[أبو معاوية الفهري]

وكانت ملاحظاتي على أخينا أبو بكر هي


السلام عليكم أخي أبو بكر
أخي العزيز اخوك من الجزائر

موضوعك قيم وجميل ولكن عليه بعض الملاحظات التي تحتاج المراجعة منك
فقد بحثت وقرءت في هذه المسألة كثيرا لأنني أبتيلية بها

وكانت خلاصة ما تحصل عندي أن الانحراف اليسير تجوز معه الصلاة واما الفاحش فلا يجوز معه الصلاة
وفي بعض الحالات تجوز الصلاة ولكن يجب التعديل من الأهل المسجد

والأخيرة كانت جوابا للشيخ زيد المدخلي سألته عن مسجد عندنا منحرف عن القبلة ب 37 درجة
فكان جوابه يحرم الاستدامة ويجب عليكم التعديل
وبعض الشيوخ أفتى بعدم صحة الصلاة مثل الشيخ أبي اليسر احد تلاميذ الشيخ الألباني رحمه الله

ونقل لي ان الشيخ فركوس يقول ب 45 درجة فما زاد عنها انحرافا بطلت صلاته يعني اذا قلنا ان القبلة في الشرق فتكون القبلة مقدارها تسعين درجة فاذا خرج عن الوسط باكثر من خمس وأربعين درجة صلاته لاتجوز

وهذا معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم ما بين المشرق والمغرب قبلة

ومن قال بخلاف هذا قلنا له يعني انت تجعل من يريد ان يقضي حاجته ان يتجه إلى عين المشرق أوعين المغرب
وهذا تضييق على من يريد قضاء الحاجة ولا يأتي به الشرع

فالحديث المذكور آنفا وقوله صلى الله عليه وسلم لاتستقبلوا القبلة ببول ولاغائط ولكن شرقوا أوغربوا يفسر بعضها بعضا وتجمع مع بعضها ليسلم الاستدلال وهي من باب واحد

وكذالك التقسيم العقلي للجهات الاربع يجعلنا نعطي لكل جهة تسعين درجة
فالخلاصة أن جهة المطلوبة تقدر ب 90 درجة مع التوسط
وتختلف جهة القبلة بختلاف الأماكن
ونحن في الجزائر جهة القبلة عندنا في الشرق الجنوبي كما ذكر شيخ الاسلام ابن يمية رحمه الله يجعل المشرق قبلة وجهه ثم يميل الى اليمين

وكذالك لاحظت انك ذكرت حرمة استعمال الآلات فذكرت انه لايجوز

وعلما ان اللجنة الدائمة والشيخ ابن باز رحمة الله عليه ذكروا جواز ذالك بل قال بالوجوب اذا لم يكن له إلا ذالك

واما مانقلته عن شيخ الاسلام فليس محمول على هذه الآلات في تعيين القبلة بل هو استعمالها فيما فيه تعارض أو إلغاء لما جاء به النص مثل تعيين شهر رمضان برأية الهلال والمسألة فيها غير هذا
فقد ذكر ابن رجب الحنبلي في
قول الله - عز وجل -: { وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ } [النحل:16] .
وقول عمر : تعلموا من النجوم ما تعرفون به القبلة والطريق .
وروي عنه ، أنه قال : تعلموا من النجوم ما تهتدون به في بركم وبحركم ، ثم أمسكوا .
فمراده - والله أعلم - : أنه يتعلم من النجوم الشرقية والغربية والمتوسطة ما يهتدى به إلى جهة القبلة بعد غروب الشمس ، وفي حالة غيبوبة القمر ، فيستدل بذلك على الشرق والغرب ، كما يستدل بالشمس والقمر عليهما

وقال القرطبي في تفسيره –وهو مالكي- وحكى الإجماع على ذلك: قال: وأجمعوا على أن كل من غاب عنها –يعني الكعبة- أن يستقبل ناحيتها وشطرها وتلقاءها، فإن خفيت عليه فعليه أن يتسدل على ذلك بكل ما يمكنه من النجوم والرياح والجبال، وغير ذلك مما يمكن أن يستدل به على ناحيتها. (2/108).
وقال في مكان آخر: (10/62): قال علماؤن: وحكم استقبال القبلة على وجهين، فذكر الأول، ثم قال: والآخر أن تكون الكعبة بحيث لا يراها، فيلزمه التوجه نحوها وتلقاءها بالدلائل، وهي الشمس والقمر والنجوم والرياح، وكل ما يمكن به معرفتها.


فانظر يارعاك الله دقت الفقهاء حين اطلقوا ولم يمنعوا مالم يعرفوه فقالوا وكل ما يمكنه

ولقد ثبت عند الخبراء حتى المسلمين دقة البوصلة في تعيين الشمال

والقبلة كذالك وانها تشير إلى نفس الجهة التي عينتها وزارة الشؤون الدينية عندنا الى جهة القبلة

فأين الاجماع على عدم الجواز ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



وكذالك ان استعملنا الالات فنحن نعين الجهة ولانعين العين وهذا معلوم و للشيخ بكر ابوزيد رحمة الله عليه بحث في هذا الموضوع ولم يذكر عدم الجواز
ويبقى الخلاف

وعلما اخي العزيز لما انتشر في بلدنا هذا التهاون في تعيين القبلة وجدت مساجد خارجة عن القبلة ب57 درجة
فهم يصلون الى غير جهة القبلة

والصورة في الاعلى تبين حقيقة بعض مساجد البلاد والمرء معذور ما لم يبلغه العلم

و التساؤل الذي يطرح نفسه هل يسع الواحد منا ان يبقى على إنحرافه بعدما تيقن أنه منحرف
بالوسائل التي تبين جهة القبلة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ولأجل عدم الاطالة لم أنقل كلام أهل العلم في المسألة
والله ولي التوفيق