الســـــــــاحـرة .......................5
- أهلا أختاه ..كيف حالك اليوم
- بخير والحمد لله ...هل سمعت ما حدث أمس في بيت جارنا "العربي" ؟؟؟
- لا خيرا إن شاء الله !؟
سمير الإبن الأكبر ضرب اخته نرجس ، وهي الأن في غرفة النعاية المركزة وهو في الحبس ..
سبحان الله ..كيف حدث هذا !؟
تصور .. نرجس اشترت قبل يومين تذكر لحضور المبارة الودية بين الجزائر وصربيا ، ولما سمع سمير أمس بالأمر ثارت ثائرته .. وبعد نقاش لا مخرج له مع أخته .. أخذ سكينا وطعنها به ولولا لطف الله لكانت اليوم في قبرها ..
- اللهم عافنا واعف عنا
- أرأيت نزار ما فعلته بنا الكرة وإلى أين أوصلتنا
- نعم أختاه ..هذا ما تفعله بنا الكرة
" هذا ما تفعله ..الكرة " كلمات توقف عندها نزار كثيرا ورددها لمرات
- ما بك نزار لما تكرر هذه الجملة !؟
- لا عليك أختاه .. أنا في غرفتي حضري لي كوب شاي أخضر لأنه لدي الكثير لأكتبه اليوم .
اتجه نزار لمكتبه وبدأ في كتابة مقال فكر كثيرا في كتابته قبل اليوم لكنه خشي من تداعياته السلبية التي قد تحدث..
"...فلتذهب كرة القدم إلى الجحيم ...!!!!" كان العنوان الذي اختره نزار .. تحدث في مقاله هذا - بكل موضوعية - عن المأسي التي سببها الهيام بكرة القدم ، تحدث عن العمى الذي أصاب البعض ، تحذث عن التخدير الذي مس الشعب ، تحدث عن فضائح النظام التي أخفتها الكرة ، تحدث كثيرا وكثيرا ...
فتح بريده الإلكتروني أرسل المقال للجريدة ... رغم يقينه أنه لن ينشر .
أقفل هاتفه النقال ..أخذ قلما بيده
- آه يا صديقي الوفي أنت الوحيد الذي تفهمني
بدأ في كتابة رواية جديد تحت عنوان " الساحرة " كانت الكلمات الأولى التي كتبها
"كان جالسا كعادته كل أمسية صيفية ، في باحة منزلهم الذي يفوح عبق التاريخ من أرجاءه ،فهو قصر لأحد أغاوات الأتراك توارثته عائلتهم أبدا عن جد . على جانبه الأيمن تتشابك أغصان الياسمين متسلقة السور الخارجي لعلها تطل على ما يوجد خلفه ، وياليتها لا تفعل فالعصرنة حولت كل شيء لبنايات " صفراء فاقع لونها .. لكنها تسوء الناظرين ، وقف الجمال قبل أن يصل إليها ..........."
...........انتهت