في العلوم التجريبية والعلومالبيولوجية.
طرح المشكلة: لقد كان وراء ازدهار العلومالتجريبية في المادة الجامدة كالفيزياء والكيمياء هو المنهج التجريبي،من أجلالالتحاق بمركز العلوم وبلوغ مراتبها ،كما كان ذلك هدف المبتدئة كالعلومالحية والبيولوجية ،بحيث حاولت استثمار خبرات العلوم السالفة وتقليدها فيتطبيق المنهج العلمي ،ولكن المشكلة المطروحة هي :إذا لم يتم استخدام هذاالمنهج استخداما صارمًا –وهذا احتمال وارد – فهل يرتجي الوصول على نتائجدقيقة ؟وإذا تم تطبيقه بهذه الصورة ،في كل الدراسات بما فيها دراسة الظاهرةالبيولوجية ،فماذا يبقي من اعتبار من خصوصية الموضوعالمدروس؟
١-كيف نسلم بأن التجربة هي مقياسالأساسي الذي يجعل العلم علمًا؟
أولا:استقلال العلم عن الفلسفة:تم استقلال العلم عنالفلسفة يوم أعرضوا الباحثون عن طرح المسائل الميتافيزيقية والتجرد لدراسةالظواهر التي تقع تحت المشاهدة والإعراض عن منطق الأهواء وتبني المنهجالتجريبي ،تبن هذا الاستقلال الانفصال "كوبرنيك" و"كبلر" و"غاليلي" وتجسدأكثر بوضوح بوضع المنهج التجريبي مع "ف-بيكون"
ثانيا:خطوات المنهج التجريبي :يتألف المنهج التجريبي من ثلاثة خطواتأساسية الملاحظة والفرض.
-التجريب:
-الملاحظة:والمقصود بها ليستمجرد شاهدة.وإنما هي الاتصال بعالم الأشياء
عنطريق الحواس وتوجيه الانتباه إلى ظواهر معينة ،كما تعني مشاهدة الظواهر ومراقبتها بالذهن والحواس وهي على ما هي عليه بالذات
-ثم ان الباحث الملاحظ لا يستقبل كل ما يقع في عالم الأشياء استقبالاسلبيا ،ويتم ذلك بواسطة الفكر الذي يساعده على تنظيم عقلي للظواهر.مما فينشأته، أن يوحي بفكرة خيالية نفترضها من أجل تفسير مؤقت للظواهرالمبحوثة،التي يصدق العالم إلى كشف القانون الذي يتحكم فيها وما القانون إلافرضية أثبتت التجربة صحتها.
- والتجربة هيالخطوة الأخيرة في مسار المنهج العلمي ،وتتمثل على مجمل الترتيبات العمليةالتي يحدها المجرب قصد تقرير ،الفرضيات التي لتبنيها في حالة صدقها أو رفضهافي حالة كذبها،أو تهذبيها في حالة تشخيص المجرب خطئها وهي تقوم على عمليتين :- التجربة العملية أو ما يسميه "كلود برنار"بالتجريب –الاستدلال التجريبي أيالحوصلة ،وما يترتب من نتائج من أجل تدوين قانون يفسر الوقائع ويسهل السيطرةعليها لصالح الإنسان.
ثالثا:معني التجربةبمفهومها الأوسع:إذا كانت التجربة هي الخطوة التي تستوعب المراحل السابقة منالملاحظة والفرض من أجل تدوين دستور العلاقات الثابتة بين الظواهر .من أجلالتنبؤ بحركات الظواهر وتسخيرها لخدمة الإنسان .بحيث يقول كلود برنار إنالتجريب هو الوسيلة الوحيدة التي نمتلكها لنتطلع على طبيعة الأشياء التي هيخارجة عنا ) كما أنه لايمكن أن نعتبر أنها المقياس الفصل في الحكم على مدىالتحاق مساعي الأبحاث العلمية بمصف العلوم ،لذلك وجب أن نفهم التجربةبمفهومها الذي قد ينمو ويتهذب مع تنوع ميادين البحث حسب حقوله ،ومن هنا وجبأن نقول أن التجربة في مفهومها العلمي تنمو وتتقو لب مع طبيعة الموضوع ومنأمثلة ذلك ،أن إجراء التجربة يختلف من عالم الفلك على عالم البيولوجيا إلىعالم النفساني ....
٢- إذا كان الأمر كذلك،فهل العلوم التجريبية تحترم هذا المقياس ؟وهل ما نستخلصه من نتائج يمكن وصفهبالدقة ؟
تتنوع العلوم وتختلف على اختلافطبيعتها وموضوعها ومقتظيات العمل الميداني في دراستها وكل هذا من شأنه أنيؤثر على مدى تطابق المبدأ المنهجي ومدى مصداقية نتائجه.
أولا أصناف العلوم :يمكن تصنيف العلومالتجريبية والعلوم القريبة منها إلى ثلاثة أنواع :
- علوم المادة الجامدة :وتتناول الفيزياء والكيمياء وعلم الفلكوالجيولوجيا....
- علوم المادة الحية : وتتناول البيولوجيا وما تفرع عنها من علم النبات والحيوانوالبشر
- العلوم الإنسانية:وتتناول أحوالالناس متفردا وجماعة .أي من حيث أنه يشعر ويفكر وينفعل ويريد وهذه الأخيرةتعاني على غرار سابقتها معانات منهجية على الرغم من تسليمه بأهمية المنهجالتجريبي العلمي .
ثانيا:تتشكل التجربة حسب طبيعة الموضوع في الزمرةالواحدة:إن الباحث يدرك فائدة المنهج العلمي كمبدأ فطري للوصول بالمعرفة إلىطابعها العلمي هو الإدراك والفهم الذي يسهل له تطبيق المنهج تطبيق كاملا أوبتكيف خطواته على مقياس الأهداف المرسومة ،وهذا يعني أن المنهج العلمي منهجطيع ولين يساعد على فهم الموضوع فهما موضوعيًا وذلك حسب ما تمليه طبيعةالموضوع المبحوث وهذا من شأنه أن يوسع دائرة وقدرة الاستيعاب لأكبر قدر ممكنمن العلوم المختلفة ، بحيث قد يستغني الباحث عن خطوة من خطوات المنهجكالملاحظة مثلا بحيث يستبدلها بغيرها تماشيًا مع طبيعة الموضوع ،فيتعين عليهالاستدلال عندما تكون المشاهدة عصية ،مثلما هو الحال في معرفة مركز الأرض أورؤية الشمس في مختلف أوقاتها خاصة في الصيف زوالا ،فهنا ينظر إلى الآثار التيتتركها هذه الظواهر وبهذا الشكل يمكن القول بأن مفهوم التجربة وحتى وإن هناكتميز إنما هو تميز نظري أو يكون لأغرض منهجية .