والسؤال البسيط والعميق يقول: كيف يزور احمدي نجاد ارض العراق ويقضي ليلته بنوم هانئ في ظل الحماية الكاملة والمطلقة لقوات الاحتلال الاميركي؟
وهو الذي لا ينفك يصعّد ويزيد من خطابه المعادي للشيطان الاكبر، واذا به يهبط بطائرته في مطار بغداد الذي يخضع للمراقبة والحماية والحراسة الاميركية، كما ان الرئيس الايراني دخل الاجواء العراقية في ظل حماية قوات الاحتلال الاميركي، التي تفرض قواتها الجوية واقمارها الاصطناعية سيطرة كاملة على الاجواء العراقية، منذ احتلال العراق في التاسع من نيسان (ابريل) 2003 وحتى الآن. ان المعقولية السياسية، تقع في دائرة الارتباك والضبابية عند البعض من الذين هضموا شعارات العداء الايراني لاميركا ووضعوها في دائرة الثقة المطلقة، التي لا تقبل الجدال والمناقشة، اذ سرعان ما وجدوا انفسهم عاجزين تماما عن اقناع حتى انفسهم بهذه التضادات الخطيرة، التي تبين حجم التناقض بين الخطاب السياسي الشعاري الايراني والسلوك السياسي على ارض الواقع، ففي الوقت الذي ترفع فيه جمهورية ايران الاسلامية شعارها الشهير منذ أواخر السبعينات(العداء للشيطان الاكبر) تجدها تسارع الى دعم هذا الشيطان في احتلال بلدين مسلمين هما افغانستان والعراق، وهذا ما اعلنه اكثر من مسؤول ايراني من دون تردد او خجل، كما سارعت الحكومة الايرانية الى دعم واسناد وتأييد العملية السياسية الاميركية في العراق، التي اسسها بول بريمر منتصف يوليو عام 2003، بتشكيله مجلس الحكم الذي جاء بالطائفية والعرقية الى العراق، وأرسلت ايران المعادية للشيطان الاكبر وفدا رسميا لتهنئة الاميركي بول بريمر على جهوده في نفث سموم الطائفية والعرقية في جسد المجتمع العراقي.