بالوطن العربي حتى يتم حشد كافة الطاقات الذهنية العربية.
وهذا بطبيعة الحال يقتضي قيام الديمقراطية السياسية والاجتماعية وتكريس حرية الرأي والفكر والتعبير مما سيضع حدا للركود الفكري الناجم أساسا عن تكبيل العقول وتعطيل جانب كبير من الطاقات الذهنية التي لا سبيل إلى تطوير وتفعيل الثقافة العربي بدون إفساح المجال لها وتشجيعها على الإبداع والعطاء.
لكن دمقرطة الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية لا لا يعني بحال من الأحوال اعتماد وتبني المنظومة القيمية الغربية التي تتسم بالفردانية الأنانية والإباحية الأخلاقية التي تناهض الزواج الطبيعي وتشرع كل مظاهر الشذوذ المخالفة لنواميس الطبيعة . وتدخل المرأة إلى بضاعة تستعمل في الإشهار والاتجار بالجنس كما أنها لا ترى غضاضة في محو الفوارق الجسدية والنفسية بين الجنسين تشرع الاستهلاك العلني للمخدرات.
إن الثقافة العربية في فترة ما بعد الحداثة ، لتكم الفترة التي بدأت مع مطلع القرن الحادي والعشرين الجاري، يجب أن ترفض الاستلاب الفكري والتغريب وأن تقام القولبة والتنميط والهيمنة الثقافية والتبعية الفكرية. إذا كانت العولمة الاقتصادية ظاهرة يستحيل تفاديها وكلما بالإمكان هو الاستعداد لها ومراعاة شروط مسايرتها، فإن العولمة في بعدها الثقافي ليس سوى طمس للهوية وتمييع للذاتية وإذابة للمقومات الحضارية . ولذا فإنه لا ينصاع لها إلا من ليس له تراث يخاف ضياعه ولا حضارة يخشى اضمحلالها ، وهذه الوضعية لا تنطبق على الأمة العربية كما هو معلوم لدى الجميع. ولقد تعرض العديد من المثقفين العرب المعاصرين إلى ما يمثله البعد الثقافي للعولمة من خطر ماحق على الخصوصية الثقافية العربية وعلى المقومات الدينية والأخلاقية والحضارية للعرب . ونذكر من بين هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر الدكتور الطيب التيزيني ود. غالي شكرى والدكتور المهدي المنجرة والدكتور عاطف السيد و د. محمد عابد الجابري
والثقافة العربية إذ يجب أن تشكل حاجزا متينا وسدا منيعا في وجه التغريب والمسخ والانسلاخ من الذات والانصهار في قوالب أجنية، فإن عليها بالمقابل الإنفتاح على العلوم والتكنلوجيا والإعلاميات وأقنية التواصل . وعليها كذلك العمل على المزاوجة بين الحفاظ على المقومات العربية الإسلامية ومقتضيات العصرة والتحديث. كما أنها مطالبة إن هي أرادت البقاء والديمومة والقدرة على التنافس أن تستوعب وتدمج كل أنواع التسلية والترفيه من أشرطة وأقراص مضغوطة وألعاب الكترونية وبرامج حاسوبية. وعليها أيضا أن تدمج تقنيات الاستشراف بهدف استبيان ملامح المستقبل والاستعداد له والتهيئ لمسايرته والانسجام معه. وخلاصة القول فإن أهداف الثقافة العربية في المستقبل المنظور يجب أن تتمثل في صيانة الذات والحفاظ على الهوية مع الانفتاح والأخذ بكل أسباب التقدم والحداثة والحرص على مواءمة كل ذلك مع المنظومة الأخلاقية والمميزات الفكرية والقيم الدينية والمقومات الحضارية للأمة العربية ، وصولا إلى ربط حاضرها بماضيها وسعيا إلى تحديد ملامح المستقبل الكفيل بتقوية كيانها وترسيخ وجودها وإطالة بقاءها وديمومة بصمتها على صفحة الوجود. 12*
اسلام ست –العلوم – علم الحيل الهندسيه
نشأة العلم وتطوره عند المسلمين
الإسلام والعلم
لقد حث الإسلام أتباعه على طلب العلم: فقال صلي الله عليه وسلم . "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة" واعتبر أن طلب العلم يعادل الجهاد في سبيل الله "من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع " ويعتبر الإسلام أن مكانة الإنسان في الدنيا والآخرة بعلمه إلى جانب إيمانه فيقول تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم منكم درجات " المجادلة.
وليس القصد بطلب العلم هنا هو علوم الدين وحدها.. بل أن علوم الدنيا لا تقل أهمية عن علوم الآخرة.. وقد جاء في الحديث: "العلم علمان علم الأديان وعلم الأبدان "فجعل علم الأبدان الذي هو أحد علوم الدنيا موازياً في المكانة مثل علوم الدين ويقول الرسول أيضاً: "اطلبوا العلم ولو في الصين " فالعلم الذي يطلبه المسلم في الصين هو قطعاً علم دنيوي.
وللعلم بالنسبة للإنسان المسلم غايتان: الأولى: تعبدية والثانية: منفعة دنيوية..
1) )أما العبادة فلأن العلم يزيده إيماناً بالله من خلال معرفته بإعجازه في خلقه.. مثل معرفة تركيب جسم الإنسان ووظائف الأعضاء.. ومثل معرفة الكون والفلك والنجوم.. ومعرفة تركيب الأرض ودورانها.. وقد