دلدول بالجلفة
بلدية محرومة من أبسط ضروريات الحياة
لا تزال بلدية دلدول بولاية الجلفة، في حاجة ماسة إلى المزيد من المشاريع التنموية التي من شأنها أن ترقى بمستوى الإطار المعيشي لمواطني هذه البلدية النائية.
دلدول هي إحدى البلديات الريفية التي تقع في الجزء الجنوبي الغربي من جنوب الولاية، إذ تتربع على مساحة معتبرة تمتد إلى مشارف ولاية الأغواط وهي بذلك تحتل أكثـر من 312 ألف متر مربع، وبتعداد سكاني يتجاوز حدود 16 ألف نسمة موزعين عبر العديد من الدواوير والقرى كالقريطة والمقيد.
مواطنو البلدية وأمام حالة التزايد السكاني المتواصل، وبالنظر لانعدام ضروريات الحياة الكريمة، دفعت الحاجة بالسكان إلى الاعتماد على خدمة الأرض، بالإضافة إلى تربية الماشية، وهو القطاع الذي يعتبر شريان الحياة لأهالي المنطقة أمام انعدام فرص العمل الأخرى.
وفي هذا الإطار استفاد العديد من فلاحي الجهة من مشاريع الدعم الفلاحي، ضمن برنامج الصندوق الوطني للضبط والتنمية الفلاحية، إلا أن مختلف المشاريع لقي أصحابها العديد من العوائق والتي حالت دون تجسيدها على أحسن حال، بالنظر إلى عدة عوامل أبرزها مشكل نقص مياه السقي نتيجة كثـرة مضخات جلب المياه، وإن توفرت كانت مياها مالحة غير صالحة للسقي، وهو المشكل الذي أدى إلى تقويض هذه المشاريع والنتائج المرجوة منها، يضاف إلى ذلك مشكل الكهرباء الريفية، الذي يعاني منه هؤلاء المستصلحون، والذين يطالبون بضرورة شق وتعبيد بعض المسالك من مقر البلدية وإلى باقي الدواوير والقرى، وإنجاز مختلف المرافق الضرورية التي من شأنها تثبيت سكان المنطقة خصوصا البدو الرحل.
وبالتوازي مع الطابع الفلاحي فإن المنطقة تتميز بالطابع الرعوي لاعتماد أهالي الجهة على تربية الماشية، باحتوائها على أكثـر من 15 ألف رأس من الماشية ذات السلالات الجيدة، ويعاني الموالون في الآونة الأخيرة نتيجة حالة الجفاف من غلاء سعر العلف، وهم بذلك يأملون دعم الجهات الوصية أمام الكارثة التي حلت بمواشيهم مع تزايد حالات الموت التي مست عددا كبيرا من قطعان الماشية.
على صعيد آخر وفي أطار التهيئة الحضرية، لا تزال بعض أحياء البلدية تعاني من انعدام في التغطية الكهربائية خصوصا الإنارة العمومية، ومقابل ذلك لا تزال يوميات أهالي بلدية دلدول متواصلة مع مشقة جلب قارورة غاز البوتان، وما تشهده من ندرة في الفصول الباردة، أين يكون الطلب متزايدا عليها، وهو ما يدفع السكان إلى اللجوء لاستعمال الوسائل التقليدية باستغلال مادة الحطب في التدفئة والطهي، وذلك أمام غياب مادة الغاز، وفي هذا الإطار يطالب سكان الجهة بضرورة تسريع إنجاز مشروع إيصال الغاز الطبيعي إلى تراب البلدية الذي يعرف تأخرا وبطئا كبيرا في وتيرة الإنجاز، على أمل أن يستفيد المواطنون من هذا المرفق مع حلول فصل الشتاء المقبل، خصوصا وأن المنطقة تسجل بها برودة شديدة تصل إلى مستويات دنيا.
المصدر :الجلفة: محمدي عبد الرحمن /الخبر